الزوجة الصالحة مطيعة لربها حريصة على رضا زوجها
صفحة الأسرة والمرأة المسلمة
يُعني الإسلامُ عنايةً عظمى ببناءِ الأسرةِ وصونِها من أي سهام توجه إليها، ذلكم أن الأسرة قاعدة المجتمع، ومدرسة الأجيال، وسبيلٌ للعفة، وصونٌ للشهوة، وبناء الأسرة في الإسلام متين القواعد، عميق الجذور، لا ينبغي أن نفرط فيه أو نهمل العناية به بأي طريقة من الطرائق؛ لذلك تُعنى هذه الصفحة بشؤون الأسرة المسلمة.
الزوجة الصالحة مطيعة لربها حريصة على رضا زوجها
إدخال السرور على الزوج من أهم صفات الزوجة الصالحة سواء في هيئتها، وفي شكلها، وفي لباسها، وأن تطيعه وتستجيب لأوامره -طالما كانت في طاعة الله- دون استنكاف أو استكبار أو تعال، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: «أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكر». رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني.
عدم إرهاق الزوج بالنفقة
ومن صفات الزوجة الصالحة: عدم إرهاق الزوج بالنفقة، وألا تكون أداة في البيت للبذخ والإسراف وإضاعة مال الزوج بل تعتدل، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}. (الفرقان: 67).
عدم كفران المنعمين
ومن صفات الزوجة الصالحة: عدم كفران النعمة، أي أن المرأة الصالحة ترضى بما يسر الله -تبارك وتعالى- لها من نعمة كان زوجها سببا في إيجادها، ومما جاء في هذا الباب عن أسماء ابنة يزيد الأنصارية قالت: «مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في جوار أتراب لي، فسلم علينا وقال: إياكن وكفر المنعمين!»، وكنت من أجرئهن على مسألته، فقلت: يا رسول الله، وما كفر المنعمين؟ قال: «لعل إحداكن تطول أيمتها من أبويها، ثم يرزقها الله زوجا، ويرزقها منه ولدا، فتغضب الغضبة، فتكفر فتقول: ما رأيت منك خيرا قط» ومعنی: «تطول أیمتها من أبويها»، أي: يتأخر زواجها.
احترام الزوج ومعرفة قدره وحقه
ومن صفات الزوجة الصالحة: احترام الزوج، ومعرفة قدره وحقه، فعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا أرى أحدا أن يسجد لأحد، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها». ويتضاعف حق الزوج إن كان رجلا من أهل الصلاح والتقى والديانة والمحافظة على عبادة الله والرعاية لطاعته.
أن تقر في بيتها
ومن صفات الزوجة الصالحة: أن تقر في بيتها، وألا تكون خراجة ولاجة، وإذا خرجت لا تخرج إلا لحاجة، ولا تكون متبرجة سافرة، وأيضا تكون غاضة لبصرها، حافظة لفرجها، ومما ورد في هذا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان»، قال المباركفوري: أي زينها في نظر الرجال. وقيل أي نظر إليها ليغويها ويغوي بها.
عدم إفشاء سر الزوج
ومن صفات الزوجة الصالحة: عدم إفشاء سر الزوج والأمور الخاصة بين الزوجين، حتى لو وقع بينهما فرقة ولم يتحقق وئام، فكل منهما عليه أن يتقي الله -عز وجل- في هذا الأمر.
التعامل مع مشكلات المراهقين
مرحلة المراهقة هي المَرحلة الفاصلة بين الطفولة والرشد المُبكّر، وتَظهر غالِباً بعد حدوثِ البلوغ عند الذكر أو الأنثى، وتبدأ عادةً في سن الثانية عشر، وقد تمتدّ إلى الحادي والعشرين، والتعامل مع المراهقين ليس بهذه الصعوبة التي يراها الكثير من الناس، إذا كان الوالدين على استعداد للتحلي بالصبر، وبذل الجهود لمحاولة إدراك اهتمامات المراهق والعمل معه، وهذه مجموعة من النصائح القيمة التي تفيد في التعامل مع المراهقين:
(1) إنشاء علاقة تقوم على الثقة
الثقة مهمة لأية علاقة، فإذا كنت تريد أن يستمع إليك ابنك المراهق، أو أن تفكر فيما تقوله: فيجب أن تكسب ثقته، واحتفظ معه بعلاقة طيبة؛ فتشركه في بعض الأمور المهمة في حياتك وعملك، وساعتها سيعرف ابنك المراهق أنك تثق به، ومن ثم سيصبح كتابا مفتوحا أمامك، تستطيع أن توجهه وترشده لما فيه مصلحته دنيا وأخرى.
(2) التعاطف
تذكر أنك كنت مراهقا، وأنه مهما كان سلوك ابنك المراهق غير معقول، فحاول أن تتخيل كيف يشعر؟ ضع نفسك مكانه وتفهم وجهة نظره، واعلم أنه عندما تعبر عن مشاعره.
(3) إبداء الاحترام
هل تريد أن يحترمك ابنك المراهق؟ علمه ذلك من خلال تعاملك معه باحترام، أما أسلوب التخويف والترهيب لا يمكن أن يكسبك احترام ابنك المراهق، بأي حال من الأحوال.
(4) إظهار الرعاية والاهتمام
قد تتضح لك مشاعر ابنك المراهق السلبية نحوك، سواء بالأفعال أم حتى بالأقوال، نتيجة انضباطك وصرامتك مما انعكس على ابنك بالكراهية؛ إنك لا تريد سوى جعل الحياة صعبة بالنسبة لهم (من خلال وجهة نظرهم)، فيمكنك القضاء على هذا المشاعر السلبية، ومنع تطورها تجاهك، من خلال إظهار اهتمامك به، وإخبارك له بأنك تحبه، من خلال بعض الأمور اليسيرة التي تجعله سعيداً، مثل: التربيت على كتفه، واحتضانه، والجلوس بجانبه، وتبادل الحكايات المضحكة، وهكذا.
من تراجم النساء
أسماء بنت يزيد الأنصارية، يقال لها أم عامر وأم سلمة، صحابية جليلة ابنة عمة معاذ بن جبل، وأبوها يزيد بن السكن الذي استشهد يوم أحد، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أدنوه مني» فوسد قدمه وخده على قدم النبي، واستشهد أخوها عامر بن يزيد الذي جعل جسمه ترساً يدافع به عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كما أصيب عمها زياد بن السكن، ولما بلغها استشهادهم خرجت متسائلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولما رأته سالماً قالت: «كل مصيبة بعدك يا رسول الله هينة».
إسلامها
أسلمت في العام الأول الهجري على يد مصعب بن عمير، كما ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة - رضي الله عنه - قال: «أول من بايع النبي أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع، وأسماء بنت يزيد بن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن، وكانت أسماء تعتز بهذا السبق، فتقول: «أنا أول من بايع الرسول - صلى الله عليه وسلم ».
صفاتها
اشتهرت بفصاحتها، وعرفت بحسن النطق وقوة البيان والحجة والخطابة، فكانت ذات عقل ودين، نهلت من القرآن الكريم والحديث الشريف، وكانت تلقب «خطيبة النساء»؛ فقد كانت رسول النساء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -فتجمع أسئلتهن وتحملها إليه، وتعود بالإجابات الشافية.
ويروي ابن الأثير في كتابه «أسد الغابة»، أن أسماء أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في أصحابه فقالت له: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله -عز وجل- بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وإنا (معشر النساء) محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضي شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم (معشر الرجال) فضلتم علينا في الجُمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفلا نشارككم في هذا الأجر؟ فالتفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: «هل سمعتم بمقالة امرأة قط أحسن من مسائلها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي إليها فقال: افهمي أيتها المرأة، وأعلمي منْ خلفك من النساء، إن حُسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله». (ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني -رحمه الله- وحسنه غيره).
جهادها
شهدت أسماء معركة اليرموك، فكانت زعيمة النساء اللاتي شاركن في هذه المعركة، وأبلت فيها بلاءحسناً، وعن دورها في القتال يقول ابن حجر: «شهدت أسماء اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود اقتلعته من خيمتها».
روايتها للحديث
روت أسماء بنت يزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واحداً وثمانين حديثاً، وروى عنها أصحاب السنن الأربعة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.
وفاتها
وتوفيت أسماء -رضي الله عنها- في عام 70 هجرية، ودفنت بدمشق.
لاتوجد تعليقات