السياسة الشرعية -أبرز المناوئين للإمام محمد بن عبد الوهاب
إن الدعوة السلفية الإصلاحية دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد واجهتها معارضة قوية ضارية من قبل بعض الأشخاص الحاقدين عليها وعلى سمعتها الطيبة بين المسلمين, وقد ذكرت في أعداد سابقة أن دعوة الإمام محمد كانت تسير وفق طريقين, الأول: سياسي يتمثل في الأمير عثمان بن معمر أمير العيينة في بادئ الأمر، ثم من بعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية, والطريق الثاني: دعوي علمي يتمثل في الشيح محمد بن عبد الوهاب.
ولذلك سلكت المعارضة نفس طريق الدعوة الإصلاحية, سواء كانت معارضة سياسية أم معارضة علمية, بل كان هناك ما يشبه التعاضد والتكاتف بين المعارضتين, وظهر هذا واضحًا في المعارضة الشديدة الطويلة الأمد بين دهام بن داوس - أمير الرياض - وسليمان بن سحيم مطوعها.
وكان من أبرز المناوئين لهذه الدعوة:
1. سليمان بن سحيم, هو سليمان بن أحمد بن سحيم العنزي, ولد سنة 1130هـ, وتوفي في الزبير سنة 1181هـ, يلقب بمطوع الرياض, وهو خصم شديد العداوة للدعوة السلفية, وقد بذل وسائل عديدة في التشنيع بها وتحريض العلماء في الرد عليها, أرسل عدة كتب لمعظم مناطق الجزيرة العربية يندد فيها بالشيخ محمد, ويحرض فيها على الدعوة السلفية بالكذب والبهتان, مثل رسالته إلى أهل القصيم.
2. دهام بن دواس بن عبد الله -أمير الرياض- عرف بالطغيان والظلم والجبروت, استكبر وتصدّر عداوة هذه الدعوة الإصلاحية سبعًا وعشرين سنة, ثم هرب إلى الإحساء, وتوفي فيها.
3. سليمان بن محمد بن عريعر, كان رئيس بني خالد, وامتد سلطانه إلى كثير من البلاد المجاورة للإحساء, وكانت مدة سلطته سبع عشرة سنة, ظهرت معارضته للدعوة السلفية حين أنكر على أمير العيينة عثمان بن معمر مؤازرته للشيخ محمد بن عبد الوهاب في بداية دعوته, وتهديده لأمير العيينة بقطع معونته الاقتصادية.
4. محمد بن عبد الرحمن بن عفالق الحنبلي, أحد علماء الإحساء, ولد وتوفي في الإحساء (1100ـ 1164هـ) له مؤلفات في الفقه والفلك, فضلاً عن مؤلفاته ضد الدعوة السلفية. اشترك هو الآخر في المعارضة الضارية ضد الإمام محمد ودعوته, فاشترك مع سليمان بن عريعر وعزز ما فعله ضد أمير العيينة عثمان بن معمر؛ حيث كتب رسالة له, ثم تلاها برسالة أخرى يحرضه ضد هذه الدعوة, ويشككه فيها, ويقيم الحجج والبراهين, ويورد الدعاوى والشبهات التي يحاول فيها ابن عفالق أن يقنع بها ابن معمر بالتخلي عن هذه الدعوة, والتخلص من صاحبها, وقد نجحت مساعيهم وتخلى عثمان بن معمر عن الإمام محمد؛ مما أدى به الحال إلى ترك العيينة والذهاب إلى الدرعية إلى الأمير محمد بن سعود.
هكذا يتبين لنا تعدد أوجه المعارضة ضد الدعوة السلفية التصحيحية, وتشعبها أحيانا وتعاضدها أحيانا أكثر, واستنفد الخصوم والمناوئين لها الكثير من الوسائل والطرق؛ من أجل محاربة هذه الدعوة والقضاء عليها.
والله الموفق والمستعان.
لاتوجد تعليقات