رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالقادر علي ورسمه 15 نوفمبر، 2015 0 تعليق

الدبلوماسية السعودية النشطة تسعى إلى تحصين الموقف الخليجي من الاختراق

بعد زيارة الوزير المسؤول لشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي لسوريا التي جاءت بعد سنوات من القطيعة الخليجية لنظام الأسد، نقلت وسائل إعلام سورية أن زيارة الوزير تأتي في إطار مساع دبلوماسية للتوصل لحل سياسي للصراع السوري الذي دخل عامه الخامس، وقد استفزت هذه الزيارة العديد من المعارضين للنظام السوري، كما عدها بعض المحللين السياسيين اختراقا إقليمياً في المنظومة الخليجية، وبعد أسبوع من تلك الزيارة قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة أجرى من خلالها محادثات في سلطنة عمان مع نظيره العماني، وتعد سلطنة عمان الدولة الوحيدة التي تتخذ موقفا مختلفا عن دول الخليج الأخرى فيما يتعلق باليمن وسوريا وهي  الوحيدة التي لا تشارك في التحالف ضد الحوثيين في اليمن، ولم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق.

     وفي إطار الجهود السعودية المبذولة لدعم الموقف الخليجي وتحصينه من الاختراق الخارجي التقى رئيس الدبلوماسية السعودية عادل الجبير في مسقط مع نظيره العماني يوسف بن علوي، وأكد أنه بحث معه الوضع في سوريا واليمن ووسائل تعزيز التعاون بين الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وأضاف أن رؤية البلدين الشقيقين متوافقة فيما يتعلق بالأهداف المرجوة بدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة وكيفية الوصول إلى أفضل وسيلة لتحقيقها.

     من جهته قال الوزير العماني: إن السلطنة تبذل جهودا دبلوماسية لإيجاد حل سلمي في سوريا واليمن، وأكد «سعي السلطنة من خلال الدبلوماسية الهادئة ودون معارضة من أحد، وبالوسائل المحفزة للتقارب بين جميع الأطراف من أجل الوصول إلى حلول سياسية قائمة مع ضمان استمرارها»، مشيرا إلى وجود أهداف مشتركة بين السعودية وسلطنة عمان حول مناطق الصراع القائم في المنطقة، وأوضح أن البلدين اتفقا أن ينظرا إلى المستقبل وعدم البقاء رهنا للماضي فيما يتعلق بقضايا المنطقة. ووصف زيارته إلى دمشق «بالمهمة»، مؤكدا أن زيارة الوزير السعودي كانت مقررة قبل زيارة دمشق.

وتؤكد زيارة الجبير للسلطنة وجود تفاهم خليجي فيما يجري بالمنطقة من الصراعات كما أنها تأتي دعما سعوديا لأمن المنطقة واستقرارها وبرؤية وتوافق خليجي واضح.

دعم المعارضة المعتدلة:

     ورغم أن العدوان الروسي على سوريا لم يغير في المعادلة شيئا يذكر إلا أنه زاد معاناة المدنيين السوريين بشهادة العالم، غير أن حلفاء روسيا في المنطقة ما يزالون يتبجحون بأنهم يحاربون الإرهاب، ولكن العديد من الدول العربية والإسلامية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وتركيا ما زالوا متمسكين بدعم المعارضة السورية المعتدلة التي تحاول التخلص من النظام الطائفي، وعليه فإن رئيس الدبلوماسية السعودي أكد مرارا وتكرارا أن دول المنطقة والشعب السوري لا يقبلون أقل من إزالة هذا النظام وإلا فإن الحرب لن تتوقف، وفي سعيه لدعم قضية الشعب السوري أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده تدرس تعزيز دعمها للمعارضة السورية «المعتدلة» وتزويدها بالأسلحة القتالية.

وفي السياق نفسه قال الجبير في مقابلة تلفزيونية: إن على روسيا وإيران الاتفاق على موعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وسبل ذلك، وعلى سحب كل القوات الأجنبية الداعمة له من سوريا.

وأعرب الجبير عن أمله بأن تستغل إيران الإيرادات الإضافية التي ستتدفق عليها بعد الاتفاق النووي في تطوير اقتصادها وليس استخدامها في سياسات عدائية.

     ومن جانبها قالت مصادر بارزة مقربة من الحكومة السورية: إن الهجمات التي يقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم من الضربات الجوية الروسية تسير أبطأ مما كان متوقعا نظرًا إلى زيادة الدعم السعودي للمعارضة، كما تشير مصادر المعارضة أن زيادة الإمدادات بصواريخ تاو للمعارضة كان السبب الرئيس لتوقف الهجوم في سهل الغاب.

تكلفة التدخل الروسي لسوريا

     وفي سياق متصل قال (أنتوني بلينكن) نائب وزير الخارجية الأمريكي: إن تدخل روسيا في الصراع السوري سيعود عليها بعواقب غير متوقعة تجرها إلى مستنقع وتنفر منها المسلمين السنة في أنحاء المنطقة، وأضاف بلينكن المستنقع سيتسع ويزداد عمقا وسيجر روسيا إليه بطريقة أكبر، وسينظر إلى روسيا على أنها في رباط مع الأسد وحزب الله وإيران؛ مما سينفر ملايين السنة في سوريا والمنطقة بل وفي روسيا نفسها.

     وقال (بلينكن): إن تدخل روسيا يمكن أن يزيد من نفوذها على الأسد لكن الصراع سيخلق أيضا حافزا مقنعا لروسيا للعمل من أجل الانتقال السياسي وليس ضده،  وأضاف لن تقدر روسيا على مواصلة هجومها العسكري على كل من يعارض حكم الأسد الوحشي؛ لأن التكلفة ستزداد يوما بعد يوم فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية.

     وتؤكد الدبلوماسية السعودية النشطة في عهد الملك سلمان التي يمثلها الوزير عادل الجبير أن الدور السعودي والخليجي لابد أن يكون واضحا في دفاعه عن قضايا الأمة والحفاظ على أمن المنطقة، كما أنها تتعامل مع الوضع الدولي المعقد بحرفية؛ حيث إنها تقوي تحالفاتها الدولية، ولا تعتمد على طرف واحد وما تزال تحافظ على علاقات متينة مع الولايات المتحدة رغم وجود فجوات في بعض الملفات، ولاسيما بعد أن وضعت إدارة أوباما كل ثقلها السياسي في التصالح مع إيران؛ وعليه فإن الدبلوماسية الخليجية اليوم تمثل خط الدفاع الأول لأمن الأمة العربية، ويجب أن تتحمل هذه المسؤولية وبإمكانها أن تقود الأمة إلى بر الأمان باستخدام مكانتها الدولية وسياستها الهادئة وبدون ضجيج.

  

التخلي عن الأسد

      ذكرت مصادر غربية أن إيران تسعى لدى الولايات المتحدة لمقايضة علاقتها بحليفها بشار الأسد بعلاقة الإدارة الأمريكية مع المملكة العربية السعودية، وذلك رغم نفي المسؤولين الإيرانيين المتكرر أيَّ تقارب مع واشنطن، وقال مصدر صحفي خليجي في تقرير له من واشنطن: إن طهران عرضت على واشنطن استعدادها للابتعاد عن روسيا في سوريا، مقابل تخلّي الولايات المتحدة عن السعودية في الموضوع السوري.

     وذكر موقع (ميدل إيست) أنه وفقا للتقرير، فإنّ مسؤولين أمريكيين كبارا لم يذكرهم أكّدوا أن «الإيرانيين أبدوا استعدادهم للابتعاد عن حليفهم الروسي في سوريا -وهو ما نعتقده- إشارة إلى استعدادهم للتخلّي عن الرئيس السوري بشّار الأسد»، طالبين في المقابل أن يكون «التفاوض حول سوريا حصريا بين طهران وواشنطن»، ما يعني إخراج الرياض وأنقرة وموسكو من المعادلة، وما يعني أيضًا أن يفاوض الأمريكيون باسم المعارضة السورية، من دون الأخذ برأي السعوديين. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إدارة الرئيس باراك أوباما صارت تعتقد أن «إيران تعلّق أهمية على إلحاقها الهزيمة بالسعودية أكبر بكثير من الأهمية التي تعلقها (إيران) على بقاء الأسد في الحكم». وقال مراقبون: إن الهدف الإيراني البعيد المدى هو كسر التحالف التقليدي بين أمريكا والسعودية، وقال مسؤولون أمريكيون: «حتى نكون أكثر دقة.. تعتقد طهران أنه يمكن لنا (أمريكا) الافتراق عن السعودية، في الموضوع السوري على الأقل وإحداث أكبر قدر من القطيعة بين واشنطن والرياض».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك