رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: خالد مصطفى 7 يناير، 2013 0 تعليق

السودان في مواجهة الحصار والتفتيت

يعيش السودان مرحلة من أدق المراحل في تاريخه، فبعد انفصال الجنوب الذي كان الغرب يزعم أنه سيؤدي إلى استقرار الأوضاع في البلاد, ازداد التوتر والخلاف بين الجانبين على المناطق الحدودية والنفط.. وبدأ الجنوب -كما حذر الكثيرون- يعمل كقاعدة للمتمردين في الشرق والغرب في محاولة لإضعاف الحكومة المركزية والضغط عليها للحصول على أكبر قدر من التنازلات في الملفات العالقة بينهما, فيما ترى قوى غربية قريبة من الجنوب أن المخطط المستهدف هو المزيد من تفتيت السودان إلى دويلات يسهل السيطرة عليها وملاعبتها وامتصاص خيراتها حتى تكون قاعدة لتطويق البلاد العربية والصحوة الإسلامية المتصاعدة فيها التي استطاعت أن تصل إلى الحكم في عدة بلدان مجاورة.

     السودان مع تزايد الضغوط عليه من عدة جهات، والتجاهل العربي المتواصل له، بدأ يلجأ لإيران التي تطمع هي الأخرى في وضع قدم لها في السودان بعد أن فشلت حتى اللحظة في تحقيق الاختراق المطلوب في مصر.

     السودان يبدو ضعيفاً أمام الإغراءات الإيرانية، حيث يتكالب عليه الغرب ويعيش أزمات داخلية عنيفة جراء التدهور الاقتصادي ونقص الموارد النفطية إثر انفصال الجنوب.

     ولكن طهران لا تعطي بلا مقابل، وهي تريد أن تجعل السودان جزءاً من المساومات مع الغرب كما تفعل في  لبنان والعراق، خصوصاً مع تدهور الاوضاع في سوريا واحتمال زوال نظام بشار الأسد عن قريب، وهذا الوضع سيؤدي إلى مزيد من المشكلات للسودان وليس العكس، وسيضاف للأخطاء الإستراتيجية للنظام الذي بدأ يواجه معارضة داخلية متصاعدة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية.

     ورغم أن المعارضة الحزبية في السودان ضعيفة، إلا أن تزايد السخط الشعبي المتأثر بالربيع العربي الذي اجتاح عدة دول مجاورة قد يؤدي إلى منح هذه المعارضة زخماً شعبياً مع انضمام بعض الحركات الطلابية إليها وتردي الأوضاع المعيشية، مع ركود الوضع السياسي واستمرار الرئيس البشير لفترة طويلة في الحكم، كل هذا سيساعد على خلخلة الجبهة الداخلية وإعطاء المتربصين الفرصة للتدخل لضبط إيقاع المشهد الداخلي على وقع مصالحهم... النظام السوداني يحتاج إلى مراجعة شاملة لسياساته الداخلية والخارجية في ظل الحراك السياسي الذي يعم أكثر دول المنطقة، وانفلات بعض البلدان من أيدي القوى «الاستعمارية» صاحبة المصالح القديمة والأصابع البهلوانية.

     وعلى الصعيد الداخلي جاء الوقت لتجدد القيادة السودانية شبابها وتمنح الفرصة لجيل أكثر شباباً للمشاركة في الحكم, والانفتاح اكثر على المعارضة والحركات الاحتجاجية والقوى المختلفة في المجتمع والدخول في حوار صريح معها لعرض الأزمات التي تواجهها البلاد وكيفية الخروج منها، وكشف المؤامرات التي تتعرض لها.. أما على الصعيد الخارجي فلا يمكن الخروج من ورطة «إسرائيل» وأمريكا بالوقوع في الفخ الإيراني, كما أن التعامل مع الجنوب والحركات المتمردة يحتاج لمزيد من الصرامة والحرص والوضع في الحسبان دروس الماضي قبل أن نستيقظ فنجد أن السودان أصبح أربع دول.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك