الدعوة السلفية دعوة علمية تقوم على العلم والقرآن والسُّنة وكل ما ينفع الأمة – الشيخ المغراوي: السلفي
الدعوة السلفية هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم -، وهي الدعوة إلى التمسك بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة، من توحيد الله، والإخلاص له، وترك الإشراك بالله -تعالى-، والقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، ولقد أضحى الاهتمام بهذه الدعوة أمرًا شائعًا عند النخبة وعامة الناس، من المسلمين وغير المسلمين، ولقد زادت وتيرة هذا الاهتمام عبر السنين مع انتشار السلفية والسلفيين، من جهة، وبسبب ما تتهم به السلفية والسلفيون من أناس لم يدركوا حقيقة هذه الدعوة المباركة وحقيقة المنهج الذي تحمله؛ لذلك كان هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ محمد المغراوي في حديث موسع عن الدعوة السلفية، وأهم المحطات التاريخية في حياة الشيخ مع هذه الدعوة المباركة.
فضيلة الشيخ: محمد المغراوي
- ما تقييمكم لوضع الدعوة السلفية الآن؟ ولا سيما بعد رحيل علمائها الكبار ابن باز والألباني وابن عثيمين - رحمهم الله - وغيرهم الذين كانوا سندا لهذه الدعوة المباركة؟
- من أهم ما يميز الدعوة السلفية أنها دعوة مسالمة، ليس فيها عنف، وليس فيها معارضة لولاة الأمر، إلا ما جاء من النصح وفق المنهاج الشرعي، فولاة الأمور في كل الدول يعرفون أن الدعوة السلفية أفضل الدعوات؛ من حيث هذه الصفة (صفة المسالمة)، كما أنَّ الدعوة السلفية تقوم على ركيزة أساسية وهي التربية العلمية؛ فالدعوة السلفية تتميز بأنها دعوة علمية تنشر العلم والقرآن والسُّنة وكل ما ينفع الأمة في أصولها وفي فروعها.
- لكن الدعوة السلفية تعرضت للتمحيص والابتلاءات من خلال إثارة الفُرقة بين صفوف أبنائها، والتصنيف لبعض التوجهات والأفراد فيها، والدعوة السلفية قد أصيبت بهذا المرض الذي دخل عليها بعد وفاة العلماء الشيخ عبدالعزيز ابن باز والشيخ ناصر الدين الألباني، والشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمهم الله- ووفاة الكثير من أئمة العلم الذين كانوا سدا منيعًا في وجه كل من يدعو لهذا الانحراف، الذي تسبب في كثير من التشتت والتشرذم في كثير من بلاد المسلمين.
- فالتصنيف في الحقيقة قد أضر بالدعوة، والإنسان عادة لا يخلو من خطأ، لكن المغرض يأخذ أقل خطأ فيروّج له ويجعله أساسًا في الطعن في الشخص، وربما خرجت منه كلمة دون قصد، بل إن بعضهم قد يقتطع الكلمات من سياقها ويحملها على غير محملها، وهذا الذي ابتليت به الدعوة السلفيَّة، سواء في العالم الإسلامي أم خارج العالم الإسلامي كأوروبا مثلا؛ مما ساعد كثيرا من المخالفين للهجوم على الدعوة السلفية وتحريضهم عليها، لكن الدعوة السلفية دعوة مباركة، تُبنى على صحيح المعتقد والاجتهاد في حفظ كتاب الله، والاجتهاد في حفظ سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
- ما الذي تحتاجه الدعوة السلفية في الوقت الحاضر؟
- أي عمل يحتاج إلى الإخلاص والصدق والتوحد والصبر على الآخر، فمن لا يصبر على الآخر لابد أن يقع في خلاف معه؛ فالصبر على الآخر أمر مهم ولا سيما إذا كانت الأخطاء شخصية ولا تصل إلى المخالفة العقدية أو المنهجية؛ فنحن لا نوافق على البدعة أو مخالفات السنة الصريحة، فمثل تلك المخالفات لا مهادنة ولا مجاملة فيها، لكن بعض الأمور الاجتهادية، أو بعض الأمور البشرية التي قد يقع فيها بعضهم، مثل تلك الأمور يمكن أن يُتجاوز عنها، فيتصافى الناس ويجتمعون على كلمة واحدة، فكلما قوي الصف قويت الدعوة.
