رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 16 سبتمبر، 2014 0 تعليق

الدكتور بلال فيليبس لـ«الفرقان»: جامعتنا أكبر جامعة إلكترونية معتمدة تقدم خدماتها للطلاب مجانا

يُعدُّ التعليم وسيلة لتقدم المجتمعات وتطورها في حال نظرت إليه الأمم والحضارات، وآمنت به بوصفه وسيلة للإصلاح والتغيير، لذلك فإن وجود المؤسسات التعليمية المتطورة التي تواكب أحدث المستجدات والتطورات العالمية، يعد ضرورة شرعية وحاجة إنسانية لابد أن تسخر لها الطاقات وتوفر لها الإمكانات. ونلتقي اليوم مع رئيس إحدى هذه المؤسسات الرائدة، الدكتور بلال فيليبس- رئيس الجامعة الإسلامية- على الإنترنت، على هامش زيارته لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وسألته بداية عن فكرة  الجامعة كيف بدأت وكيف تطورت حتى وصلت إلى العالمية فقال مشكورًا :

الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت هي إحدى الأفكار التي  بدأت بتصور بسيط لإنشاء معهد لتدريس العلوم الشرعية باللغة الإنجليزية بطريقة مُكثفة على شبكة الإنترنت لينال بعدها الطالب دبلوما في الدراسات الإسلامية، ويكون نظام الدراسة فيه مجانيًا.

ثم تطورت الفكرة إلى أن انطلقت الدراسة في الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت في عام 2007 بدولة قطر؛ حيث قدمت أكثر من اثنتين وعشرين دورة مجانية في شكل مواد مختصرة.

وفي مارس من العام 2010 أنشئت الجامعة بوصفها أول جامعة إسلامية على شبكة الإنترنت، تقوم بتوفير مواد تعليمية شبه مجانية لنيل درجة بكالوريوس الآداب في الدراسات الإسلامية وفقا لمناهج الدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان وجامعة الأزهر بمصر.

• ما هي المهمة الأساسية للجامعة والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه؟

     تستهدف الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت منح الطالب حق الوصول للمرحلة الجامعية،  ثم الالتحاق ببرامج الدراسات العليا في التربية الإسلامية للطلاب على مستوى العالم بشكل شبه مجاني، كما أنها تستهدف أن تكون عاملا محفزا للتغيير في الأمة الإسلامية على مستوى العالم من أجل تسهيل إسهام الحضارة الإسلامية في تقدم الحضارة البشرية من خلال العلم الشرعي.

• ما القيم العلمية والمعرفية التي تستند إليها الجامعة الإسلامية؟

     تعتمد الجامعة على أصالة المصدر، وسهولة الوصول، وتقديم المعرفة بطريقة شبه مجانية، ونشر روح الجماعة الإسلامية عالمية الطرح، وبث الأخلاق الإسلامية، وتطبيق العلم والجودة، وأساس المعرفة في الجامعة الإسلامية هي الوحي بقسميه: القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة بفهم الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعًا ومن تبعهم بإحسان.

• ماذا عن المناهج الدراسية ؟

     تحتوي كل مادة من مواد البكالوريوس على 45 محاضرة، وزمن كل محاضرة ساعة واحدة منها 30 (ثلاثون) محاضرة مسجلة (مرئية/صوتية) ومتاحة لجميع الطلاب، ومنها خمس عشرة (15) محاضرة حية تبثها الجامعة بثا حيا في فصول افتراضية، ويتاح فيها للطلاب الاستفسار وطرح أسئلتهم أثناء البث الحي، ويدير هذه الفصول مساعدو التدريس (الأساتذة)، كما يقوم مساعدو التدريس كذلك بتصحيح البحوث التي تقدم في كل مادة في كل فصل دراسي، ويطلب من كل طالب من السنة الثانية أن يؤدي 36 ساعة في خدمة المجتمع الإسلامي في كل فصل دراسي إلى نهاية دراسته، ثم يتم امتحان الطالب في الجامعة على ثلاثة مستويات: الامتحانات القصيرة الدورية، وامتحان نصف الفصل الدراسي وامتحان نهاية الفصل الدراسي.

• ما الدرجة العلمية التي تمنحها الجامعة؟

تمنح الجامعة نوعين من درجة البكالوريوس في الشريعة: درجة البكالوريوس العادي ودرجة البكالوريوس التخصصي، ويلزم الطالب بأن يكمل 48 وحدة إجبارية لكلا النوعين.

     فالبكالوريوس العادي يؤدي فيه الطالب 48 وحدة إجبارية، فعلى الطالب أن يختار من (الوحدات الاختيارية) مادة ثانوية في كل فصل دراسي، ويمكنه أن يؤخرها جميعها إلى فصل إضافي بعد الإنتهاء من المواد الأساسية على أن تكون كلها في مادة واحدة (مادة التخصص)، كما أن على طالب درجة البكالوريوس التخصصي أن يكمل 54 وحدة عند تخرجه.

     كما تقدم الجامعة برنامج الدبلوم في الدراسات الإسلامية (يقدم مجانا)، وهو عبارة عن مساقات رتبت لتكون برنامج دراسي منظم؛ حيث يتبع الطلبة النظام المقترح بإشراف رئيس الجامعة، والبرنامج هو مقدمة في العلوم الإسلامية الأساسية ويلقي الضوء على منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما بين ذلك القرآن الكريم والسنة الصحيحة وفق فهم الرعيل الأول من السلف الصالح، وتم إطلاق البرنامج في العام 2007 وعدد الطلبة المسجلين اليوم في الدبلوم هو أكثر من 170.000 دارس.

• ماذا عن الرسوم الجامعية التي يدفعها الطالب؟

     الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت تقوم بتوفير مواد تعليمية شبه مجانية لطلابها ولا تتقاضى رسوما مقابل المواد الدراسية إلا أنها تتقاضى رسوما للتسجيل لبكالوريوس الآداب في الدراسات الإسلامية، وتدفع رسوم التسجيل لبكالوريوس الآداب في الدراسات الإسلامية عند بداية كل فصل دراسي وقيمة رسوم التسجيل تكون ما بين 60 دولار إلى 150 دولار اعتمادا على مستوى المعيشة للبلد الذي يعيش فيه الطالب.

وأما الرسوم الجامعية للدبلوم العام المجاني فإن الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت تقدم دبلوما عاما مجانيا في الدراسات الإسلامية في 24 مادة بطريقة مختصرة وكلها خالية تماما من أية رسوم بمعنى أنها مجانية.

• ماذا حققت الجامعة من إنجازات منذ إنشائها؟

     لا شك أن المتتبع لمسيرة الجامعة يجد أنه من خلال الإحصاءات أن الجامعة في تطور مستمر، وإقبال كبير من قبل الدارسين، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على جودة العملية التعليمية التي تقدمها الجامعة لطلابها، وإذا أردنا أن نبين ذلك بالأرقام فنجد أن الدراسة انطلقت في الجامعة الإسلامية في 2007 بدولة قطر؛ حيث قدمت في ذلك العام أكثر من 22 كورسًا مجانيا.

     بنهاية عام 2010 كان عدد الذين سجلوا في الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت 35.000 طالبا من 197 بلدا، وبنهاية العام 2011 كان عدد الذين سجلوا في الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت أكثر من 50.000 طالبا من 202 بلدا، وبنهاية العام 2012 وفي أقل من 5 سنوات من انطلاقتها بلغ عدد طلابها أكثر من مائة ألف (100.000) طالب من 212 بلدا، وفي العام 2014 في أقل من 7 سنوات من انطلاقتها بلغ عدد طلابها أكثر من مائة وسبعين ألف طالب (170.000) من 223 بلدا.

• ما الذي يميز الجامعة الإسلامية عن سائر الجامعات الأخرى؟

     تتميز الجامعة الإسلامية بأنها الأكبر حجما في العالم من حيث التنوع العالمي بين طلابها، فقد بلغ  عدد بلدان طلابها 223 بلدا، وهي تتميز كذلك بأنها أكبر جامعة إسلامية إنجليزية في العالم، ومع أصالة الجامعة والاعتراف بها رسميا مع جودتها في أداء رسالتها فإن رسومها خيالية لا تصدق! وكأنها تعد مجانية، والجامعة تستطيع أن تستوعب أي عدد  من الطلاب في أي وقت كان، لا يحتاج الطلاب إلى شراء كتب ولا يضطرون إلى سفر، فبإمكان الطلاب أن يرتبوا دروسهم حسب حاجتهم، فيستطيع الموظف أن يدرس في الجامعة ويشتغل في آن واحد.

• هل حصلت الجامعة على الاعتراف الرسمي من الجهات المختصة؟

على الرغم من أن الاعتراف والاعتماد من حكومة واحدة فقط كاف للاعتراف الأكاديمي الدولي بأي جامعة، فقد سعت الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت للحصول على ما لم يوجد في أي جامعة أخرى وهو الاعتراف الأكاديمي لبرامجها الدراسية من دول عدة مختلفة تقوية زائدة لكونها عالمية حقا!

1- حصلت الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت على الترخيص والاعتماد الرسمي للتشغيل وإعطاء شهاداتها المستقلة بموجب الوثيقة الصادرة من وزارة التعليم العالي بجمهورية الصومال وتخضع لقوانين وزارة التعليم العالي الصومالية، بوصفها جامعة مستقلة محلية تهدف للعمل الجامعية بأسلوب عالمي، وتستطيع قبول الطلاب الدوليين من خارج الصومال.

2- حصلت الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت على الترخيص والاعتماد الرسمي للتشغيل وإعطاء شهاداتها المستقلة بموجب الوثيقة الصادرة من وزارة التعليم العالي بجمهورية غينيا- بيساو، وتخضع لقوانين وزارة التعليم العالي لغينيا بيساوية، بوصفها جامعة مستقلة محلية تستهدف العمل الجامعي بأسلوب عالمي، وتستطيع قبول الطلاب الدوليين من خارج غينيا - بيساو.

3- حصلت الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت على الترخيص والاعتماد الرسمي للتشغيل وإعطاء شهاداتها المستقلة بموجب الوثيقة الصادرة من وزارة التعليم العالي بجمهورية سيرليون وتخضع لقوانين وزارة التعليم العالي السيراليونية، بوصفها جامعة مستقلة محلية تستهدف العمل الجامعي بأسلوب عالمي، وتستطيع قبول الطلاب الدوليين من خارج سيراليون.

4- حصلت الجامعة الإسلامية على شبكة الإنترنت على الترخيص والاعتماد الرسمي للتشغيل وإعطاء شهاداتها المستقلة بموجب الوثيقة الصادرة من وزارة التعليم العالي بجمهورية غامبيا وتخضع لقوانين وزارة التعليم العالي الغامبية، بوصفها جامعة مستقلة محلية تستهدف العمل الجامعي بأسلوب عالمي، وتستطيع قبول الطلاب الدوليين من خارج غامبيا.

• ما التحديات التي تواجهكم في هذه المسيرة المباركة؟

     لا شك أن الجهد المبذول في الجامعة جهد ضخم، والتكاليف التي ننفقها على الجامعة مقابل الخدمة المجانية التي نقدمها للطلاب الدارسين كبيرة للغاية، فيكفي أن تعلم أن عدد الطلاب المسجلين الدارسين في مختلف التخصصات شبه المجانية أصبح أكثر من 4000 بعد 4 سنوات ومجموع التكاليف الحالية تقريبا 60.000 دولار شهري أو000 .720 دولار سنويا وهيئة التدريس متكونة من أكثر من 100 مدرس ومدرسة عدا عن الإداريين وباقي موظفي الأقسام، لذلك نهيب بأهل الخير من مؤسسات وأفراد دعم الجامعة حتى تستطيع القيام برسالتها، والاستمرار في سد هذه الثغرة العظيمة من ثغور الإسلام، ولا سيما أنها الجامعة الإسلامية الأكبر في العالم التي تقدم دراستها باللغة الإنجليزية.

 

 

مؤسس الجامعة

 

 

 

     هو الدكتور بلال فيليبس، وهو كندي من أصل جامايكي، اعتنق الإسلام في السبعينيات من القرن الماضي، بعد مروره بمنعطفات سياسية وثقافية عدة قادته من المسيحية ثم الاشتراكية إلى الإسلام، وبعد فترة قصيرة من مطالعته بعض الكتب عن الإسلام اعتنق الإسلام بفضل الله -سبحانه وتعالى-، وقادته رحلته الإيمانية إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلوم الإسلامية؛ حيث نال درجة البكالوريوس في الدعوة وأصول الدين من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم بعد ذلك أتم دراسة الماجستير في العقيدة الإسلامية بالرياض من جامعة الملك سعود، وبعدها نال درجة الدكتوراه في العقيدة من جامعة واليز في المملكة المتحدة في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وللدكتور بلال نشاطات إسلامية عدة من تأليف كتب، وترجمة، وتعليقات على أكثر من خمسين كتابا في شتى العلوم الإسلامية، كما قدم محاضرات عدة وبرامج تلفزيونية.

 

     أسس الدكتور بلال فيليبس قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية في جامعة برستون في عام 2002 بإمارة عجمان، وفي عام 2007 أنشأ الأكاديمية للدراسات الإسلامية في قطر، تابعة لجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان، ثم في عام 2008 أنشأ قسما للدراسات الشرعية في جامعة المعرفة العالمية في الرياض على شبكة الإنترنت، وكذلك أسس قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية في جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان في عام 2009، كما أنشأ وأدار جامعة للدراسات الإسلامية جناي (مدراس سابقا) بالهند في نفس هذا العام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك