رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 1 يوليو، 2013 0 تعليق

السياسة الشرعية – أسباب العداء للدعوة الوهابية

     إذا حاولت أن تتفقد خط سير دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب, ستقف مذهولاً أمام المؤلفات العديدة والكتب الهائلة المناوئة لتلك الدعوة, التي وصلت في بعض الأحيان إلى ما يزيد عن مائتي صفحة, كمجلد أحمد بن علي البصري الشهير بالقباني وسماه (فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبد الوهاب), وكان هذا الكتاب جواباً على رسالة ابن سحيم التي بعثها إلى علماء الأمصار تحريضًا على الشيخ محمد وتشويهًا للدعوة السلفية, مؤلفات وُصف كاتبوها بأنهم من أشد أعداء الدعوة. لذلك يجب أن نجيب عن سؤالٍ مهم وهو: ما الدوافع والأسباب وراء كل تلك الكتب والمؤلفات ضد الدعوة السلفية؟

- السبب الأول: هو ما كان عليه أولئك الخصوم من الضلال الواضح والغي المبِين عن الصراط المستقيم؛ حيث بلغ كثير من المسلمين قبيل دعوة الشيخ أحط الدرجات في البدع والضلال والبعد عن الدين القويم, فكانوا يعبدون الله - عز وجل - دون علم ولا هدى ولا كتاب منير, بل يعبدون ربهم على ما ألفوه واعتادوا عليه من بدع وخرافات وعادات جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان, عادات توارثوها كابرًا عن كابرٍ, فشب عليها الصغير وهرم عليها الكبير, فلما أظهر الله - عز وجل - دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب مناوئة ومصححة لكل تلك المحدثات كان لابد من العداء الواضح البيّن لها ولأصحابها.

- السبب الثاني لمعاداة الدعوة السلفية: هو ما أُلصق بهذه الدعوة ومُجددها وأنصارها من التهم الباطلة والأكاذيب, فزعموا أنها مذهب خامس, وأنهم خوارج يستحلون دماء المسلمين وأموالهم, وأن صاحبها يدّعي النبوة, وينتقص الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آخر هذه المفتريات. ويظهر هذا الافتراء وتلك الادعاءات الكاذبة في رسائل سليمان بن سحيم للأمصار يحرضهم على محمد بن عبد الوهاب, ويبرز العداء في مؤلفات أحمد بن زيني دحلان مفتي الشافعية في مكة أثناء مدة الدولة السعودية الثانية؛ حيث أذاع لأكاذيبه وافتراءاته وروَّج لها على الدعوة بين حجاج بيت الله الحرام.

     يقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في ذلك: سمع الحجاج الوافدون إلى مكة من أشراف الحجاز, وبعض علماء مكة والمدينة التقديس التام من العوام, والانقياد الكامل لأقوالهم على الشيخ وأتباعه الشيء الكثير, من كون أتباع الشيخ لا يحترمون الأولياء والصالحين, ويهدمون قبابهم؛ فلهذا أخذ جمهور الناس في سائر الأقطار فكرة سيئة عن الشيخ وأتباعه.

- السبب الثالث: النزاعات السياسية والحروب التي قامت بين أتباع هذه الدعوة وبين الأتراك من جهة, وبين أتباع هذه الدعوة من الأشراف من جهة أخرى. 

     يقول محمد عبد الله ماضي: عامل سياسي يرجع إلى الخلاف الذي قام بين آل سعود (الوهابيين) وبين الدولة العثمانية التي كانت الجزيرة العربية جزءاً منها وقت أن شرع (الوهابيون) يستقلون بالحكم فيها في القرن الماضي. ذلك الخلاف الذي سبّب الحرب النجدية المصرية، وصحبه وترتب عليه كثير من الدعايات ضد «الوهابيين» خصوم الدولة السياسيين, وإظهارهم بمظهر المعتدي على الدين الخارج على تعاليمه حتى تسهل مقاومتهم, ويتيسر القضاء عليهم.

- السبب الرابع: وهو دفاع هؤلاء الخصوم ولاسيما الصوفية والروافض عن معتقداتهم الفاسدة، وآرائهم الباطلة؛ لأن انتشار الدعوة السلفية فيه افتضاح أمرهم وتكذيب ما يروجونه من أكاذيب لعوام الناس.

هذه بعض الأسباب التي توضح لنا سبب العداء الواضح بين الدعوة السلفية وبين خصومها وكثرة المؤلفات المناوئة لها.

والله الموفق والمستعان.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك