رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 23 يونيو، 2013 0 تعليق

الحوثيون.. خطر على الخليج

     يتمركز الحوثيون في محافظة صعدة، وقد أنشؤوا عام 1981م اتحاد الشباب الذي يهدف إلى تدريس المذهب على يد بدر الحوثي، ولما فتحت السلطات اليمنية بعد الوحدة عام 1990م التعددية الحزبية، تحولوا إلى تسمية حزب الحق، ووصلوا إلى مجلس النواب في عام 1993م، وبدؤوا في طرد كل من لم ينتم إليهم وأخرجوه من قريتهم بل من المحافظة، وبدؤوا بالتعاون مع إيران في جزر مؤجرة من أرتيريا ودربتهم إيران بدورها على السلاح، وأنشؤوا مدنا وطرقا موصلة تحت الأرض، ويتلقون الدعم المادي لذلك من إيران، وقتلوا مجموعة من رجال الأمن وأخذوا أسلحتهم وتحرشوا بالحدود مع السعودية، وأدخلوا العشرات من المهربين إلى داخل المملكة، وبنت إيران لهم مؤسسات تعليمية ودينية وطبية، وأصبح من يومها الحوثي يدعي الإمامة والمهدية، وشن حرباً لا هوادة فيها على الجنود، ومجموعة كبيرة من الجنود أعلنت انشقاقها واتباعها للحوثي وقامت بسرقة الأسلحة، وكانت معركة دامية مع الجيش وقتل زعيم التنظيم حسين الحوثي، واعتقل المئات، وصادروا الأسلحة، وكانوا قد هرّبوا مجموعة من الأسلحة عن طريق ساحل البحر الأحمر، وسيطروا على موانئ بحرية هناك وقد تدخلت قطر لحل الأزمة عام 2008 في ذلك الوقت.

     الحوثي استطاع جلب الأتباع عندما أقنع مجموعة منهم باتباع الإثنى عشرية ومذهبه والتبعية لإيران، وأن السعودية والخليج يبقون خطرا داهما لابد من القضاء عليهم. وحاول إدخال إيران أكثر من مرة للتفاوض مع الحكومة ومع دول الخليج، واستطاع أن يوجد قنوات فضائية، وأن يخترق كل أجهزة الدولة فأصبح دولة داخل دولة.

     ما فعله الحوثي السيطرة على محافظة صعدة، وإرسال 15 ألفا من أتباعه إلى إيران للتدرب، وإرسال مجموعة مساندة للحرب مع النظام السوري ضد الشعب بحجة حماية الأضرحة وإسقاط دولة السنة والوقوف مع الدولة العلوية، والآن بدأ بقتال كبار الضباط في الشرطة والجيش وخلال الأشهر الـ8 الماضية قتل ما يربو على 240 ضابطا وما زال.

     والعجيب أن أمريكا تقنع الحكومة اليمنية أن القاعدة وراء هذا القتل! رغم قناعة الحكومة اليمنية بأن الذي يقتل هم الحوثيون ويملكون الأدلة الدامغة على ذلك.

     والناس يتعاطفون مع الحويثين؛ لأنهم استطاعوا بالأموال الإيرانية تحسين ظروفهم المعيشية، وبناء مدارس ومراكز صحية، إنشاء حوزات، وإرسال أبنائهم إلى إيران، واستطاع أن يقنع بعض رؤساء القبائل بأنهم ينتمون إلى مذهب تدعمه إيران، وأن الحاكم يختلف معهم، وأن بقاءهم من بقاء إيران وهكذا.. وقد انشغلت الحكومة اليمنية بالتوترات والفوضى الداخلية التي مزقتها وأضعفتها، وإثر ذلك مد الحوثيون يد التعاون مع كل حاقد على الحكومة، وحدث تنسيق كبير بينهم من هذا الباب.

     وفتحت إيران للحوثيين أبواب التواصل العالمي؛ لرفع قضايا حقوق الإنسان بالتعاون مع روسيا والصين اللتين تملكان علاقات متميزة مع إيران، وبدأت مطالباتهم بإيجاد حكم ذاتي حتى ينعموا بالحرية والاستقلال. وهم يشكلون خطرا على السعودية والخليج وتهديداتهم واضحة ومباشرة، وإذا تمكنوا أحدثوا ما اقترفوه في سورية والبحرين، والآن ما حدث ويحدث في اليمن الشقيق.. فآن الأوان لأن تراجع دولنا قانون العمالة وجلبهم إلى البلاد، والنظر إلى وضع مربع يكتب الديانة والمذهب؛ حتى نعيش في أمان في دولنا، ونرد الحاقدين والحاسدين المتآمرين علينا في نحرهم، ووضع حد للقنوات الفضائية السيئة التي تثير الفتن، وكذلك الصحف والمواقع التي تنفخ في موقد الطائفية التحريضية التي لها ولاءات خارجية خطيرة وفتاكه ولا نريدهم أن يعودوا إلى أرضنا، وتنقية الصفوف منهم؛ لنحمي الجبهة الداخلية فلا تؤثر على النسيج الداخلي، ونرجع أهل الفتنة والفساد والزيغ والعناد، وحتى نظهر مخططاتهم لينتبه الغافلون.

نسأل الله أن يحمي ديارنا وديار المسلمين منهم وأن يجعل بلادنا في أمن وأمان، ويجعل كيد الأشرار في نحرهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك