الحوثيون دخلوا صنعاء!!
اليمن لم يعد سعيدا كما كان ويمر بأسوأ أحواله وظروفه... صحيح أن دول الخليج استطاعت نزع فتيل حرب أهلية في وساطة متميزة، ولكن الإشكال أن دول الخليج قبلت في طيات وساطتها أمورا عديدة قد تفجر الوئام الوطني في أية لحظة، ومنها:
- بقاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح داخل اليمن وتدخله الكبير في الشؤون السياسية؛ مما حول البلاد إلى فوضى من خلال دعمه غير المسبوق للحوثيين.
- تدخل إيران في شؤون اليمن ودعمها القوي للحوثيين بالأسلحة والعتاد والتدريب والتخطيط والتنفيذ.
- تواطؤ وزيري الداخلية والدفاع مع الحوثيين، بل هناك ألوية كاملة تسلم سلاحها للحوثيين.
- لم يقم الجيش والشرطة ولا حتى الحكومة بواجبهم تجاه ما يرتكبه الحوثيون من جرائم كتفجير المساجد في دماج، وقتل طلبة العلم وتفجيرهم، والاستيلاء على مناطقهم وضمها بالقوة إليهم، فلم يصدر من رئيس الجمهورية أو الحكومة قرارات تعدالحوثيين خطرا يهدد الأمن الوطني، وأنها فرقة إرهابية خطيرة، ومطالبة العالم بضمها إلى الحركات الإرهابية الدولية التي يجب للعالم أن يتعاون للقضاء عليها، بل كان هناك سكوت وتواطؤ واضح.
- استغل الحوثيون الفقر الشديد للشعب فقاموا بشراء بعض الشباب بأموال طائلة وضموهم إلى مليشياتهم، فضلا عن شراء بعض القبائل والأفراد وبعض العسكرين؛ مما سهل لهم التغلغل في مفاصل الدولة.
-لم تنجح أي وساطة مع الحوثيين، ولم يلتزموا بأي معاهدة أو وثيقة؛ لأنهم الأقوى في وسط الفرقاء السياسيين الضعفاء، وهمهم تحقيق مصلحتهم الخاصة، و استراتيجيتهم الطائفية، وليس مصلحة البلاد واستقرارها.
- شعور اليمن وحتى دول المنطقة بالعجز وخيبة الأمل من الجيش اليمني بعد سقوط مقراته واستيلاء الحوثيين على أسلحته الثقيلة، وسقوط دماج وحاشد وهمدان، وغيرها من المدن المهمة حتى وصلوا إلى العاصمة بعد أن تم تجاهل خطورة هذه المليشيات العسكرية وعقائدها، ومخططها التوسعي الذي لا يستهدف اليمن فحسب بل يتعدى ذلك إلى أطماع توسعية تهدد أمن دول الخليج واستقرارها.
- فاليمن غير قادر أبدا على منعهم أو الحد من خطورتهم التوسعية أو إيقاف تسللهم للعديد من المناطق والمحافظات وفي العمق الاستراتيجي للمنطقة؛مما يهدد الاستقرار في اليمن وإعلان التمرد، وهذا يتطلب استراتيجية خليجية واضحة لمواجهة التسلل الإيراني في اليمن من خلال الحركة الحوثية.
- استغل الحوثيون شعارات زائفة وكاذبة من البطالة وارتفاع الوقود، وعدم وجود الخدمات، واستغلوا مشاعر البسطاء ودغدغة عواطفهم، واستهانوا بجرائمهم من القتل والهدم والإبادة، والاستيلاء على الممتلكات، ومع هذا كله فلا الحكومة تتصدى لهم ولا العالم يلتفت إلى خطورتهم.
- وأمريكا ترى ما يحدث في اليمن ولكنها فقط تبحث عن القاعدة وإبادتهما تحت شعار (الحرب على الإرهاب) السابق وفي هذا السياق قتلوا الأطفال والنساء، وهدموا المساجد، ومهدوا الطريق للحوثيين بالتدخل في مناطق اليمن المستقرة.
فلا تنفع سياسة الشجب والاستنكار، ولا التصريحات بسلامة اليمن ووحدة أراضيه، ولا ينفع الاستجداء بزعيم الحوثيين بأن يخرج من صنعاء لحفظ ماء الوجه تجاه إيران بينما هي تستمر في سياستها التوسعية ومحاصرة دول الخليج عن طريق لبنان، وسورية، والعراق، واليمن، فضلا عن تدخلاتها المستمرة في البحرين، وعليه فإنه آن الأوان لجمع الكلمة ووحدة الصف، وعدم ترك اليمن يتجرع الألم وتنتزع روحه إلى مثواها الأخير؛ لأن السرطان الإيراني قادم لا محالة ولا يرضيه شيء غير تنفيذ مخططه، ولن يقف عند تلك الحدود، فهل نتدارك ما يمكن تداركه؟!.
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
لاتوجد تعليقات