رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: د. سلمى هاني 8 يونيو، 2016 0 تعليق

الدليل الطبي للمريض في رمضان مرضـى الســكر

مع إطلالة كل رمضان يتساءل كثير من المرضى فيما إذا كانوا يستطيعون الصوم أم لا؟ وفيما إذا كان صيام رمضان يزيد من مرضهم سوءاً، أو يفاقم من أعراضهم أم لا؟ أسئلة كثيرة تتردد على بال المرضى وأقربائهم، وبعضهم يقع فريسة الأوهام، أو يفتيه جاهل بالطب فيصوم أو يفطر، دون الرجوع إلى طبيب أخصائي مسلم يقوّم حالته، ويعطيه النصيحة والإرشاد، ونحاول في هذه الحلقات تقديم دليل طبي مختصر لكل مريض، وكيف يتعامل مع مرضه في هذا الشهر المبارك.

‎     مع دخول شهر رمضان قد يشعر مرضى السكر بالقلق حيال الصيام، وتأثيره على الصحة العامة وعلى مستوى السكر في الدم بصفة خاصة، ومن المهم معرفة أن كل مريض يختلف عن الآخر، وأن الصيام قد لا يؤثر على صحة مريض، بينما يكون مرهقاً صحياً لمريض آخر، ويقسم مرضى السكر إلى فئتين، فئة تستطيع الصوم وأخرى تُمنع من الصوم.

أولاً: مريض السكري الذي يستطيع الصوم:

- مريض السكري الكهلي (سكري النضوج) الذي يعالج بالحمية الغذائية فقط.

- مريض السكري الكهلي الذي يعالج بالحمية الغذائية والأقراص الخافضة لسكر الدم: وهذه الفئة تقسم بدورها إلى قسمين:

(1) المريض الذي يتناول حبة واحدة يومياً: يستطيع الصيام عادة، على أن يفطر بعد أذان المغرب مباشرة على تمرتين أو ثلاث تمرات مع كأس من الماء، وبعد صلاة المغرب يتناول وجبة الدواء ثم يبدأ بالوجبة الرئيسة للإفطار.

(2) الذي يتناول حبتين يومياً: يستطيع الصوم عادة، على أن يتناول حبة واحدة قبل الإفطار ونصف حبة قبل السحور بدلاً من الحبة الكاملة التي كان يتناولها قبل شهر رمضان، وهكذا لأكثر من حبتين يومياً؛ بحيث يكون المبدأ إنقاص جرعة ما قبل السحور إلى النصف بناء على توصية طبيبه المعالج.

ثانيًا: مريض السكري الذي لا يستطيع الصوم:

(1) مريض السكري الشبابي «المريض الذي يصاب بمرض السكري دون الثلاثين عاماً من العمر».

(2) مريض السكري الذي يحقن بكمية كبيرة من الإنسولين (أكثر من 40 وحدة دولية يومياً)، أو الذين يتعاطون الإنسولين مرتين يومياً.

(3) المريض المصاب بالسكري غير المستقر.

(4) المريضة الحامل المصابة بالسكري.

(5) المريض المسنّ المصاب بالسكري لسنين طويلة، وفي الوقت نفسه يعاني مضاعفات مرض السكر المتقدمة.

(6) المريض الذي أصيب بحماض ارتفاع السكر قبل شهر رمضان بأيام أو في بدايته.

أسئلة وإرشادات لمريض السكري في رمضان

- متى ينبغي على مريض السكري أن يقطع الصيام ويتناول العصائر أو يتناول قطعاً من السكر؟

- إذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر لابد له من قطع الصيام فوراً، وأن يتناول عصير فواكه، أو عسل نحل أو أقراص (جلوكوز).

- ما أعراض انخفاض السكر ؟

- صداع، وازدواج الرؤية، واضطراب الرؤية، وتلعثم فى الكلام، واضطراب الوعي، وعرق، ورعشة بالأطراف، والشعور بزيادة في ضربات القلب، وفي الحالات الشديدة قد يحدث تشنجات أو غيبوبة.

- بماذا ينصح مريض السكري لمنع حدوث نوبات انخفاض السكر؟

(1) تأخير وجبة السحور. «تسحروا فإن في السحور بركة» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

(2) عدم زيادة جرعة العلاج دون استشارة الطبيب.

(3) الحرص على زيارة الطبيب لمعرفة جرعة العلاج مع الأفطار، وكيف يمكن تخفيضها في السحور.

(4) الحرص على عمل تحليل سكر صائم بعد ظهر اليوم الأول أو الثاني من رمضان لاكتشاف انخفاض السكر مبكراً.

(5) الحرص على حمل بطاقة تعريف مكتوب فيها «أنا مريض بالسكر».

- ما أهداف العلاج في رمضان؟

(1) أن يكون مستوى السكر صائماً من (8) إلى (12) مجم/د0ل.

(2) أن يكون مستوى السكر في الدم بعد الإفطار وقبل السحور أقل من (14) مجم/د0ل

(3) تجنب حدوث ارتفاع السكر بعد الإفطار، وتجنب حدوث انخفاض السكر في نهار رمضان.

- ما أنسب أنواع الأدوية المخفضة للسكر في مريض السكري النوع الثاني أثناء شهر الصيام؟

- أنسب الأنواع الأدوية القصيرة المفعول التى لا تسبب انخفاضاً للسكر في أثناء الصيام مثل: (ريباجلينيد  Repaglinide) و(نايتجلنيد Nateglinide) و(متيفورمين Metformin) والأدوية التي تزيد من فعالية الأنسولين على الأنسجة مثل (بيوجليتازون Pioglitazone).

- هل يمكن لمريض السكري أن يشارك أسرته في أكل الكنافة والقطايف والتمر وخلافه؟

- كل هذه الأكلات قد تسبب ارتفاعا شديداً في السكر يصعب السيطرة عليه بالأدوية المكتوبة للمريض.

وقد يسمح لبعض المرضى بتناول كميات بسيطة لا تحتوي إلا على قليل من السكر ومعدة بطريقة خاصة لمريض السكري.

أما التمر فيمكن أخذ حبة أو ثلاث حبات على الأكثر عند أذان المغرب على أن يمتنع المريض عن تناول الكنافة أو القطايف أو المكسرات.

- بماذا نبدأ في وجبة الإفطار؟

- يفضل البدء في وجبة الإفطار بكمية من الحساء الدافئ (الشوربة).

 - إذا كان مريض السكري من النوع الأول ليس لديه موانع للصيام، فما نوع الأنسولين المفضل للاستخدام؟

- عند الإفطار والسحور يتم استخدام الأنسولين بالجرعة المناسبة التي يقررها الطبيب المعالج، وقد يكون مناسباً استخدام الأنسولين سابق التجهيز (Premixed insulin) المخلوط من الأنسولين المائي Regular والأنسولين العكر (NPH) قبل الإفطار، على أن يستخدم الأنسولين المائي فقط قبل السحور.

وربما يستخدم الأنسولين المائي بجرعتين قبل الإفطار والسحور، مضافاً إليه جرعة مناسبة من الأنسولين القاعدي (جلارجين Glargine) في التاسعة مساء.

     إلا أن مريض السكري النوع الأول إذا سمح له بالصيام فلابد من متابعة تحليل البول للأسيتون يومياً (Urine ketones) لاكتشاف أى ارتفاع للسكرى مصحوباً بالأسيتون DKA. ولابد من عمل تحليل قبل موعد الإفطار بثلاث ساعات لاكتشاف انخفاض السكر في الدم.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك