رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 18 أغسطس، 2015 0 تعليق

الرفيق

- بعض الأسماء الحسنى لا تخطر على بالي، وإذا قرأتها في مكان ما لا يتبادر إلى ذهني المعنى الصحيح.

- لم أفهم ما تعنيه.

كنت وصاحبي بعد صلاة عصر يوم التاسع والعشرين من رمضان نتحاور في طريق عودتنا من المسجد.

- مثلا اسم الله (الرفيق) لم أكن أعرف أنه من الأسماء الحسنى؛ بل عندما سمعته في أحد البرامج الإذاعية لم أطمئن؛ فذهبت أبحث عن الاسم ووجدت أنه من الأسماء الحسنى؛ وكنت أظن أن الحديث عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: «لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير». قالت عائشة: فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: «اللهم الرفيق الأعلى». قلت: إذاً لا يختارنا. قالت: وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح في قوله: «إنه لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير».

قالت عائشة رضى الله عنها فكان آخر كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم الرفيق الأعلى». متفق عليه.

هو الدليل على هذا الاسم، ولكن المعنى لا يتفق. كنت أستمع إلى صاحبي دون أي تعليق.

- ثم بحثت عن الدليل على أن (الرفيق) من أسماء الله الحسنى؛ فوجدت أن الحديث السابق لا علاقة له بالموضوع، والدليل هو حديث البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، فقلت بل عليكم السام واللعنة، فقال: يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: قلت وعليكم»، (والسأم يعني الموت).

وعند مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «ياعائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه».

وبذلك يكون (الرفيق)، من (الرفق)، ثم ذهبت إلى كتب اللغة فوجدت:

(الرفيق) على وزن فعيل بمعنى فاعل، والرفق ضد العنف، ويعني لين الجانب. ومنه حديث عائشة- رضى الله عنها -عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ماكان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا عزل عن شيء إلا شانه». (السلسلة الصحيحة).

- كلام جميل. تابع حديثك، وماذا وجدت بعد عن اسم الله (الرفيق)؟!.

- لا شك أن الرفق معلوم؛ والرفق في حق الله -عز وجل- ليس كرفق المخلوقات؛ فهو سبحانه رفيق رفقاً يليق بجلاله، ويحب الرفق. ويحب من يرفق من عباده، ولا شك أن هناك فرقا بين (الرفيق) و(الرحيم) و(اللطيف)، مع أن هذه الأسماء الحسنى متقاربة.

ومن معاني اللغة:

رفقت به وترفقت به وأرفقته: نفعته. والرفقه بضم الراء، كسرها: الجماعة ترافقهم في السفر.

والرفقة تأتي بمعنى اللين، والنعومة.

والرفيق ضد الأفرق.

وفي لسان العرب. «الطب الرفق والطبيب الرفيق». وفي حديث أبي رمثة أن أباه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرني هذا الذي بظهرك فإني رجل طبيب فقال صلى الله عليه وسلم : «الله الطبيب بل أنت رجل رفيق طبيبها الذي خلقها»(السلسلة الصحيحة للألباني).

والسير الرفيق الذي يكون هوادة وليناً ويكون رويداً؛ فالله- سبحانه- (رفيق)، ويحب (الرفق). ومن إحصائنا لهذا الاسم أن نتصف بالرفق واللين. وفي الحديث «ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ كل قريب هين سهل» السلسلة الصحيحة.

وهذا هو الرفيق، السهل، المتساهل. في أخذه وتركه وتعامله مع الناس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك