رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 نوفمبر، 2011 0 تعليق

الدعوة السلفية في شبه القارة الهندية وأثرها في مقاومة الانحرافات الدينية

 

في رسالته العلمية التي تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية تحدث الباحث عبد الوهاب خليل عبد الرحمن عن تاريخ دخول الإسلام إلى الهند وعن الدور الذي قامت به الدعوة السلفية لتصحيح الانحرافات العقدية، وقد أشرف على الرسالة الدكتور: بركات عبد الفتاح دويدار.

       لقد عرفت الهند الإسلام منذ البدايات الأولى، في عهد الخلافة الراشدة، واستنارت بنور الإسلام في القرن الأول من الهجرة، وتشرفت بقدوم الصحابة والتابعين والمجاهدين إليها.

       ودخل كثير من الهنود في دين الله أفواجا، ولولا الاتجاهات المنحرفة والسياسات الاستعمارية، وضعف بعض القادة، لأسلم كل سكان هذه الدولة العملاقة؛ حيث طاف بها الدعاة إلى الله يبلغون الناس رسالة الإسلام، ويدعونهم إلى عبادة الله وتوحيده دون إشراك، وكان من هؤلاء الدعاة، دعاة الدعوة السلفية (أو حركة أهل الحديث)، وهم أكبر وأول حركة إسلامية خالصة في الهند بعد الصحابة والتابعين والمجاهدين الأولين، وقد أدت دورا عظيما في مجال الدعوة إلى الإسلام، وإصلاح العقيدة والعادات والعبادات والأخلاق، وجاهدت في سبيل الله حتى أقامت دولة إسلامية؛ ولذا آثر الباحث أن يكون موضوع رسالته حول هذه الحركة ليعرِّف بها وبرجالاتها وبالدور الذي قاموا به في شبه القارة الهندية، من تنقية العقائد ومقاومة للانحرافات الدينية.

وجاء هذا البحث في مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة.

       أما المقدمة فقد ذكر فيها الباحث أهم الدوافع التي حملته على اختيار هذا الموضوع، وبين فيها أيضا العقبات التي واجهته أثناء البحث، كذلك قدَّم ملخصا للمنهج الذي سار عليه.

الباب الأول: الإسلام ودخوله في الهند.

جعله الباحث لدراسة دخول الإسلام في المجتمع الهندي، وجعله في ثلاثة فصول:

- الفصل الأول: الحالة الدينية والاجتماعية والفكرية قبل الإسلام.

تحدث فيه الباحث عن الحالة الاجتماعية والدينية، وعن الديانات التي انتشرت في الهند قبل الإسلام، وكذلك بعد الإسلام.

فبين أن هناك ثلاث ديانات عرفت لأهل الهند قبل الإسلام وهي: 1- البرهمية أو الهندوكية.   2- البوذية.   3-الجينية.

وست ديانات نشأت بعد دخول الإسلام في الهند وهي: 1- المجوسية. 2- اليسك

(السيخية). 3- المسيحية. 4- الدين الإلهي. 5- آرية سماج. 6- القاديانية.

- الفصل الثاني: دخول الإسلام وانتشاره.

       في هذا الفصل تحدث الباحث عن مراحل دخول الإسلام إلى الهند، وبدأ حديثه بالعلاقات التجارية بين العرب والهنود، وأثر ذلك في انتشار الإسلام، حيث استوطن عدد من الهنود البلاد العربية، من قديم الزمان، وأسلم عدد كبير منهم بعد انتشار الدعوة الإسلامية.

       كذلك بين أن خبر الإسلام قد وصل الهند في وقت مبكر، وذلك في حياة النبي [، كذلك تشرفت بقدوم الصحابة إليها في القرن الأول الهجري. كما عرض لقائمة الحكام وسلاطين المسلمين الذين حكموا الهند منذ دخولهم إلى عصر الاستعمار.

- الفصل الثالث: أثر الإسلام في الهند.

       تحدث فيه الباحث عن أثر الإسلام في العقيدة والسياسة والثقافة، وفي الأحوال الاجتماعية، فبين ما للإسلام والمسلمين من تأثير في حضارة الهند وثقافتها وآدابها وحياتها الاجتماعية.

الباب الثاني: الانحراف الديني، سببه وأثره.

       جعله الباحث للحديث عن الانحراف الديني، وعن أسبابه وآثاره في حياة المسلمين، وقسمه إلى تمهيد وثلاثة أبواب.

- الفصل الأول: أنواع الانحراف الديني.

       تحدث فيه الباحث عن أهم الانحرافات الدينية، مع بيان أثرها في العقائد، والمباحث الأساسية في هذا البحث هي وحدة الوجود، والحلول، والتأويل، والاستغاثة، والاستعانة بغير الله، وسماع الموتى، والعلم بالغيب، والحديث عن بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم.

- الفصل الثاني: الطوائف المنحرفة.

       في هذا الفصل عرض الباحث لعدد من الطوائف المنحرفة، مثل المتصوفة، والباطنية، وأذنابها...والبريلوية (المبتدعة).

        وفي أثناء حديثه عن الصوفية وتأثيرهم في المجتمع الهندي، فرق الباحث بين الصوفية غير المنحرفة، والصوفية المنحرفة، وبين أن الصوفية غير المنحرفة كان لها جهد كبير في نشر الإسلام في الأوساط الهندية-خلافا للصوفية المنحرفة- كما بذلوا جهدا في محاربة الفساد في البلاد، وتكوين المجتمع الإسلامي الهندي الصالح، الذي استطاع أن يعيش سبعة قرون في وسط الوثنية البرهمية، والملوكية المستبدة.

- الفصل الثالث: الانحرافات الحديثة.

       ذكر فيه الباحث الانحرافات الحديثة، وأثرها على المسلمين عامة، فتحدث عن حركة السيد أحمد خان وأثرها، والقاديانية، كما ناقش مسألة الانحراف في الأخلاق والعادات في أوساط المسلمين عامة، كعادات الزواج، وعدم زواج الأرملة، ومنع زواج بنت العم والعمة، وعدم أكل لحم البقر، ومنع الختان وإباحة البغاء، والميسر.

الباب الثالث: دور الدعوة السلفية في مقاومة البدع.

       خصص الباحث هذا الباب لذكر جهود السلفيين في مقاومة البدع والانحرافات وردهم، وتضمن هذا الباب خمسة فصول:

- الفصل الأول: تعريف بالحركة السلفية.

       في هذا الفصل عرَّف الباحث بمعنى العقيدة عند السلف الصالح، ثم عرض لأهم مزايا هذه العقيدة، كذلك تحدث عن حركة أهل الحديث بالهند، وظهور الدعوة السلفية.

- الفصل الثاني: الحركة السلفية من القرن الرابع إلى القرن العاشر من الهجرة.

       تحدث فيه الباحث عن بعض المصلحين في هذه الفترة، من العلماء والمحدثين والحكام والسلاطين... فمن العلماء الشيخ المحدث إسماعيل اللاهوري، والإمام المحدث أبو الفضل رضا الدين، والشيخ نظام الدين البديواني...، ومن الحكام والسلاطين محمد تغلق، وفيروز تغلق، وسكندرلودي وغيرهم.

- الفصل الثالث: الحركة السلفية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين.

       وفيه تحدث الباحث عن دور الإمام السيد أحمد عبد الأحد الفاروقي، والشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي، كما تحدث عن تطور حركة أهل الحديث السلفية في القرن الثاني عشر، وجهود الشاه ولي الله الدهلوي في إحياء السنة.

- الفصل الرابع: الدعوة السلفية في القرن الثالث عشر قبل الاستعمار.

       وفيه عرض الباحث لدور الإمام السيد أحمد بن عرفان، والشاه إسماعيل الشهيد، وبين أثرهما في مقاومة الانحرافات التي تسربت إلى المسلمين، وما كان لهما من جهود في إحياء السنة ونشر العقيدة الصحيحة، وبث الوعي الإسلامي في المجتمع.

- الفصل الخامس: وقفة تأمل مع هذه الدعوة.

تناول الباحث هذا الفصل من خلال مبحثين:

- الأول: سيرة الدعوة: وبين فيه أنه حصلت في الهند نهضة دينية جديدة مستقلة معتدلة سائرة على طريق الشريعة المستقيمة، اخترقت السهول واستقرت في كهوفها، وشعابها وتغلغلت في مغاراتها وأوردتها تدعو إلى الاعتصام بالكتاب والسنة.

- الثاني: المخالفون لهذه النهضة: ذكر الباحث في هذه الجزئية أن المخالفين لهذه الدعوة ثلاث فرق هم: 1- الروافض. 2- دعاة البدعة والقبوريون. 3- المتعصبون الأحناف.

الباب الرابع: الدعوة السلفية في عصر الاستعمار.

       تحدث فيه الباحث عن الدعوة السلفية في عصر الاستعمار وبعدها، وذلك من خلال تمهيد وثلاثة فصول، وفي التمهيد عرض للكيفية التي دخل بها الاستعمار في بلاد الهند، وتشددهم على المسلمين.

الفصل الأول: الفرق الضالة.

       خصص الباحث هذا الفصل للحديث عن النحل الضالة، وموقف السلفيين منهم، وهذه النحل  هي القاديانية، والنصرانية، والهندوسية.

- الفصل الثاني: الحركة العلمية مع مواصلة الدعوة والجهاد. في هذا الفصل عرض الباحث لأسماء بعض الوجهاء الذين بذلوا جهدهم في تنشيط الحركة العلمية في مجالات: التدريس، والتأليف، والصحف والجرائد..ثم تحدث عن جمعية أهل الحديث(الحركة السلفية)، ومؤتمرات أهل الحديث....ثم ختم هذا الفصل بالحديث عن أهم الإنجازات التي قامت بها جمعية أهل الحديث.

- الفصل الثالث: حركة أهل الحديث كما يراها أعلام العلماء.

       في هذا الفصل عرض الباحث لجملة من الآراء لأكابر العلماء حول الدعوة السلفية في الهند، منهم العلامة سيد سليمان الندوي، والعلامة مسعود عالم الندوي، والعلامة مناظر أحسن كيلاني، وإمام الهند أبو الكلام آزاد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك