رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: القاهرة: د. أحمد عبدالحميد 24 يونيو، 2015 0 تعليق

الدكتور أحمد خليل للفرقان: مؤسسات العمل الخيري في دول الخليج وصلت إلى الاحترافية وعلى رأس تلك المؤسسات جمعية إحياء التراث الإسلامي

 نهضة الأمة لن تعود إلا بصناعة مجتمعات قوية، خلال إثراء ثقافة العمل التطوعي الذي يعد دينًا لدى المسلمين

 من إشكالات كتب التنمية البشرية المعاصرة أنها لا تفرق بين المنظمة الربحية والمنظمة غير الربحية

أكبر المشكلات التي تواجه المنظمات غير الربحية هي عدم وجود قدوات وإن وجدت القدوة فتكون من الدرجة الثانية أو الثالثة

من أهم العقبات التي تواجه إدارة المنظمات التطوعية ارتباط المنظمة بشخص، وبمجرد غياب هذا الشخص تسقط المنظمة

 

«نحن نحتاج قليلاً من الإدارة كثيراً من الحب»، بهذه العبارة بدأ الدكتور أحمد خليل حواره عن إدارة مؤسسات العمل الخيري والتطوعي، مؤكدًا على أن هذه المعادلة هي سر النجاح والتميز في تلك المؤسسات؛ لأن العمل الخيري عمل ميداني أكثر منه نظري، أساسه العلاقات الإنسانية، وأن السلطة فيه لابد أن تكون سلطة أبوية، ولعل هذا سبب رئيس في تميز مؤسسات العمل الخيري في دول الخليج ووصولها إلى الاحترافية والمهنية، وعلى رأس تلك المؤسسات جمعية إحياء التراث الإسلامي، ومبرة الآل والأصحاب في دولة الكويت.

- بداية قبل أن نخوض في موضوعنا عن المؤسسات الخيرية، ما إشكالات كتب التنمية البشرية التي تأتينا من الخارج، وتضع لنا حلولاً سحرية لمشكلاتنا؟

- للأسف صيحة التنمية البشرية وعبارة أكثر الكتب مبيعًا، للأسف غالبًا ما تكون أكثر الكتب مبيعًا وليس قراءة، ففكرة أن نأتي بكتب مترجمة ونحاول تطبيقها مباشرة ولا سيما علي المنظمات الخيرية العربية فهذا يعد إشكالية كبيرة جدًا، وأري أن هناك ثلاث إشكالات في هذه الكتب:

- الإشكال الأول: أنها تخرج من بيئة مادية بحتة ليس لها أي علاقة بالجانب العربي في التفكير ولا بالجانب الإسلامي في العلاقة بالرب جل وعلا.

- الإشكال الثاني: أن القارئ يقع تحت رحمة المترجم، فإذا كان المترجم إتجاهه ليبرالي فيترجم بلمسة ليبرالية، وإذا كان يسارياً فيترجم بلمسة يسارية، فيؤثر المترجم بفكره على الفكرة الأساسية للمؤلف تأثيرا كاملا.

- الإشكال الثالث: أنها لا تفرق بين المنظمة الربحية والمنظمة غير الربحية، فجاك ويلش مثلاً كان يفصل كل سنة حوالي 15% من الموظفين، فأطلق عليه أقسي المديرين الأمريكيين، ففصل حوالي 120 ألف موظف في حقبته الإدارية، وهذه العقلية تمثل خطورة في إدارة المنظمات غير الربحية، فالدكتور ياسر برهامي -حفظه الله- كان يضع لنا قاعدة في إدارة المنظمات غير الربحية فكان يقول: (نحن نحتاج قليلاً من الإدارة كثيراً من الحب)، فمثل هذه القواعد نحتاج إلى أن يكون لكل واحد منا تجربته الخاصة داخل المنظمة غير الربحية، فالعمل غير الربحي عمل ميداني أكثر منه نظري مبني على العلاقات الإنسانية، فإذا أردنا أن نضع فوارق بين العمل التطوعي والعمل الربحي، فأول فارق هو الكتب التي تقرؤها والتي تشكل عقلية المدير، والثاني أن مهمة المنظمات غير الربحية مرتبطة بالمتطوعين، أما المنظمات الربحية فهي مرتبطة بالمهام وليس بالأشخاص.

- هل تختلف مفاهيم الإدارة في العمل التطوعي عنها في العمل الربحي؟

- أولاً: المفاهيم تكاد تكون واحدة، ولكن المشكلة تكمن في الجانب الإلزامي في العمل التطوعي، فأنت تقنع الناس بالفكرة، ثم تأتي المهمة، والإقناع يأتي بعده العمل، لكن في العمل الربحي فالمهمة تأتي أولاً حتى لو لم يقتنع الناس بالفكرة.

- ثانياً: الأعمال غير الربحية تبدأ بالأشخاص أولاً ثم تتكون الفكرة، لكن في الأعمال التطوعية تأتي الفكرة ثم يتبعها المتطوعون.

- ثالثاً: في العمل التطوعي للأسف يحدث اشتباك بين مفاهيم الدعوة إلي الله ومفاهيم إنجاز المهمة، أما في العمل الربحي تكون مفاهيم إنجاز المهمة واضحة، وتحتل المركز الأول في سلم أولويات المنظمة، فهناك فرق دقيق يفصل بين المدير الذي هدفه فقط إنجاز العمل، وبين المدير الذي يسعي إلى إنجاز العمل مع الحفاظ على قلوب العاملين أو المتطوعين؛ لذلك بيتر دراكر في كتابه عن المنظمات غير الربحية يقول «لا تقبل أبداً ولا تسمح بالفظاظة» فبداية هلاك المنظمات غير الربحية أن تكون هناك فظاظة داخل المنظمة، لذلك قال الله -تعالي- مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم :{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران: 159)؛ وذلك لأن العمل مبني علي التطوع لا الإلزام، ولكن لو لم يكن هناك تطور مستمر في إدارة المنظمات غير الربحية فيصبح بديل العمل التطوعي العمل المبني على البيعة، وهذه النقطة المحورية الفاصلة التي تظهر مشكلات العمل الجماعي عموما، فإن لم يوجد إدارة محترفة داخل المنظمة غير الربحية يستبدل الارتباط التطوعي إما بالسلطة الأبوية (الإلزام الأدبي)، أو بسلطة النص «العمل السري المبني علي البيعة» فيبدأ بإسقاط سلطة النبيصلى الله عليه وسلم في قوله تعالي: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}(النور: 54)، على سلطة العلاقة بالمتطوعين { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(النور: 63)، وهذه تعد نقطة محورية فاصلة قاصمة في إدارة المنظمات غير الربحية.

- هل يمكن أن يصل العاملون في العمل التطوعي للمستوى الاحترافي في الإدارة؟ وما مدى تأثير التدريب علي إنجاح العمل؟

- في البداية دعنا نضع أركاناً لنجاح أي عمل وهي:

1-النية.

2-الرؤية.

3-موارد مادية.

4-محترفون.

5-متخصصون.

- أولاً: المنظمات غير الربحية تعتمد إما علي استقطاب النجوم أو صناعة النجوم، فاستقطاب النجوم يتم من خلال استقطاب أشخاص متخصصين لتدريب المتطوعين والوصول بهم لمستوي النجومية، وهذه هي أفضل وسيلة في البدايات، أما صناعة النجوم لابد وأن يكون هناك جدول تدريبي لتنمية المتطوعين، فوقف التعلم والتدريب يعني حتماً وقف التطور.

- ثانياً: هناك فكرة إدارية تسمى المنظمة التعليمية، وهو أن يكون هناك جدول تعليمي عال محدد للمنظمة، فحين تعلم أن سنغافورة بنت نهضتها علي التعلم والتدريب وأن هناك مشروعاً قومياً لتدريب 350 ألف موظف، وأن شركة الطيران السنغافورية التي تعد أكثر ما يميز سنغافورة حالياً مبنية علي التدريب؛ فالتدريب الآن لم يصبح مجرد رفاهية بل هو ركن ركين في عملية التطور والنهوض.

     وأرى أن العمل علي صناعة النجوم أفضل على المستوى البعيد من استقطاب النجوم؛ لأن النجم لديه مشكلتان، الأولى وقته لا يتحمل، والثانية أنه قد تختلف أهدافه مع أهداف المنظمة، فصناعة النجوم تبقي وتدوم، ولا يقتصر التدريب علي المتطوعين فقط، بل علي المنظمة بأكملها؛ فتصبح منظمة قائمة علي التدريب والتطور؛ مما يؤدي إلي تطور أهداف المنظمة بالتبعية.

-  ما أهم العوامل المؤثرة في كفاءة وأداء المتطوعين وأدائهم؟

 1- وجود قدوة حقيقية، فأكبر المشكلات التي تواجه المنظمات غير الربحية هي عدم وجود قدوات، وإن وجدت القدوة فتكون من الدرجة الثانية أو الثالثة، فعندما تدقق في أسباب النجاح المبهر الأسطوري لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السميط تجد أنه كان قدوة حقيقية.

2- وضوح القيم المشتركة بين العاملين، فمن الضروري وجود حد أدني من القيم المشتركة بين العاملين؛ لأن القيم المشتركة ستؤدي إلى رؤية مشتركة.

3- إحداث نجاحات تقاس، فمن أكبر مشكلات العمل التطوعي أننا نظل محصورين في دائرة المشاعر والأحاسيس ولا ننتقل إلي دائرة المعايير والمقاييس، فمن المهم أن نصل بالعمل التطوعي إلي مستوي نستطيع قياسه وفقاً لمعايير محددة.

- ما أهم العقبات التي تواجه إدارة المنظمات التطوعية؟

1- عدم القدرة علي الفصل بين إنجاز العمل وتأليف قلوب المتطوعين.

2- ارتباط المنظمة غير الربحية بشخص، فبمجرد غياب هذا الشخص أو فتور همته تسقط المنظمة.

3- ثقافة العمل غير الربحي ثقافة تبنى من الصغر، وللأسف نحن نبني هذه الثقافة في أواخر العمر مع إغفال المراحل العمرية المتقدمة.

4- أننا نعطي إدارة المنظمات التطوعية لقيادات الدرجة الثانية أو الثالثة، كما نعطي العمل التطوعي فتات الوقت.

- كيف يمكن محاسبة المتطوعين في الأعمال الخيرية؟

- 1-أفضل طريقة أن تجعلهم مشاركين في وضع الرؤية.

2-أن تجعلهم يضعوا طريقة لمحاسبتهم.

3-أن يوجد جانب رقابي داخل المنظمات غير الربحية لمحاسبة المتطوعين ومراقبة أدائهم -الجمعيات العمومية بوصفها مثالا-.

4- اختيار القوي الأمين، وحسن اختيار المتطوعين الذين لديهم مسؤولية داخلية تجاه العمل التطوعي، فسيدنا موسي -عليه السلام- عندما ترك بني إسرائيل في رحلة مدين لم يستطيع العيش بدون عمل خدمي يقدمه للمجتمع {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }(القصص: 23)، فصنع لنفسه عملا تطوعيا ساعد به المجتمع دون أن يراه أحد أو يوجهه أحد، فالمسؤولية الداخلية هي أكبر مقياس لاختيار المتطوعين.

- ما أهم الصفات المطلوب تحققها في العاملين في المجال الخيري لا سيما التطوعي؟

1-الاقتناع بالرؤية.

2-القدرة علي إقامة علاقات وإجادة مهارات التواصل.

3-القدرة علي تفريغ وإيجاد وقت كاف للعمل.

4-حد أدني من الثبات الانفعالي لمواجهة الأزمات المستمرة.

5-الصدق والتجرد.

- ما تقييمك للمستوي الإداري للمنظمات العاملة في الجانب الخيري في العالم الإسلامي؟

- أعتقد أن جانب المنظمات الخيرية في السعودية بدأ في تطور هائل في السنوات الثلاث الأخيرة، فمركز بناء الطاقات تفرغ لبناء ثقافة العمل التطوعي، وهذا ما نريد الوصول إليه، أن نمتلك مؤسسات تصنع الإحترافية داخل المؤسسات غير الربحية، كما أن جمعية إحياء التراث وجمعية الآل والأصحاب في الكويت تعدان من الجمعيات الخيرية المتميزة، وبدأت تظهر ثمارها الاحترافية، واهتمام مواقع التواصل الاجتماعي بالأعمال التطوعية أصبح مؤشراً جيداً؛ فحين تبحث علي تويتر عن (هشتاج ق3) سيظهر لك مدى اهتمام العالم بالعمل التطوعي، ولكن الآن فكرة مؤسسات المجتمع المدني هي آلة من آلات الغزو الفكري داخل المجتمع، وإن لم تنتبه المنظمات غير الربحية إلي الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي وقضايا الأمة والوطن ككل سيهتم بها مؤسسات هدفها مخالف تماماً لأهداف الأمة، وأعتقد أن المنظمات غير الربحية بدأت تنتبه لذلك، ونري أن الاحترافية هي طريق لنجاح عمل المنظمات غير الربحية من خلال التعليم والتدريب وبناء كوادر احترافية.

- ما أهم الجوانب الإدارية التي ينبغي الاهتمام بها بالنسبة للعاملين في مجال العمل التطوعي؟

- في البداية أنصح بقراءة كتاب بيتر دراكر عن المنظمات غير الربحية من إصدار مركز بناء الطاقات في المدينة المنورة، وملخصه في خمس جوانب:

1-المهمة قبل القائد، فإذا لم يقتنع القائد برؤية المنظمة يصعب عليه الإستمرار فيها.

2-تحويل المهمة إلي أداء، فلابد أن تكون المهمة واضحة في أذهان الجميع، وأفضل طريقة للوضوح هي تحويلها إلي أداء عملي.

3-إدارة الأداء داخل المنظمة، ويتم ذلك من خلال الانتقال من دائرة المشاعر والأحاسيس إلى دائرة المعايير والمقاييس.

4-التواصل الاجتماعي وإقامة علاقات؛ فالقائد الذي لا يجيد النواحي المجتمعية مع الناس حتماً سيفشل في إدارة المنظمة غير الربحية، فيجب أن يكون من 60:80% من وقت المدير موجها نحو بناء علاقات جيدة مع الناس لإمكان إقناعهم برؤية المنظمة.

5-تنمية الذات؛ فالخطوة الأولى لإدارة المنظمات غير الربحية هي التدريب والتطور المستمر.

- هل يمكن أن يقوم العمل الخيري على المتطوعين فقط؟ وهل لهذا جوانب سلبية؟

- إقامة العمل الخيري علي المتطوعين فقط دون وجود موظفين يتقاضون أجراً لها سلبيات كثيرة، فلابد أن يكون داخل المنظمة الخيرية جانب عمل بأجر كتجربة بنك الطعام في مصر وتجربة جمعية رسالة،

فكل هذه التجارب الناجحة تحتوي على جانب عمل بأجر وجانب عمل تطوعي، فأري أن يكون داخل كل منظمة غير ربحية 25% عمل بأجر و75% عمل تطوعي، وفي حالة أن تقوم المنظمة بأكملها علي جانب العمل التطوعي فحسب فهوى الأشخاص هو الذي يقود المنظمة.

- هل تعاني المكتبة العربية والإسلامية نقصاً في الأدبيات والمؤلفات الإدارية التي تخدم العمل الخيري؟

- نعم يوجد نقص شديد، ولكن الأهم أننا ينقصنا العقول التي تحول تلك الكتب الإدارية إلي واقع عملي ملموس داخل المنظمات، فعلي سبيل المثال كتاب من جيد إلى عظيم (لجيم كولنز) غاية في الأهمية ولكن مع الأخذ في الاعتبار إظهار الفروق بين العمل في المنظمات غير الربحية والعمل في المنظمات الربحية.

- بما أن لك خبرة في المجال التعليمي ولك تجربة كبيرة، فما رأيك في تدريس مادة العمل التطوعي داخل المدارس والجامعات بوصفها مادة أساسية؟ ومدي تأثير ذلك على انتشار ثقافة العمل التطوعي في المجتمع؟

- نهضة الأمة لن تعود إلا بصناعة مجتمعات قوية، وهذه فكرة المجتمع الإسلامي أن تجد أبطالا يحملون المجتمع مهما حدث له من انتكاسات، وعلي مر التاريخ تجد أن المجتمع هو الذي يحمل الدولة وليس العكس، وهذا لا يحدث إلا من خلال إثراء ثقافة العمل التطوعي الذي يعد ديناً لدى المسلمين، فقد قال النبي  صلى الله عليه وسلم : «ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً»، فلابد أن يكون العمل التطوعي مادة أساسية تدرس في المدارس والجامعات ليس فقط بل لابد أن يكون لها جانب عملي من خلال ممارسة تجربة عملية تطوعية حقيقية لغرس فسيلة العمل التطوعي داخل المجتمع، وأن توجد أعمال تطوعية مختلفة تناسب المراحل العمرية؛ مما يؤدي إلى بث ثقافة العمل التطوعي في المجتمع وإحيائها؛ مما يؤدي إلى نهضة الأمة من جديد.

- إذا أردت أن توجه رسالة للمشاركين والعاملين حالياً في مجال العمل التطوعي وأيضاً لمن لم يشارك بعد في أعمال تطوعية فماذا تقول لهم؟

- بالنسبة للمشاركين حالياً في العمل التطوعي أقول لهم: أنتم في نعمة وفي أمنية الآخر، فنملة شاركت في إنقاذ قومها، وتطوعت بنصيحة فذكرها الله في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، فكيف بمن يتطوع بوقت يومي لإنقاذ أمته؟! فالعمل التطوعي ليس جسراً للفردوس الأعلى فقط، بل  هو جسراً لعودة الأمة من جديد، فجزاكم الله خيراً على ما قدمتم، وننتظر منكم المزيد.

     أما بالنسبة لمن لم يشارك بعد في الأعمال التطوعية، فأسرد تقرير منظمة جلوب عن أكبر الأزمات التي تمر بالإنسان، وتترك آثاراً سلبية في نفسه، فوجدوا أن أكبر أزمة تترك أثراً سلبياً في الإنسان نفسه هي أزمة البطالة، فلابد أن الشباب لا يترك نفسه ليقع تحت وطأة البطالة؛ لما لها من أثر سلبي كبير على النفس البشرية، بل عليه أن يتواجد في أعمال تطوعية حتي يخرج بنفسه من تلك الوطأة، ولا يعاني من كارثة البطالة.

- نحتاج منك وضع روشتة لإدارة العمل التطوعي.

1- التعلم والتدريب المستمر.

2-صناعة النموذج والتجربة الشخصية وكتابتها ونقلها للغير.

3-صناعة عمل جماعي وليس عملا فرديا مع بناء علاقات اجتماعية.

4- (آل عمران:159) هي العمدة في إدارة المنظمات التطوعية، ففي وسط غزوة أحد وفي وسط هزيمة المسلمين وما حدث من تقصير ورغم كل ذلك قال تعالي مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159). فهذه الآية تشمل علي أربع عناصر لإدارة العمل التطوعي وهي:

1-فاعف عنهم (التسامح وعدم الفظاظة).

2-استغفر لهم (الدعاء لمن حولك).

3-شاورهم في الأمر ( فالشوري هي الأب الروحي لكل مهارات العمل التطوعي).

4-التوكل (هو أساس قيادي مهم).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك