رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 11 أكتوبر، 2010 0 تعليق

الديـون نهايتهـا إلى السجـون


عدد الموظفين والموظفات (المواطنين) تجاوز 475 ألفا، منهم 269 ألفا عليهم ديون أشخاص وقروض، والباقون عليهم أقساط حكومية وغيرها.

لا يخلو إنسان من ديون عليه، فالكهرباء والماء وأقساط السيارة وقرض البيت وقرض الزواج والهواتف النقالة والهواتف الأرضية والتزامات أخرى لا تنتهي.

ولا نتكلم نحن إلا عمن يأخذ قروض شركات وبنوك وأشخاص دون ضرورة أو حاجة تذكر، ثم وصل عدد القضايا إلى المحاكم بسبب الديون ومماطلة الغني أو التحايل وإنكار القروض حتى الشهر الماضي إلى 14 ألف قضية والعدد في تصاعد يومي!!

ولذلك أوصي الجميع بوصايا حتى لا يغرق أحدهم في وحل الديون، ومنها:

< استشعر الأحاديث المفزعة من عاقبة الديون، ومنها أن النبي [ لم يصلِّ على رجل مات بسبب ما عليه من دين، وكذلك حديث: «نفس المؤمن معلقة بدينه، حتى يقضى عنه»، وفي حديث: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين»، وغيرها من الأحاديث الصحيحة.

< لا تقترض إلا مضطرا كحاجتك إلى الطعام، فلقد رهن رسولنا العظيم [ درعه عند يهودي عندما اشترى منه طعاما إلى أجل.. وعليك بالرضا بالقليل والقناعة بالموجود وعدم التكلف بالرفاهية والمظاهر الزائفة، قال تعالى: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}.

قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: إني لأعجب من قوم مدينين عليهم ديون كثيرة، ثم يذهب أحدهم يستدين، يشتري من فلان أو فلان أثاثا لبيت زائد عن الحاجة، يشتري كساء أو فرشا للدرج.. وهو فقير عليه ديون.. هذا سفه، سفه في العقل وضلال في الدين.

< اتق الله عز وجل قبل الدين ومعه وبعده..

فالعبد إذا اتقى الله وأراد أن يأخذ مالا ليرفع ضيقا عن نفسه وأهله وصدق العزم في رده عند تيسره لقي من الله الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر؛ ففي الحديث: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».

< الديون هَمٌ بالليل وذل بالنهار:

عندما يأتي الشخص يتمسكن ليأخذ القرض، ثم يختفي عن الأعين؛ خوفا من العتاب وهربا من الكلمات الساخنة والنظرات الحارقة؛ ففي الأثر: «الدين هم بالليل وذل بالنهار».

< إياك وخداع الإعلانات:

إعلانات خداعة وشعارات كاذبة تسحب العين والنفس، لإبرام العقود دون قراءة من أجل تسلّم الأموال ثم يفاجأ الشخص بفوائد ربوية تتضاعف بمرور الزمن، ويسمى ذلك استثمارا.

< أغلق البطاقات:

الشخص يوهم نفسه بأن البطاقات الذهبية والفضية وأسماء أخرى، أفضل من النقد، وبعدها يقوم بالسحب، والجهة الممولة للبطاقة تقوم بتسديد قيمة الفاتورة، مقابل الرسوم والفرق في العملة وأجور إضافية، ولا تخلو من ربا أو شبهة محرمة أو إسراف وترف؛ فقم فورا بإغلاقها

< فر من التقسيط:

التقسيط ظاهرة غير صحية؛ لأن الشخص يكون مدينا طول عمره، وسعر التقسيط يختلف عن الفوري بزيادة كبيرة، وأخطرها القسم الأخير، أو عقوبة مالية عند تأخير دفع الأقساط، ويتوراث أهلك الأقساط بعد وفاتك.

< استعذ دائما بالله عز وجل من غلبة الدين.. فقد كان من دعائه [: «اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم» أي الدين؛ لأن الرجل إذا غرِم كذب ووعد فأخلف.

ولا تكلف نفسك ما لا تطيق ولا تظهر بمظهر خداع وتلبس ثوبا ليس بثوبك، وما أجمل الوسطية والوضوح والصراحة، فإنها عنوان المسلم الصادق، وليكن همك أولا تسديد الديون، وادرس الجدوى قبل الإقدام على أي مشروع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك