رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 14 نوفمبر، 2022 0 تعليق

السلطان للفرقان: تعلمت من مشايخ الدعوة – التضحية وبذل الغالي والنفيس والصبر على الأذى في سبيل الدعوة

 

لكل كيان دعوي أو مؤسسة خيرية رجال ساهموا في بنائها، وتحديد معالمها، وصياغة منظومتها وخارطتها القيمية والمنهجية؛ فالدعوات إنما تقوم على رجال يمشون بثبات واستقامة على طريقها حتى النهاية؛  -وفي إطار تسليط الضوء على جهود رجالات جمعية إحياء التراث الإسلامي ومسؤوليها- يطيب لنا أن نستضيف في هذا الحوار مدير إدارة الكلمة الطيبة ومدير عام قناة المعالي د. خالد سلطان السلطان، نرصد فيه أهم المحطات الدعوية والإعلامية والتربوية في مسيرته المباركة.

- بداية، نريد منكم -مشكورين- إلقاء الضوء على بداياتكم في العمل الدعوي، وكيف كان ارتباطكم بالدعوة السلفية المباركة؟

      قال السلف إذا أراد الله بالفتى خيرًا وفقه لعالم من أهل السنة، وأنا ارتبطت بفيحاء الكويت بمشايخ ودعاة من أصحاب المنهج والعقيدة السلفية الخالصة، ولا زالت إلى اليوم -ولله المنة- حصنًا أمام الفتن جميعها؛ فكان شباب الفيحاء أصحاب فضل عليَّ لا أنساه ما دمت حيا؛ حيث كانت البداية في سنة ١٩٨٠ ودخولي الميدان الدعوي ومشاركتي في لجان الدعوة المتنوعة، كان قريبا من هذه السنة وما بعدها، أسأل الله الثبات لي ولكم وللمسلمين.

- ما أهم المواقف المؤثرة في مسيرتكم الدعوية؟

     من أجمل العبارات ما قاله الوالد العلامة عبدالعزيز ابن باز-رحمه الله-: «إذا أديت ما عليك فلا عليك»، وهذا هو معنى التوكل على الله، أن تعمل والنتائج بيد الله، وقلبك متعلق به رجاءً وخوفًا، وأن تكون سببا لفتح باب خير أو سببًا لإغلاق باب شر، وترى ذلك في حياتك والله أمر عظيم، ولقد أنكرت يومًا من خلال المنبر على ممارسة مشينة من مديرة مدرسة، وهو تبنيها فعالية للطالبات عنوانها (ملكة جمال المدرسة)؛ مما دعا الطالبات للباس كل ما هو عارٍ مخالف للشرع والقيم ومبادئ التربية والتعليم، وكان حاضرا الخطبة وزير ونائب؛ فطلبا مني المعلومات بدقة فزودتهم بها، وانتهت القضية بحماية بناتنا الطالبات من عبث من لا يعي مسؤولية التربية والتعليم بخروج قرار من وزارة التربية بمنع قاطع لكل نشاط يخالف قيم التربية والتعليم إلى يومنا هذا؛ فلله المنة وشكرا للأستاذة الغيورة التي تواصلت معي في هذه القضية.

- من أكثر الشخصيات الذين تأثرت بهم في العمل الدعوي؟

     من المشايخ المؤثرين في حياتي مؤسس الدعوة السلفية المعاصرة في الكويت الشيخ القدوة عبدالله السبت، والشيخ الزاهد العابد رجب عودة (إمام وخطيب مسجد أحمد بن حنبل في الفيحاء)، والعالم الرباني الشيخ عبدالرحمن عبدالصمد ومنهم الشيوخ عبدالرحمن السليم وأخيه سليم السليم والأستاذ عبدالله الخضري رحمهم الله، وكثير من مشايخ الدعوة في الكويت الذين تعلمت منهم وعاصرتهم، لهم حق على في الدعاء بظهر الغيب والذكر الحسن عند المقام والمناسبة.

- ما أهم الجوانب التي تأثرتم بها في تلك الشخصيات وكان لها دور في مسيرتكم؟

     استفدت من مشايخ الدعوة الذين عاصرتهم: التضحية من أجل الدعوة وتقديم الغالي والنفيس والكرم والسخاء، والبذل من المال والوقت والجهد؛ لتحقيق أهداف الدعوة، والصبر على الأذى في الله، وغيرها مما اكتسبته من هؤلاء العظام.

- كيف تُقيِّمون العمل الدعوي بين الأمس واليوم؟

     لا شك أن لكل زمان رجالا ودولة، والخير موجود بالأمس واليوم، والعمل اليوم ما هو إلا نتاج جهد الأمس؛ فالعملية تكاملية والبناء مستمر ولله الحمد، ولكن لا شك أن جهد الأمس يفوق جهد اليوم في باب الحماس للعلم والدعوة والبذل والإيثار ولو كان هناك جهاز يقيس، ووضعنا جهد الأمس بإمكانيات اليوم، ستكون النتائج أكبر بكثير مما هو عليه اليوم، ومع ذلك أقول رجال هذه المرحلة موجودون ومتوافرون لكني أطمع بالمزيد؛ لنحصد الخير الكثير في زمن أقصر بوجود مساحات أكبر وأوسع.

- كونك أحد رجالات جمعية إحياء التراث الإسلامي، كيف ترى هذه الجمعية المباركة؟

     أطلقت اسمًا على هذه الجمعية المباركة (جمعية الخير) في مقالاتي في جريدة الوطن في زاويتي (البيت العتيق) رصفحة السلام التي أشرفت عليها لسنوات عدة، فهذه الجمعية المباركة أعدها بيتي وديواني ومقر عملي ومكان تسليتي، لم لا؟ وأنا أتقلب في أرجائها بين عمل إنساني وإغاثي ودعوي وتعليمي، وسد حاجات وتفريج كربات، وإعانة محتاج في الكويت وفي كل بقعة في العالم؛ فالعمل فيها شرف كبير، والالتحاق بركبها مقام رفيع، لم لا؟ وهي ترفع لواء التوحيد الخالص والاتباع الصادق والمنهج الواضح للدين الاسلامي الذي رسالته الرحمة للعالمين بعلم وحكمة بشهادة أكابر العلماء الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني واب جبرين رحمهم الله والشيخ الفوزان وأئمة الحرمين وغيرهم من علماء العالم الإسلامي حفظهم الله.

- كيف ترى الاتهامات التي توجه للجمعية بين الحين والآخر؟

     وهل سَلِمَ الأنبياء والمرسلون وأتباعهم والربانيون من العلماء والدعاة من سهام الحاسدين والحاقدين وتهمهم وافتراءاتهم ووشايتهم للسلطات والسلاطين، في محاولة لوقف مد الدعوة وأثرها؟ أقول هيهات هيهات! إن الله يدافع عن الذين آمنوا، فما جاء من طعون واتهامات للجمعية ما هو إلا حسد لها ولجهودها الجبارة التي لا ينكرها القاصي والداني، والسبب يعود للإخلاص والصدق والشفافية أمام أموال تصرف بحق لا تراعي قرابة ولا صداقة، والنتيجة هذه الصروح الكبيرة العلمية والتعليمية والسكنية والمصانع والمزارع التي أنقذت بشرا، وأوجدت إنسانا كريم الحياة، وكل ذلك وفق أطر شرعية وقانونية وموافقات رسمية والالتزام بلوائح الجهات الرقابية في الدولة والدول التي تعمل فيها تلك المشاريع.

- هل تراجع الدور الدعوي والعلمي للجمعية؟

     كيف يقول قائل مثل هذا الكلام والإحصائيات والمشاريع تقول غير هذا؟ فالادعاء سهل، ولغة الأرقام لا تكذب؛ فالدروس والمحاضرات والدورات الشرعية، والمراكز العلمية وحلقات القرآن، ومخيمات الربيع داخل مقرات الجمعية والدوواين وخارج الكويت، وطباعة الكتب وتوزيعها في الداخل والخارج، كلها شهادات على تقدم الجمعية في هذا الاتجاه -ولله الحمد.

- كيف ترى العمل الخيري والدعوي الكويتي عموما؟

     من حسن إلى أحسن؛ فعدد القائمين بالدعوة اليوم يفوق عدد الأمس بمسافات كبيرة جدا، فقد كان عدد المشايخ بالأمس بعدد أصابع اليدين، واليوم -ولله الفضل- كأنك في حديقة الزهور، لا تستطيع الإحصاء والعدد مع وجود التخصصات المتنوعة والتنافس بالأسلوب والمهارات عسى ربي يزيد ويبارك.

- ما أهم التحديات التي تواجه العمل الدعوي في الكويت؟

     التحديات كثيرة لكن أهمها: الغزو الفكري للأمة، وطرح مناهج متعارضة مع الإسلام كالعلمانية واللبرالية والقومية، ووجود إعلام تغريبي موجه يدعو بالصريح والتلميح والإماءة للفساد والإفساد والتشجيع للتمرد على الدين، ووجود دعاة على أبواب جهنم منحرفين فكريا ومنهجيا على مستوى مذهبي أو طائفي أو حزبي.

     كما أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة زهدًا في طلب العلم وعدم التزود اللازم لدخول الميدان الدعوي، والانغماس في الماديات واللهو فيها، وهذا سبب لتأخر الدعوة في بعض جوانبها.

     ومع كل هذه التحديات إلا أن الساحة الدعوية فيها الغيورون على دينهم ووطنهم وعلى الكرامة الإنسانية، وقافون -بصمود- أمام كل هذه التحديات، ومعتقدين بتأييد الله -سبحانه وتعالى- لهم إذا صدقوا وأخلصوا وصبروا.

- من خلال موقعكم (مدير إدارة الكلمة الطيبة) كيف تقيم إنجازات الإدارة؟ وما تلك الإنجازات؟

     هذه الإدارة مباركة، ولعل سبب بركتها أنها أخذت بأنظار المشايخ والدعاة من يوم فكرة التأسيس إلى يومنا هذا، فللإدارة عناية من قبل مجلس إدارة الجمعية ومن يعمل بها ومعها، فهي تسير وفق إطار محدد الرسالة والرؤية والأهداف، ومن فضل الله علي العمل بالكلمة الطيبة من يوم الفكرة مع د. أحمد الكوس إلى يوم كتابتي هذه الكلمات.

     أما الإنجازات فكثيرة، فهي مسؤولة عن أعمال الحسبة بالحكمة في المجتمع الكويتي، والتواصل مع المسؤولين بذلك واستخدام الوسائل الكتابية، والاتصال والتواصل لتحقيق منظومة الحسبة بطريقة راقية فضلا عن الأنشطة والفعاليات مع المؤسسات التعليمية والاجتماعية والرياضية والدعوية، وقيامنا بطباعة الكتب النافعة، والنظر في إجازة كل ما يخص الدعوة والعلم التي ستكون تحت رعاية جمعية إحياء التراث.

- بصفتك مديرا لقناة المعالي كيف ترون الإعلام الإسلامي عموما؟

     عمل متعب ولكنه رائع، ثقيل ولكنه ممتع، مكلف لكنه منجز، يكفينا شرفا أننا الأثير والفضاء الصافي في عقيدته ومنهجه والوسطي في أطروحته؛ فوصلنا للعالم من خلال الفضاء والانترنت ووسائل التواصل، وحملنا على أكتافنا مسؤولية التبليغ والرسالة السامية والخالدة مستعينين بالله ومتصبرين ومحتسبين، ونمشي خطوة بخطوة، وإن كانت بعض الخطوات ثقيلة وبطيئة ومع ذلك صامدون ثابتون بإذن الله؛ فما جنيناه ووصلنا من تفاعل ودعاء وسند وإعانة مادية ومعنوية سبب وجيه لاستمرارنا.

- ما أهم التحديات التي يواجهها الإعلام الإسلامي ولا سيما في عصر (السوشيال ميديا)؟

- أولا: ما من ميدان دعوي إلا ويواجه تحديات ومعوقات، لابد من معرفتها والاستعداد لها ووضع ما يلزم لتجاوزها، والإعلام الإسلامي أمامه أعظم التحديات، وهي الموارد المالية التي يصرف منها على وجوده بل وعلى استمراره.

- ثانياً: قلة الخبرة عند العاملين في الحقل الإعلامي، وهو سبب لتأخر الرسالة الإعلامية.

- ثالثا: التأخر في استخدام الجديد من الأجهزة والأساليب الإعلامية لثمنها الباهظ وعملها المعقد الدقيق.

- رابعا: قوة المخالف للدين والقيم بالعدة والعتاد والخبرة والانتشار.

     ومع هذا كله فلنا عزاء بسيرة الرسل والأنبياء بالتوكل على الله وببذل ما عندنا من قوة، {وما النصر إلا من عند الله}؛ فنحن ماضون في العمل مهما كثرت العوائق وكثر المحبطون والمثبطون من الأقربين -مع الأسف- أو الأبعدين.

- هل ترى أن العمل الخيري استطاع الاستفادة من التطور التقني في مجال الإعلام؟

      لقد خدم الإعلام العمل الخيري خدمات جليلة على مستوى المقالة أو الدعاية أو الإعلان أو بالحديث في لقاءات إذاعية وتلفزيونية أو المشاركة في مؤتمرات وورش عمل وندوات وغيرها، وما جهود الفرقان وأخواتها والمعالي ونظيراتها ومشروع سباق الخير بوسائل التواصل إلا نموذج لهذا الدعم اللوجستي للأعمال الدعوية والخيرية.

- ما أهم الإنجازات التي ترون أنكم حققتموها على المستوى الشخصي خلال مسيرتكم الدعوية؟

      الحمد لله، ثم الحمد لله الذي وفقني لنيل الشهادة العلمية العالية الدكتوراه بالدراسات الإسلامية، ثم الدكتوراه بالدراسات الإعلامية، وكذلك حصولي على الإشراف الأكاديمي على طلبة جامعة المدينة العالمية بماليزيا، وجامعة المعرفة بالرياض، وحققت أمنيتي بإطلاق قناة المعالي الفضائية على القمر الصناعي وما يتبعه من الانترنت ومواقع التواصل منذ عام ٢٠٠٩، مع رجال منهم: د. فهد الجنفاوي، ود. فهد الديحاني، ود. بسام الشطي، والأستاذ الكبير سالم الناشي، ومجلس الأمناء على رأسهم د. محمد الحمود، كما أنني عملت إعلاميا صحفيا بالفرقان وجريدة الوطن، ومقدم برامج بإذاعة وتلفزيون الكويت وقناة المعالي الفضائية، ولي مشاركات إعلامية في كثير من الوسائل الإعلامية الرسمية والأهلية الخاصة.

- هل شاركتم في مؤتمرات رسمية وعلمية داخل الكويت وخارجها؟

     شاركت في لجان كثير من المؤتمرات التي أقامها الديوان الأميري، مثل مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، ومؤتمر مجلس جامعة الدول العربية، ومؤتمر القمة العربية الأفريقية الثالثة، ومؤتمر القمة الخليجي الثلاثين، فضلا عن مؤتمرات إعلامية وأكاديمية في دول متعددة -ولله الفضل.

- ما طموحاتكم المستقبلية على المستوى الشخصي وعلى المستوى الدعوي؟

     أن ييسر الله لي الاستمرار بالتأليف النافع بعد تجربتي بتأليف كتاب: فنون ومهارات دعوية، والثمر المستطاب في أسماء اللطيف وصفات الوهاب، وخطر الطلاق، والنور البهي في شرح أذكار عمرة وحجة النبي - صلى الله عليه وسلم .

وكذلك أطمح إلى تطوير قناة المعالي والصعود بها إلى القمة الإعلامية الهادفة، وولادة قنوات رديفة ذات تخصص ولغات متعددة.

      كذلك أسأل الله -تعالى- أن يعينني على أن أكون سببًا في الارتقاء بالعملية الدعوية المحلية والعالمية من خلال مركز متخصص لتخريج الدعاة على بصيرة.

 

 

بطاقة تعريفية

- الاسم: خالد سلطان محمد السلطان

- المولد: يوم 13/6/1967 في بيت جدي سعد عبدالعزيز السلطان بالفيحاء قطعه ٦

- المراحل التعليمية: درست في الفيحاء رياض الأطفال والابتدائية والمتوسطة، وفي كيفان ثانوية كيفان للمقررات، ورقمي ٨١١٠٧١، ثم دبلوم المعهد التجاري، ثم أعدت ثانوية الصف الثالث والرابع بالمعهد الديني بقرطبة، ثم تخرجت في كلية الشريعة بجامعة الكويت، ثم الإجازة العالمية (الماجستير) من فاس المغرب من جامعة سيدي محمد بن عبدالله، ومنها العالمية العالية، ثم حزت الدكتوراة الثانية من جامعة (كولومبوس) الأمريكية تخصص الإعلام.

- الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لأولاد ذكور وإناث وحاليا حزت رتبة (جد).

 

وظائف وأعمال

- عملت موظفا بوزارة الكهرباء، ثم انتقلت للعمل في الديوان الأميري من عام ١٩٩٣ إلى تقاعدي ٢٠٢٢.

- تطوعت بالعمل الخيري والإنساني في جمعية إحياء التراث من عام ١٩٩٤ إلى اليوم.

- إمام وخطيب بالأوقاف من أيام الغزو الغاشم إلى اليوم.

- مأذون شرعي من عام ٢٠٠٣.

- حكم مرجح لقضايا الأحوال الشخصية بالمحكمة.

- مستشار لوزراء في الحكومة الكويتية بوزارة الشباب والإعلام والبلدية والمواصلات.

- مدير عام قناة المعالي الفضائية من ٢٠٠٩ إلى اليوم.

- مشرف أكاديمي بجامعتي المدينة العالمية بماليزيا والمعرفة بالسعودية.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك