رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 30 سبتمبر، 2010 0 تعليق

الذين لا يحبهم الله (4)

 

{كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} (الأنعام: 141).

- {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} (الأعراف: 31).

- السرف.. ضد القصد.. والإغفال والخطأ.. وفي النفقة: التبذير والإنفاق في معصية الله قليلا كان أو كثيرا.. قال سفيان: «لم يسرفوا.. لم يضعوه في غير موضعه».

- أظن أنني قرأت أن (السرف) لغة: تجاوز ما حُدَّ لك.. في كل شيء.

- أحسنت.

- لقد حفظته من (تاج العروس).. ولكن من هم (المسرفون) الذين لا يحبهم الله؟!

- الله لا يحب جميع (المسرفين)... ولا يحب (الإسراف).. ولكنه سبحانه يبغض بعض المسرفين أكثر من بعض.. فقد وصف فرعون بأنه من المسرفين: {وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنه لمن المسرفين}، ووصف المعادين للأنبياء عموما بذلك فقال عز وجل: {ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين} أي المتجاوزين الحد في الكفر والمعاصي.. ووصف قوم صالح بذلك أيضا: {فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين}، بل حكم على المسرفين عموما بالنار: {وأن المسرفين هم أصحاب النار}.

قاطعني:

- هل من يسرف في الطعام والثياب في النار؟

- كلا.. ولكن الآية فيمن تجاوز الحد في الاعتقاد.. ولكن الجميع مذموم لا يحبه الله عز وجل.. والآية التي وردت في الأكل والشرب والثياب.. قال المفسرون في معناها:

{لا تسرفوا}: لا تمنعوا الصدقة فتعصوا.. ولا تنفقوا ما رزقكم الله في معصية الله.. ولا تأكلوا أموال غيركم.. كل ذلك صحيح ومتفق عليه..

- سمعت قولا أن الله جمع نصف الطب في آية.. {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}..

- كلام جميل وصحيح.. وكذلك قال ابن عباس: «كل ما شئت والبس ما شئت.. دون سرف ولا مخيلة»..

فالإسراف في الطعام والشراب والثياب مذموم.. وفي الحقوق محرم.. وفي العقيدة كفر..

- كم مرة ذكر الله المسرفين في كتابه العزيز؟

- (المسرفين) وردت سبع مرات.

- (مسرفين) وردت مرة واحدة في الزخرف الآية (5).

- (أسرفوا) مرة واحدة في الزمر الآية (53).

- (يسرف) مرة واحدة في الإسراء الآية (33).

ولا شك أن أرجى آية في كتاب الله هي التي في سورة الزمر (53): {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} مهما كان من العبد.. إذا تاب صادقا قبله الله.. بل فرح بتوبته وإن كان من قبل من أشد المسرفين..

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك