رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 26 أغسطس، 2021 0 تعليق

الدماء شأنها خطير

 

 

- يحرم المسلم على أخيه دمًا وعرضًا ومالًا، فمن أتى بالشهادتين، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فإنه يعد مسلمًا معصوم الدم والمال، إلا أن يأتي بناقض من نواقض الإسلام، أو بشيء يوجب الحد عليه.

- فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله».

- فإذا مكَّن الله لقوم في الأرض، مثل النبي محمد -  صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام، أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، لا أن يسفكوا دماء بعضهم بعضا، أو يعتدي بعضهم على حرمات بعض، قال -تعالى-: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج: 41).

- وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة دالة على تحريم دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، ففي حجة الوداع خطب النبي -  صلى الله عليه وسلم - الناس وقال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»

- ولما كان الأمر خطيرا، استغل النبي -  صلى الله عليه وسلم - المكان والزمان؛ ليعلم الناس أن هذا الأمر عظيم، فمكة، ويوم النحر، وشهر ذي الحجة كله حرام.. ثم رفع يده يستشهد ربه عليهم -  صلى الله عليه وسلم -، قال لهم: «إنكم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت»، فرفع أصبعه إلى السماء إلى الله يقول: «اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد».

-  ثم بين النبي -  صلى الله عليه وسلم - القواعد العامة في تعامل المسلم مع أخيه المسلم لبناء مجتمع متماسك، فقال: «لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ».

- فليس للمسلم أن يظلم أخاه المسلم بأي نوع من الظلم، فلا يأخذ ماله بغير حق، ولا يعتدي عليه بالضرب ولا بالجراحة ولا بالتعذيب، وليس له أن يسفك دمه بالقتل وهو أعظمها وأشدها، ولا حتى أن يشير إليه بشيء قد يضره به، قال -  صلى الله عليه وسلم  -: «مَن أشارَ إلى أخِيهِ بحَدِيدَةٍ، فإنَّ المَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حتَّى يَدَعَهُ، وإنْ كانَ أخاهُ لأَبِيهِ وأُمِّهِ». قال النووي: «فِيهِ تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم، وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه.. وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا، أَمْ لَا؛ لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال».

- وليس بعد الشرك جريمة أعظم من قتل النفس بغير حق، فالقتل جريمة عظيمة، وقد حذر الله منه في قوله -جل وعلا-: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (النساء:93) هذا في المؤمن، وقال في المعاهد: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة»، فهذا تحذير من قتل المعاهدين والمستأمنين، فالدماء شأنها خطير، ولهذا صح عن رسول الله -  صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء».

 

 

23/8/2021م


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك