الحوار من أهم وسائل الاتصال
إن الحوار من وسائل الاتصال المهمة في حياة الأمم من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير، وبالحوارات الراقية السليمة تتقدم الأمم وتبلغ المعالي وتنشأ الأجيال .
ولا يخفى عليك -عزيزي القارئ- أن الحوار من أهم وسائل الاتصال بين البشر ولكن! أي حوار ؟ هل هو حوار التهجم والتهكم والشتم والتلفظ بالألفاظ البذيئة النابية؟ أم الحوار الراقي الهادف اللائق بأشخاصه؟
إن ثقافة الحوار من السهل جداً أن يثقف الإنسان بها نفسه، إنها علم كسائر العلوم التي يتعلمها الإنسان ويكتسبها وتصبح سمة في شخصيته لصيقة به، كل علم وتقنية على وجه الأرض فيها من السلبيات والإيجابيات وهذا بشهادة العلماء ، إن إيجابيات العلوم المدنية والأدبية والتكنولوجية والعلمية 90% والسلبيات 10% ولكن مع الأسف كثير من الناس تستحسن السلبيات والنواقص في أي علم وتبدأ باستخدام الـ 10% وتصبح ثقافة سائدة في المجتمعات، إلى أن تصبح ظاهرة سيئة، ومنها لغة الحوار المتدني ما بين الأشخاص أياً كان توصيفهم وأعمارهم .
إن الحوار الهادئ دليل على احترام الشخص لذاته واحترامه للآخرين وتقبل الرأي الآخر ما دام هذا لا يمس الثوابت في العقيدة ، وللحوار أساليب وطرق متعددة، كما له من الآداب التي لو التزم بها المحاور لما وصل الحوار إلى حد النقاش الحاد غير المجدي وقد يصل إلى العداء ما بين الطرفين المتحاورين.
لماذا التشنج في الحوار؟ لا بد من احترام شخصية المحاور وملاطفته ولا نتهاون بأفكاره وما لديه من آراء. ولماذا لا نكون مرنين في الحوار؟ بحيث نقابل الفكرة بالفكرة ونصححها أو نكمل عليها ، وإذا أردنا الوصول إلى الحوار السليم الصحي الخالي من السلبيات والمعوقات فلا بد من الصبر على فكرة المحاور حتى لو اعتقدنا خطأها منذ البداية؛ لأن الحوار أحد أساليب تغذية العقل بالأفكار وكأن الإنسان يقرأ ولكن بتحديد وتجديد . إن الموضوعية في الحوار تجبر كلا الطرفين على اتباع المنهج العلمي وقبول الرأي الآخر إذا كان مقنعاً .
فلننبذ التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص فهو ظاهرة تمثل انحرافاً مرضياً؛ لأن التعصب ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر الحق لنفسه ، والمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له، بل يقبله كما هو بأخطائه ومعايبه؛ لذا فلا يمكن لمتعصب أن يتواصل إلا مع من يردد نفس مقولاته ويعتقد نفس أفكاره؛ لذا لزمنا عدم التسرع في إصدار الأحكام على الغير من دون روية وعدم وضوح الرؤية؛ لأن ذلك قد يوقع المتسرع في أخطاء وحرج هو في غنى عنه .
M.alwohaib@gmail.com
لاتوجد تعليقات