رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.أحمد فريد 14 أكتوبر، 2012 0 تعليق

السلفية هي الفهم الصحيح للإسلام

 الدكتور: أحمد فريد (1)

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فالسلفية ليست فهم شخص من الأمة للإسلام غيرِ معصوم، وليست مجرد اعتقاد السلف -رضي الله عنهم-، وليست امتثال الهدي الظاهر وحده.

إنها منهج حياة متكامل، وصياغة للحياة كما لو كان السلف الصالح - وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون الخيرية- يعيشون في زماننا.

السلفية عقائد، وأخلاق، وآداب، وأعمال، وأقوال، موافقة لما كان عليه سلف الأمة.

و هي الامتداد الطبيعي للإسلام الخالي من البدع، والشبهات والشهوات.

فإن قال قائل: ولماذا لا يكفي اسم الإسلام؟ {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}(الحج: 78)، فالجواب: كان يكفي اسم الإسلام لو لم تفترق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كما أخبر المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، لكن لما افترقت الأمة، وظهرت فيها البدع التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لابد لمن تمسك بهدي الجماعة الأولى وما كانت عليه أن يتميز باسم ومنهج. كما قيل للإمام أحمد: «ألا يسعنا أن نقول: القرآن كلام الله، ونسكت، فقال: كان هذا يسع من قبلنا».

أي: قبل ظهور قول المعتزلة بأن القرآن مخلوق.

     فكان يكفي المسلم أن يقول: القرآن كلام الله، ولكن بعد ظهور البدعة لا يكفيه ذلك حتى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.

فاسم الإسلام كان يكفي عندما كانت الأمة جماعة واحدة، وقبل ظهور البدع.

     قال عبد الله بن مسعود: «إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة، وإنكم ستُحدِثُون ويُحدَثُ لكم، فإذا رأيتم محدَثةً فعليكم بالعهد الأول».

     وقال الإمام مالك: «لم يكن شيء من هذه الأهواء، على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، وعمر، وعثمان».

     فالبدع ظهرت في آخر عهد الصحابة -رضي الله عنهم- مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً» (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

     ولذا لما سئل عبد الله بن المبارك عن الجماعة، فقال: «أبو بكر وعمر، فقيل: قد مات أبو بكر وعمر، فقال: فلان وفلان، فقيل: قد مات فلان وفلان، فقال: أبو حمزة السكري جماعة».

     فالسلفية هي التمسك بهدي الجماعة الأولى التي إمامها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنحن ننتسب إلى هذه الجماعة عبر القرون والأجيال، ففي الصفوف الأولى منها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وبقية العشرة، وأهل بدر وأهل الحديبية، ومنها أئمة الفقه، كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي.

     وأئمة التفسير كابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن كثير، وغيرهم من الذين حافظوا على عقيدة الصحابة، وفهم الصحابة للكتاب والسنة، والذين نفضوا الغبار عن منهج أهل السنة والجماعة، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب، ومحمد بن عبد الوهاب والألباني وابن باز -رحم الله الجميع- وجمعنا بهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.  

(1)طبيب بشري- من علماء الدعوة السلفية بالأسكندرية


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك