رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 29 يناير، 2022 0 تعليق

الدعاء للمتوفى.. وإن كان عاصيا!


 

- من أعلى مراتب الأخوة في الإسلام، الإيثار وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، فيتجنب كل ما يقدح في هذه الأخوة من الحسد والغل والحقد والغش، كذلك في المقابل، فإنه لا يؤمن إلا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر.

- والمحبة في الله من أفضل الأعمال فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل..» وذكر الحديث ومنه-: «رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه». وهذه أوثق عرى الإيمان: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله.

- فالمؤمن للمؤمن صفحة بيضاء نقية، ملؤها المحبة والبذل والتعاون. قال -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وهي مستمرة ما عاش المسلم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «المسلِمُ أخو المسلِمِ، لا يَخونُه ولا يَكذِبُهُ ولا يَخذُلُه، كُلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حَرامٌ؛ عِرضُهُ ومالُهُ ودَمُهُ، التَّقوى هاهنا، بحسْبِ امرئٍ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ».

- وهناك حقوق على كل مسلم تجاه أخيه المسلم.. وهي من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ».

- وحين وفاة المسلم، -وأيا كانت حالته- فإنه لا ينبغي التسرع في الذم والطعن والقدح فيه، حتى وإن بقي على بعض المعاصي، بل ينتقل إلى ما هو أكمل من الإساءة إلى الدعاء له وطلب المغفرة.

- فقد أجاب سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز عن ذلك بقوله: «إذا كان مسلمًا معروفًا أنه كان موحدًا، ومسلمًا، يؤمن بالله واليوم الآخر، ولكن بُلي بهذه المعاصي؛ فلا مانع من الدعاء له، والله يغفر لنا وله وللمسلمين، يدعى له بالمغفرة والرحمة؛ لأن المعاصي ما تخرجه من الإسلام، الخمر، والزنا، وأشباه ذلك، ما يخرجه من الإسلام عند أهل السنة والجماعة، لكن يكون ضعيف الإيمان». قال هذا في «رجل مات وهو مدمن الخمر، والزنا، وقتل النفس التي حرم الله، فهل يستحق الترحم له بعد الموت؟».

- كما أن حاله قد تكون تبدلت قبل موته، قال -صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الرَّجُلَ ليَعملُ بعَملِ أَهْلِ الجنَّةِ، وإنَّهُ لمَكْتوبٌ في الكِتابِ من أَهْلِ النَّارِ، فإذا كانَ قبلَ موتِهِ تحوَّلَ فعملَ بعملِ أَهْلِ النَّارِ فماتَ، فدخلَ النَّارَ، وإنَّ الرَّجلَ ليَعملُ بعملِ أَهْلِ النَّارِ، وإنَّهُ لمَكْتوبٌ في الكتابِ من أَهْلِ الجنَّةِ، فإذا كانَ قَبلَ موتِهِ تحوَّلَ، فعَملَ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ، فَماتَ فدخلَها».

- أما من عرف بمعاداة الدين الحق وأهله، كأن ينكر معلوما من الدين، أو يستهزئ بشرائعه فقد قال الشيخ ابن باز في ذلك: «أما إن كان معروفًا بشيء آخر يدل على كفره، مثل سب الدين، ومثل إنكار وجوب الصلاة، وإنكار وجوب الزكاة، أو الاستهزاء بالدين، هذا كافر، ما يدعى له، ولا يترحم عليه.

 

17/1/2022م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك