الرد على دعوى اليهود بأحقيتهم في أرض فلسطين
لابد من معرفة التسلسل الزمني منذ عهد خليل الله إبراهيم إلى يومنا هذا مع المسجد الأقصى، وحتى لا يدعي مدعٍ بأن الأرض لهم والمكان مكانهم، وكأن المسلمين هم الغاصبون المعتدون، ونسي هؤلاء أن الأرض إنما هي لله -تعالى- يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
فأول من سكن هذه الأرض إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، واستمر الأمر حتى جاء زمن يوسف -عليه الصلاة والسلام-، وحصل ما حصل له في مصر وتولى خزائنها، ثم انتقل أبوه وإخوته إلى مصر، واستقروا فيها إلى أن جاء زمن موسى بن عمران، وحصل ما حصل بينه وبين عدو الله فرعون، ثم جاوز موسى ببني إسرائيل البحر حينما فلقه الله لهم، وبعد ذلك أمر موسى بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة، وأن يقاتلوا الجبابرة الذين سكنوا فيها؛ فعصوه وكان جوابهم حين قال لهم: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} (المائدة:21-22).
بل قالوا أبلغ من ذلك -قبحهم الله- حين قالوا :{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة:24)؛ فعاقبهم الله بالتيه أربعين سنة، وفيها مات موسى، وهارون، ثم دخلوها مع نبي الله داود، ثم بنى سليمان المسجد بناءه العظيم، وبعد ذلك استولى الرومان على بيت المقدس أكثر من ثلاثمائة سنة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ،حتى جاء زمان عمر، وفيها فتح بيت المقدس (إيليا)، وكان ذلك عام 15 هجرية، ووضعت الشروط العمرية على أهلها؛ مما جعل النصارى يُسلمون طوعاً لما رأوا سماحة الإسلام وعدله، وحسن معاملته.
لاتوجد تعليقات