- وكلما تفرق الصف ضعفت الدعوة، فخطة الاستعمار في استيلائه على الدول الإسلامية كان من خلال هذا التقسيم، فقد قسّم الأمَّة الإسلامية إلى دويلات ليتغلب عليها، وإلا فلو كانت أمَّة واحدة، وقوة واحدة، واقتصادا واحدا، وكلمة واحدة، فسيجد أمتنا قوية منيعة لا يمكن أن يتغلب عليها الآخر، فكلما ضعفت الأمة ضعف العمل الدعوي، وكلما كان التفرق والتشرذم ضعفت الأمة بقدر التفرق والتشرذم، سواء على مستوى الدولة أم على مستوى العالم الإسلامي أم على مستوى المسلمين في العالم أجمع؛ فتكون هناك فرق ضد أخرى، فتضعف جهود الأمة في هذا، فتجتمع على الجدال والعداوة والبغضاء، بدلا من أن تجتمع على العلم والتأصيل وعلى السنة وعلى القرآن.
- ما ضوابط التعامل مع المخالف؟ سواء في العقيدة أم الدعوة أم الفقه؟
- يجب أن ننظر في موضوع الخلاف أولا، وإلى مقدار هذا الخلاف ثانيا، ففي الأمور الأساسية كالنبوءات والرسالات والقرآن والسنة والصحابة لا نقبل فيها الخلاف إطلاقا؛ فهي أصول وثوابت، أمَّا الأمور الفرعية والجزئيَّة والأمور التي يُتسامح فيها فهذه يتسع فيها الخلاف، ثم ينظر الإنسان العاقل إلى ما تقتضيه المصلحة، والنتائج المترتبة عليها، يقول -سبحانه وتعالى-: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (سورة الكافرون)، وقال -تعالى-: {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} (يونس: 41) فقد تصل الأمور لهذه الدرجة.
- فأي إنسان يريد أن يؤسس عملا إسلاميا أو دعوة إسلامية، عليه أن ينظر في دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كيف تعامل مع المخالفين في مكة، وكان المخالفون يومئذ هم المشركون فقط، حتى إذا صار بالمدينة أصبح المخالفون ثلاثة، المشركون خارج المدينة، والمنافقون الذين أسلموا ظاهرا، واليهود، فكل فئة من هؤلاء حاول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتعامل معهم بحسب ما يليق بهم، فاليهود تعامل معهم بالمعاهدات والمهادنات والأمور التي تتناسب معهم، والمنافقون تعامل مع ظاهرهم وحذر منهم، والمشركون خارج الجزيرة استعد لمواجهتهم.
- فالنبي - صلى الله عليه وسلم - نموذج في كل شيء، في تعامله مع المنافقين، ومع المشركين، وأيضا في تعامله مع أهل الكتاب، من جهة ، ومن جهة أخرى تعامله مع المسلمين من المهاجرين والأنصار الذين آووه ونصروه وكانوا ظهرا له - صلى الله عليه وسلم -، وكيف تعامل معهم بأخوة، وكيف آخى بين المهاجرين والأنصار، وسارت مسيرة الدعوة إلى أن فتحت الأرض كلها. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يعطيك النموذج الصحيح في كل حركاته وسكناته وسيرته العطرة المباركة.
- هل الدعوة السلفية الآن تحتاج إلى تنسيق أكبر؛ بحيث يمكن أن يكون لها هيئة أو لجنة واحدة في الإفتاء وفي الدعوة وفي تنسيق العمل الدعوي؟ أم يسعها أن كل دولة تقوم بشأنها ويكفيها هذا؟
- يسعى الإنسان دائمًا إلى الأفضل، فرسول الله -[- لما كان في مكة كان له شأن، واضطر أن يدعو أصحابه للهجرة إلى الحبشة، لكن لما كان في المدينة وكانت له القوة والتمكين كان له شأن آخر، فالوضع الأكمل والأفضل هو المطلوب دائما ولا سيما إذا أدى إلى الوحدة والتعاون.
- أما بالنسبة للدعوة إلى هيئة واحدة لا تختلف، فالدعوة السلفية بطبيعتها تدعو إلى هيئة واحدة؛ فعامة الدعوة السلفية الخلاف فيها قليل، وإذا كان هناك خلاف فيكون في أمور فرعية؛ لأنها متفقة بالكلية على الأصول، فلا تجد أحدا في الأرض إذا كان سلفي المنهج يخالفك مثلا في الأسماء والصفات، أو يخالفك في توحيد الألوهية، أو يخالفك في وجوب متابعة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وبالنسبة لهيئة فلنا هيئة ولابد، ففي كل بلد تجد شخصا أو أشخاصا لهم قدم راسخة في العلم؛ فهم مرجع هذا البلد، لكن المراجع كلها تتفق على الأصول التي ذكرناها، وإذا كان هناك خلاف في الغالب يكون خلافا شخصيا، وإلا فالكل متفق معك في المعتقد وهذا هو المهم.
- فالخلاف السلفي غالبا إذا وجد فهو خلاف شخصي، لكننا نتفق على المنهج وعلى المعتقد، {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ}، أي أنك تبرأ من كل مخالفة للعقيدة السلفية أو المنهج السلفي، هذه مسائل أساسية عندنا وهي كفاتحة الكتاب بالنسبة للمسلم، فالخلاف عند السلفيين قليل، أما عند العلماء والمشايخ فهم متفقون مئة بالمئة.
- لذلك فإننا لا نجد خلافا عند الصحابة، ولا عند التابعين، ولا عند الأئمة، بل دائمًا ما نرفع من شأن هؤلاء ونكبرهم، فليس عندنا خلاف لا عند العلماء ولا في الأصول، فالسلفيون متفقون دائما، وفي كل مكان يوجد طلبة العلم الذين يتبعون القرآن والسنة بفهم سلف الأمة والحمد لله، في الكويت، ومصر، والمغرب، وفلسطين وغيرها من الدول الإسلامية، وكذلك في أميركا، وأوروبا وغيرها من الدول غير الإسلامية يوجد من يعملون لهذه الدعوة المباركة؛ فالقصد أن الخلاف السلفي غير وارد أصلا.
- هناك خلاف بين السلفيين في قضية التعامل مع الحكام والقرب منهم؟
- التعامل مع الحكام مقطوع فيه، وهو أن تطيع ولاة الأمور فيما ليس فيه معصية، أما بالنسبة للقرب، فإن كان القرب فيه نفع فليس فيه إشكال شريطة ألا تتخلى عن دينك ولا عن مبادئك، بل بالعكس القرب من الحكام فيه مصلحة شرعية؛ فالإنسان إذا تقرب من الحكام ونصحهم ونفعهم أحسن من أن يكون مضادا لهم.
- هل أدت المؤسسات الإسلامية كالكليات الشرعية ودور الإفتاء دورها الأداء المطلوب بالنسبة للدعوة السلفية؟
- بالنسبة للجامعة الإسلامية بالمدينة فقد عمَّ نفعها في كل الأرض، في أفريقيا، وأوروبا، وأميركا، والعالم العربي؛ فلها أثر كبير، والجمعيات المتفرقة معظمها من أثر الجامعة الإسلامية، ودار الإفتاء في السعودية لها أثر كبير في الفتاوى، واستفاد الناس منها ومن مواقعها فكان لها النفع الكبير، والموسوعة الفقهية في الكويت، كم من الأمم تستفيد منها؟! بل ترجمت أيضا للغات عدة، أخبرني أحدهم أنه ترجمها للغة الفارسية، فكان نفعها عظيما.
- هناك جدل حول العمل الدعوي هل يكون في المساجد أم من خلال مؤسسات وعمل تنظيمي؟
- قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (البقرة:119)، فالدعوة تكون في كل مكان وبكل وسيلة مشروعة ومتاحة، فتكون الدعوة في المساجد، وفي المؤسسات، وفي الديوانيات، وفي المدارس وفي المجاميع العامة، ولو أن هناك جماعة تخصصت في بعض العمل الدعوي من خلال مؤسسات فلا إشكال في ذلك، ولو أن هناك جمعيات متخصصة ومنظمة سواء في العمل الخيري أم الدعوي فهذا زيادة في الخير، ولا شك أن للمسجد دورا كبيرا ومهما، فقد كان المسجد النبوي مركز إشعاع لإدارة الدعوة وتسيير الغزوات وكتابة الكتب للأمراء والملوك وهكذا.
- كيف تقيم واقع العمل الدعوي بعد ثورات الربيع العربي؟ وهل هناك تراجع في هذا العمل؟
- التراجع لا يكون إلا من المتذبذبين والمنافقين، أما الإنسان الصادق في الانتماء لدعوته لا تزيده الأحداث إلا ثباتا على هذا الطريق وبصيرة به، ولا يتأثر بالأحداث أيًّا كانت فهو على ما هو عليه؛ فلذلك كان من علامة صدق الصحابة هو ثباتهم على هذا الطريق، وهل نتراجع عن القرآن والسنة أم ماذا؟ والصحابة عندما ضيق عليهم هاجروا بدينهم إلى الحبشة مرتين، ثم هاجروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة.
- ذهبتم للدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة فما أثر هذه الرحلة عليكم؟
- ذهبت للدراسة عام 1969 وكان سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- في بداية توليه رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة خلفًا للشيخ محمد بن إبراهيم -رحمهما الله-، وقد كانت رحلة مباركة التقيت فيها العلماء المعروفين في ذلك الوقت كالشيخ ابن باز، وقد كانت كل المواقف مع الشيخ -رحمه الله- مواقف مؤثرة، ومن لم يتأثر بالشيخ ابن باز فبمن يتأثر، الكرم والشجاعة وبذل النفس، وكذلك الشيخ الألباني -رحمه الله- اعتمرت معه وقد كان يقود بنا السيارة من المدينة إلى مكة المكرمة، وجلسنا معه كثيرًا واستضفناه عندنا بالمغرب مرتين، وأما الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فكنا على اتصال دائم به، وكان من تواضعه -رحمه الله- أنه كان يضع لنا القهوة بنفسه ونحن في بيته.
- في نهاية لقائنا نريد نصيحة عامة ؟
- النصيحة التي أقدمها هي وصية الله -تبارك وتعالى-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (النساء:131)، الوصية هي تقوى الله، وأن نخاف الله، وأن يحاسب الإنسان نفسه وأنه يومًا ما سيقف بين يدي الله -تبارك وتعالى-، فكلنا في هذه الحياة سيأتينا وقت وينتهي وجودنا فيها، فلابد أن نعمل لذلك اليوم، وكذلك نعمل بالوصايا التي أوصى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه.
الدعوة السلفية والمشروع الإصلاحي
- تتهم الدعوة السلفية أنها لا تملك مشروعا إصلاحيا للأمة وأن السلفيين يدعون فقط للتوحيد؟
- أنا لا أظن -فيما أعلم- أن هناك مصلحين حقيقيين غير السلفيين؛ لأن أصل الإصلاح الذي قامت عليه دعوة الأنبياء هو الإصلاح العقدي، والله -تعالى- ذكر لنا الأنبياء من نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء - عليهم السلام- أن دعوتهم ما قامت إلا على الإصلاح العقدي كما ورد في القرآن الكريم، وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت دعوته ثلاثة عشر عاما في مكة يدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده، وفرضت معظم العبادات بعد الهجرة.
- فأنا أظن أن الذين يملكون الإصلاح الحقيقي هم السلفيون؛ لأن الإصلاح العقدي هو الأساس، إن الخلاف الموجود الآن بين أهل الأرض جميعًا هو الخلاف العقدي؛ فالسلفيون هم من نبه الناس إلى حرمة عبادة الأضرحة، وحرمة التوسل بغير أسماء الله وصفاته، وحذروا الناس من البدع المحدثة، فلا أظن أنه يوجد إصلاح أكبر مما قام به السلفيون. وإذا أردت أن تعرف ذلك فانظر إلى دعوة الشيخ ابن باز ودعوة الشيخ الألباني كم لها من أثر في الأمة! وبداية من الإمام مالك -رحمه الله تعالى- إلى الآن، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلها كتب إصلاح، وكل هؤلاء الأئمة أئمة سلفيون مصلحون.
من الشيخ محمد المغراوي؟
هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي من قبيلة أولاد ناصر، ولد عام 1367 هـ الموافق عام 1948 م بمنطقة الغرفة بإقليم الراشيدية في جنوب المغرب الأقصى، وأخذه أبوه إلى الكتاب وهو ابن الخامسة، فأتم حفظ القرآن وهو في سن العاشرة، ثم التحق بالمعهد الإسلامي بمكناس التابع لجامعة القرويين ثم بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش؛ حيث درس فيه المرحلة الإعدادية والسنة الأولى ثانوي، ثم رحل لإتمام الدراسة إلى المدينة النبوية فالتحق بالجامعة الإسلامية بها، وكان المعِين له على ذلك الشيخ محمد تقي الدين الهلالي؛ إذ هو الذي زكاه بخط يده، وأرسل ملف طلب القبول بنفسه؛ فأتم بها التعليم الثانوي ثم الجامعي ثم حصل على شهادة الدكتوراة منها.
شيوخه
من مشايخه: محمد تقي الدين الهلالي، ومحمد الأمين الشنقيطي، وعبد العزيز ابن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبد المحسن العباد، وعبد الله الغنيمان، وحماد الأنصاري، وأبو بكر الجزائري، وعبداللطيف آل عبد اللطيف، وعبد الصمد الكاتب، وناصر الرشيد.
جهوده العلمية والدعوية
درَّس بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، ثم درس بجامعة الطائف بالسعودية، ودرس التفسير والحديث والعقيدة بجامعة القرويين بالمغرب، وقام بالخطابة والتدريس وإلقاء المحاضرات مدة ثلاثة عقود في مساجد مراكش وفي دور القرآن المنتشرة في مختلف ربوع المغرب، كما أنه أسس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بالمغرب، وفتح العشرات من دور القرآن التي كان لها الفضل الكبير في إرجاع الناس إلى دينهم القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ولا يزال أثرها باقيا. كما شارك في مؤتمرات دولية عدة في كثير من بلدان العالم بمشاركة ثلة من العلماء.
النتاج العلمي
- التفسير وهو كتاب كبير طبع في 40 مجلدا، وأسماه: (التدبر والبيان للمنهاج السلفي في تفسير القرآن).
- المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. (4 مجلدات).
- فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد واستذكار ابن عبد البر.
- فتح الخبير في الترتيب الفقهي لجامع ابن الأثير.
- عقيدة الإمام مالك ومواقفه العقدية.
- سلسلة الإحسان في اتباع السنة والقرآن لا في تقليد أخطاء الرجال (المقدمة والجزء الأول والجزء الثاني).
- وقفات مع دلائل الخيرات.
- الأسباب الحقيقية لحرق إحياء علوم الدين.
- حاجتنا إلى السنة.
- أهل الإفك والبهتان الصادون عن السنة والقرآن.
- من سبّ الصحابة ومعاوية فأمه هاوية.
- المصادر العلمية في الدفاع عن العقيدة السلفية.
- بلوغ الآمال بذكر غريب وفوائد الأحاديث الطوال.
- جهود الإمام مالك والمالكية في التحذير من البدع العقدية والعملية.
- ظاهرة الإلحاد والفساد في الأدب العربي.
- دعوة سلف الأمة إحياء الكتاب والسنة (دور القرآن نموذجاً).
- العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية وقدرتها على مواجهة التحديات.
لاتوجد تعليقات