رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: د. سلمى هاني 13 يونيو، 2016 0 تعليق

الدليل الطبي للمريض في رمضان- مـرضـى الجهاز الهضمي

هناك سؤال دائما يُطرح مع بداية شهر الصوم حول تأثير الصيام على الجهاز الهضمي والواقع أنه لا تأثير للصيام على الجهاز الهضمي السليم؛ إذ إن جسم الإنسان له القدرة على التكيف والتأقلم حسب الظروف. بل من الملاحظ طبياً أنه عندما يتعرض الإنسان السليم لأي توعك صحي نفسي وظيفي أو عضوي ينعكس ذلك على جهازه الهضمي، وقد يشعر بالغثيان، أو التقيؤ، وقد يصاب بالمغص، أو الإسهال، وذلك ناتج عن تأثير جهازنا العصبي والهرمونات على الجهاز الهضمي، وهنا يكون العلاج هو الطلب من المريض الامتناع عن الأكل والشرب، وكثير من الناس يعملون بهذا الإجراء دون استشارة الطبيب؛ ذلك أنها باتت بديهية معروفة لدى الكثيرين.

 

     والصيام يعطي  للجهاز الهضمي راحة لفترة محدودة؛ حيث يضطر الشخص خلال الصيام إلى الإقلال من التدخين وشرب القهوة؛ حيث إن التدخين يؤدي إلى ازدياد إفرازات المعدة من الأحماض، ويؤخر شفاء القرحة، ويساعد أيضا على ظهور القرحة بصورة أسرع.

     وهناك أمراض مثل التهاب المريء الارتجاعي، القولون العصبي يساعد الصوم على تخفيف أعراضها من خلال إعطاء فرصة للراحة أثناء الصيام، ولكن مع الأسف حقاً أن يتخم الكثير منا نفسه عند الإفطار بشتى فنون الطعام والشراب؛ فيحوِّل سعادة المعدة والأمعاء إلى تخمة وعناء، وسنستعرض أهم أمراض الجهاز الهضمي ذات العلاقة بالصيام.

 قرحة المعدة أو الإثني عشر:

يشكو المصاب بالقرحة الحادة من آلام في المعدة عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم، ويخف ألم قرحة الإثني عشر بتناول الطعام، ولكن كثيراً ما يعود الألم بعد ساعات عدة، وينبغي على مريض القرحة المصاب بإحدى الحالات الآتية الإفطار:

- القرحة الحادة: وذلك حين يشكو المريض من أعراض القرحة، كالألم عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم.

- في حال حدوث انتكاسة حادة في القرحة المزمنة: وينطبق في تلك الحالة ما ينطبق على القرحة الحادة.

- وكذلك الأمر عند الذين تستمر عندهم أعراض القرحة رغم تناول العلاج بانتظام.

- عند حدوث مضاعفات القرحة، كالنزيف الهضمي، أو عند عدم التئام القرحة رغم الاستمرار بالعلاج الدوائي.

عسر الهضم:

     وهي كلمة شائعة تشمل عدداً من الأعراض التي تعقب تناول الطعام، وتشمل الألم البطني وغازات البطن والتجشؤ والغثيان، وإحساس بعدم الارتياح في أعلى البطن، ولاسيما عقب تناول وجبة كبيرة، أو بعد تناولها بسرعة، أو بعد تناول طعام غني بالدسم أو البهارات.

وكثيراً ما تتحسن أعراض هؤلاء المرضى بصيام رمضان، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثني عشر، أو التهاب في المريء أو بسبب عضوي آخر، وشريطة تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور.

فتق المعدة (أو فتق الحجاب الحاجز):

     يحدث فتق المعدة عادة عند البدينين، ولاسيما عند النساء في أواسط العمر، ومعظم المصابين بفتق المعدة لا يشكو من أية أعراض، ولكن قد يشكو بعضهم من حرقة وحموضة في المعدة، ولاسيما عند امتلائها أو الانحناء إلى الأمام أو الاستلقاء؛ حيث يعود جزء من محتويات المعدة إلى المريء.

     وينبغي على البدينين أن يسعوا جاهدين لإنقاص وزنهم، فهو خير علاج لحالتهم، وينصح المريض بتناول وجبات صغيرة عند الإفطار والسحور، مع تناول الأدوية بانتظام وتخفيف الدسم، والتوقف عن التدخين، وترك فترة 4 ساعات بين وجبة الطعام والنوم، أما إذا كانت مشقة على المريض، أو ازدادت الأعراض سوءاً بالصيام فينصح المريض بالإفطار.

الإسهال:

     ينصح المريض المصاب بالإسهال بالإفطار، ولاسيما إذا كان الإسهال شديداً؛ فلا يستطيع المريض الصيام؛ لعدم قدرة الجسم على تعويض ما يفقده من سوائل وأملاح بسبب الإسهال، وإذا صام المصاب بالإسهال فقد يصاب بالجفاف وهبوط في ضغط الدم أو يصاب بالفشل الكلوي.

أمراض الكبد:

ينصح المصابون بأمراض الكبد المتقدمة كتشمع الكبد وأورام الكبد بالإفطار، كما ينصح بالإفطار أيضاً المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، أو الاستسقاء في البطن (الحبن).

 عمليات قطع المعدة:

هناك بعض المرضى الذين أجريت لهم عملية قطع أو استئصال جزء من المعدة بسبب قرحة في المعدة مثلاً، وهؤلاء المرضى يحتاجون إلى تناول وجبات صغيرة من الطعام وبطريقة منتظمة، وقد لا يستطيعون الصيام.

بعض النصائح للصائمين

- يفضل الإفطار على التمر أولا؛ فعن أنسرضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء،  فعندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره تتنبه الأجهزة، ويبدأ الجهاز الهضمي في عمله، ولاسيما المعدة التي تريد التلطف بها، ومحاولة إيقاظها باللين. والصائم في تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء.

- بعد تناول التمر يستحب أن يأخذ الصائم فترة صغيرة من الراحة والحركة، فيصلى المغرب فيها، هذه الحركة تساعد الجهاز الهضمي على استئناف العمل والحركة وتؤهله لاستقبال طعام الإفطار والتعامل معه سريعا دون كسل يسبب عسر الهضم.

- من المستحسن أن يبدأ من يفطر بعد عودته من الصلاة بشرب بعض الحساء الدافئ وأن تكون البروتينات المتمثلة في لحم الدجاج أو الحيوانات إما مسلوقة أو مشوية، ومن الأفضل الابتعاد عن المسبكات والأطعمة الحريفة أو كثيرة التوابل؛ لأنها ترهق الجهاز الهضمي وتسبب الانتفاخات وعسر الهضم.

- يجب الاعتدال في الوجبات من حيث الكمية والنوعية، واعتبار وجبة الإفطار وجبة عادية مثل الغداء أو العشاء في الأيام العادية، مع عدم الإكثار من تناول السوائل مع أو بعد الإفطار مباشرة؛ لأنها تعيق عمل المعدة. قال تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}(الأعراف:31)، وفي الحديث النبوي: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».

- إن تناول الحلويات الرمضانية اليومية لا تعود بالفائدة على الصائم؛ بل على العكس تؤدي إلى زيادة الوزن والتخمة وغيرها من العوارض المرتبطة بصحة هذه الحلويات ونظافتها ونوعيتها، ويمكننا الاستغناء عنها والتعويض بتناول الفاكهة الطازجة، قال صلى الله عليه وسلم : «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة».

- الأغذية الغنية بالطاقة والخالية من الدهون الحيوانية والمواد المتأكسدة والحافظة هي أفضل الأغذية على الإطلاق ومن أمثلتها: التمور، العسل، الفاكهة بأنواعها، الخضراوات، اللحوم البيضاء مثل الأسماك والدجاج، البقول مثل العدس، اللبن ومنتجاته، وفي الحديث الشريف: «إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه، وإذا شرب لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن». 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك