رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى مال الله فرج 21 أكتوبر، 2024 0 تعليق

الزلازل والكوارث حقائق وأحكام

  • جاء هذا الكتاب لبيان حقيقة الزلازل والكوارث وتاريخها وأسبابها ومدى علاقة الإنسان بحدوثها وبيان الموقف الشرعي منها
 

بين أيدينا كتاب مهم، يعد إضافة إلى المكتبة الإسلامية المهتمة بكتاب الله -عز وجل- وما جاء فيه من ذكر آيات الله الكونية العظام ومنها الزلازل والكوارث، وقد سماه مؤلفه الشيخ: عيسى مال الله فرج -حفظه الله- بـ(الزلازل والكوارث حقائق وأحكام)؛ حيث جمع فيه العديد من المسائل والكثير من الحقائق العلمية والشرعية، والجوانب التاريخية لهذه الحوادث، ويقع هذا الكتاب في مجلد واحد من 235 صفحة، ويتكون من مقدمة وثلاثة فصول، تشتمل على مباحث ومطالب عدة، ثم الخاتمة وفهرس الموضوعات، وقد قدم لهذا الكتاب أصحاب الفضيلة الشيخ صلاح الدين مقبول، وأ.د بسام الشطي، والشيخ فتحي بن عبدالله الموصلي، والشيخ د. فرحان عبيد الشمري -حفظهم الله.

       وعن سبب تأليف الكتاب بين الشيخ مال الله أن هذا المصنف، جاء بعد عدد من الزلازل والفيضانات والكوارث التي حدثت في عدد من الدول، وما حل بها من دمار في الأنفس والممتلكات، كما جاء الكتاب لبيان حقيقة الزلازل والكوارث، وتاريخها وأسبابها ومدى علاقة الإنسان بحدوثها، والحديث عن الزلازل والكوارث من  منظور شرعي، كذلك ألقى الضوء على بعض الزلازل والكوارث، مثل زلزال المغرب وتركيا وإعصار ليبيا.

الفصل الأول

 حقيقة الزلازل والبراكين

تناول هذا الفصل عددا من المباحث جاءت كالتالي:

المبحث الأول

الزلازل: تاريخها، نشأتها، وأسبابها

        تناول المؤلف في هذا المبحث التعريف العلمي للزلازل، ثم تناول الحكمة من الزلازل، وأنها آية ربانية يرسلها الله -سبحانه وتعالى- على عباده يخوفهم ويحذرهم بها من شديد عقابه، وأليم عذابه، وذلك إذا حادوا عما شرعه لهم، فمثل هذه الآيات -كما قرر العلماء- عتاب من الله -سبحانه وتعالى- لعباده قال -تعالى-: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}.

أقوام عذبوا بالزلازل

       ثم تعرض في هذه المسألة كيف أن الله -عز وجل- توعد الكافرين بأنواع من العذاب، ودلل على ذلك بقول الله -تعالى-: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}، ثم ذكر عددا من الأقوام الذين عذبوا وكان منهم: قوم ثمود وكان نبيهم صالحا -عليه السلام-، وقوم مدين (أصحاب الأيكة) وهم قوم شعيب -عليه السلام-، وإهلاك قوم قارون بالخسف.

أشهر الكتب في الزلازل والبراكين

         وذكر المؤلف أشهر كتب التراث العربي التي تضم معلومات عن الزلازل والبراكين التاريخية التي كان منها ما يلي: (كشف الصلصة عن وصف الزلزلة) للإمام جلال الدين السيوطي، (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) للإمام جلال الدين السيوطي، (الروضتين في أخبار الدولتين) للمقدسي الشافعي، (مفاكهة الخلان في حوادث الزمان) لابن طولون.

المبحث الثاني

البراكين: حقيقتها، نشأتها، وأسبابها

          وقد ذهب المؤلف في هذا المبحث إلى جود علاقة وطيدة بين البراكين والزلازل، وأن أحدهما: قد يسبب الآخر، وقد عرف المؤلف البركان على أنه فتحة تخرج من خلالها الصخور المنصهرة من أسفل القشرة إلى سطح الأرض؛ مما ينتج عنه ثوران البركان، ويطلق على هذه الصهارة التي تخرج من البركان بالحمم البركانية التي تتراكم على جوانب فتحة البركان مكونة شكلا مخروطيا.

البراكين في الكتاب والسنة

         ذكر المؤلف تحت هذا العنوان عددا من الآيات الكونية التي جاءت في السنة النبوية، منها بركان (قعر عدن) الذي ذكره الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه من علامات الساعة الكبرى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم»، وظهور نار من الحجاز هو علامة من علامات الساعة الصغرى التي حدثت بالفعل عام 654 هـ - 1256 م، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى»، قال النووي -رحمه الله-: تواتر العلم بخروج هذه النار عند جميع أهل الشام.

المبحث الثالث

الفيضانات: أحكامها وآثارها

          قدم المؤلف بأن الفيضانات من سبل اختبار الله -تعالى- لعباده، حتى يتبين له الصابرون الشاكرون منهم والغافلون الخاسرون، وهذه سنة الله في الأرض، وأن الفيضانات اصطلاحا هي ارتفاع منسوب سطح المياه في مجرى النهر أو الوادي إلى مستوى أعلى من الحافة؛ مما يؤدي إلى تدفق المياه فوق السهول الفيضية»

الفصل الثاني

الزلازل والكوارث في الشريعة الإسلامية

        في هذا الفصل تناول الشيخ عيسى مال الله الزلازل والكوارث في الشريعة الإسلامية، وما جاء عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية، قال -تعالى-: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَاهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا يَوْمَيد تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَيذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْنَانَا لِبُرُواْ أَعْمَلَهُمْ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ - وَهُوَ القَتْلُ القَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ».

الأسباب الشرعية لحدوث الزلازل والكوارث

عرض هنا المؤلف للعديد من الأسباب الشرعية لحدوث الزلازل والكوارث، وذكر منها: مخالفة أمر الله -تعالى- ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكثرة المعاصي، وكثرة البدع، وكثرة مظاهر الشرك، وتفشي الظلم.

المبحث الثالث

الأسباب الشرعية للوقاية والنجاة من الزلازل والكوارث

وفي هذا المبحث تناول المؤلف الأسباب الشرعية للوقاية والنجاة من الزلازل والكوارث التي كان من أهم ما تم ذكره التالي: التوبة النصوح، كثرة الاستغفار،بذل الصدقات، التزام الدعاء

الفصل الثالث

إدارة الأزمات الزلزالية والكوارث

        في هذا الفصل فند المؤلف العديد من النقاط معنونا لها بـ واجبنا نحو الزلازل والكوارث وذكر منها: التخطيط والتحذير لمواجهة الزلازل والكوارث، وكيفية الوقاية من الزلازل والكوارث، ومنها تخفيف مخاطر الزلازل، ويمكن الوقاية وتخفيف مخاطر الزلازل بالابتعاد عن المناطق الزلزالية وعدم إقامة منشآت فيها، كما ينبغي بالاهتمام بالهندسة النائية (الوقائية).

المواقف العملية الصحيحة للإنسان في أماكن الزلازل

          ثم بين المؤلف المواقف العملية الصحيحة للإنسان، وذكر ثلاثة مواقف قبل الزلازل، وفي أثناء الزلازل وبعد حدوث الزلازل، وهي بمثابة نصائح وتوجيهات للمحافظة على الأمن والسلامة، سواء للأشخاص أم للمباني والمنشآت، وكذلك التوجيهات الشرعية بعد الزلازل، من تجنب نقل الإشاعات والأخبار الكاذبة وإعطاء الناس أية معلومات أو تنبؤات أو توقعات بحدوث هزات لاحقة، كما أكد ضرورة مراعاة النشرات والتعليمات الرسمية بطريقة جيدة، وضرورة اتسام الناس بالهدوء والشجاعة والرزانة والتصرف الحضاري، وخلاف ذلك قد يتحمل المجتمع أضرارا وضحايا كبيرة مؤسفة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك