رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عمر بن إدريس الرماش 17 يناير، 2016 0 تعليق

الدعوة إلى عقيدة التوحيد فريضة دينية

يرتكز دين الله الخالد الإسلام على عقيدة التوحيد الصحيحة، التي تناقض الشرك، التي تعني إفراد الله -سبحانه وتعالى- بالعبادة وحده لا شريك له، والتوحيد جاءت به مختلف الديانات السماوية، ونادت به ودعت إليه بما فيها النصرانية واليهودية، كما أن جميع الرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- حملوا لواء العقيدة والتوحيد، ودعا إليهما موسى، وعيسى، وصالح، ونوح، وإبراهيم، وزكريا، ويحيى وغيرهم، وكان آخرهم محمدآَ[، خاتم الرسل والأنبياء؛ فالتوحيد إذاً هو إثبات الألوهية والوحدانية لله وحده بأن يشهد المرء أن لا إله إلا الله لا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يوالي إلا إياه، ولا يعادي إلا فيه، ولا يعمل إلا لأجله، وذلك يتضمن ما أثبته الله -عز وجل- لنفسه من الصفات والأسماء، قال تعالى: {وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ}(البقرة: 163)، وقال أيضاً: {وَقَالَ الله لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ}(النحل: 51)، وقال كذلك: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ  إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}(المؤمنون: 117).

     إذاً فالتوحيد هو جوهر الإيمان ومرتكزه، في العقيدة الإسلامية، وهو ركنها الركين، وقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية يوليانه البيان والتأكيد ما لم يحظ به أي معنى من معاني الألوهية، وهذا واضح وجلي في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الواردة في الكتاب والسنة، ولا غرو أن أهل الأديان كان خلافهم بسبب انحرافهم في الإيمان بهذا المبدأ العظيم والمرتكز الصحيح، فجاءت الأديان السماوية المتعاقبة، من نصرانية ويهودية وغيرهما تصحح هذا الانحراف أو المنزلق الذي كثيرا ما تنزلق النفوس فيه مصداقا لقوله تعالى في محكم كتابه العزيز: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِالله إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ}(يوسف: 106).

      وإذا كان الأمر كذلك وفي غاية الخطورة، فإن من واجب العلماء والدعاة والمصلحين وخطباء المساجد والوعاظ والمرشدين وغيرهم ممن يحمل هم الدعوة إلى الله، العمل على تبليغ عقيدة التوحيد الصحيحة والإيمان الحق ونشرهما، والتحذير من كل أشكال الشرك والبدع والضلالة، وذلك في مختلف الأماكن العمومية؛ كالمساجد والمدارس، والمعاهد، والجامعات، ووسائل الإعلام المختلفة المسموعة، والمرئية، والمقروءة، والتركيز على دعوة الناس إلى عقيدة التوحيد الصحيحة تضمن استمساكهم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحفظهم من الوقوع في الشركيات والمحدثات والبدع، التي ما أنزل الله بها من سلطان، التي انتشرت في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة بفعل البعد عن الدين الحنيف والعقيدة الصحيحة والشريعة الحكيمة، وعدم الاستقامة على منهج الله، وهجر القرآن الكريم والسنة النبوية، وتفشي الجهل والأمية، والخرافة والشعوذة، والسحر والدجل.

      فقد تفشت في مجتمعاتنا اليوم كل مظاهر الشرك الأكبر والأصغر، مثل زيارة القبور والأضرحة من أجل سؤال الأموات والأولياء، والدبح والنذر لغير الله، والاستعانة والاستغاثة بغير الله والرياء والحلف بغير الله، والتطهير وإتيان العرافين والمشعوذين، واتباع الرؤوس الجهال، وشيوخ البدع والضلال الذين يفتون بغير علم ويقولون على الله الكذب، ويحللون، ويحرمون، وينشرون الأفكار الخطأ، ويحرفون كلام الله، ويبثون العقيدة الفاسدة. وبفعل هذا الواقع المتردي، وشيوع مختلف الشركيات، والبدع والضلالات في صفوف المسلمين اليوم، وبعدهم عن هدي الكتاب والسنة تتعاظم مسؤولية الدعوة إلى الله تعالى وإلى عقيدة التوحيد الصحيحة ومحاربة الشرك والجهل والخرافة، ولاسيما من طرف العلماء والفقهاء والدعاة والمصلحين وخطباء المساجد والوعاظ والمرشدين، ومختلف أفراد المجتمع المسلم المعاصر وجماعاته؛ فالدعوة إلى عقيدة التوحيد الصحيحة تعد فريضة دينية وشرعية في الوقت الراهن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك