رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 4 نوفمبر، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية- افتراءات الخصوم على محمد بن عبد الوهاب- منع الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم

     افترى أعداء الدعوة السلفية على الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أنهم يمنعون الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك يمنعون طلب الشفاعة من الأنبياء والصالحين من عباد الله. ولعل هذه الشبهة تتشابه كثيرًا مع شبهة تحريم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هناك بعض الأمور والمسائل التي تستحق منا إيضاحها. فإليك ما قاله القباني واستنكاره على الشيخ محمد أنه يكفر من قال: يا رسول الله اشفع لي فيقول مخاطبًا الشيخ: «أما أنهم كفروا بمجرد قولهم: يا رسول الله اشفع لي، أو أغثني، وأنها مساواة لقول المشرك واعتقاده أن المسيح هو الله، ولعبادة تمثاله من السجود والذبح كما ادعيت ذلك، وجزمت به. فما أقمت على ذلك الدليل والبرهان يا طويل الآذان».

     ثم يدعي علوي الحداد أن سبب كفر مشركي العرب هو نسبتهم الولد لله تعالى فقط، وليس لأنهم جعلوا الأصنام والأولياء شفعاء تقربهم عند الله زلفى. ويدعي عمر المحجوب أن الوهابيين ينكرون الكثير من الشفاعة فيقول: «ولعلك من المبتدعة الذين ينكرون أنواعاً كثيرة من الشفاعة».

     ونختم أقوال هؤلاء المناوئين بما نصه العاملي من أن اتخاذ الأصنام أو الأولياء شفعاء عند الله ليس سببًا في شرك عُبَّادهم، فيقول: « والمشركون لم يعلموا أن هذا سبب في شركهم؛ لأنه لم يصدر عنهم وحده، بل صدر معه ما هو كاف في الشرك، والكفر من إنكار الرسل، والشرائع، والعبادة للأصنام».

     وقد أفاض الشيخ الإمام في الرد على كل تلك الافتراءات التي وإن دلت فلا تدل إلا على جهل قائليها، يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: «أعرفت أن الله كفّر من قصد الأصنام، وكفّر أيضاً من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم..» ويقول الشيخ مقررًا الشفاعة ويثبتها: «هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع، وأرجو شفاعته، ولكن الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}(الزمر: 44). ولا تكون إلا من بعد إذن الله كما قال عز وجل: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}(البقرة: 255). ولا يشفع في أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال عز وجل: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران: 85). فإذا كانت الشفاعة كلها لله، ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيها، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد، تبين لك أن الشفاعة كلّها لله..» وقد أكد الشيخ على أنه لا دليل على طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته ومن عنده دليل على ذلك فليظهره. وكذلك طلب الشفاعة من الصالحين بعد موتهم ينافي التوحيد الخالص لله، فكان مما قاله رحمه الله: «وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بالإخلاص، وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص..».

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك