
الحلقة الثانية – المتاحف الإسلامية نوافذ الحضارة وعبق التاريخ
- تتألف مجموعة مقتنيات متحف الفن الإسلامي في قطر من أكثر من 11000 قطعة فنية من ثلاث قارات تغطي فترة زمنية تمتد 13 قرناً من الزمان
- توفر مكتبة متحف الفن الإسلامي-قطر- أكثر من 22000 كتاب ما يجعل مجموعة المتحف إحدى أكبر المجموعات في المنطقة
- يعد المتحف الإسلامي في الشارقة صرحاً عظيماً يحفظ أبرز الآثار الدينية من قطع واختراعات واكتشافات تروي عظمة الحضارة الإسلامية في العديد من القرون
- يعدّ متحف الفن الإسلامي بالقاهرة أحد أكبر المتاحف المتخصصة في العالم حيث يحتوي على أكثر من 100 ألف تحفة تراثية من مختلف العصور ما يجعله منارة تاريخية
- المتاحف الإسلامية ليست فقط أماكن لعرض التراث بل هي وسيلة فاعلة للحفاظ على الهوية الإسلامية وتوثيق التاريخ ونقل الرسائل الحضارية للعالم
- متحف الآثار الإسلامية في القدس من المعالم الرئيسة المهمة في المسجد الأقصى المبارك ومن رموز الحضارة الإسلامية وفنونها الرائعة وقد أنشئ عام 1923
- يحتوي متحف الفن الإسلامي بماليزيا على ما يفوق 7000 قطعة فنية وأثرية متنوعة من التحف والمعروضات الفنية التي يمتد تاريخها للعديد من العصور المختلفة
- يعد المتحف الإسلامي في اسطنبول من أندر المتاحف في العالم من ناحية المخطوطات المعروضة وتصل أعدادها إلى 15 ألف مخطوطة
تطرقنا في الحلقة الماضية إلى أهمية المتاحف الإسلامية وأنواعها، ودورها في حفظ التراث وربط الحاضر بالماضي، وأهم التحديات التي تواجهها، وسبل النهوض بالمتاحف الإسلامية، ثم عرّجنا على نماذج مهمة منها وهي: دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت، ومتحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، ونكمل في هذا العدد ما بدأناه، وليس ما يذكر من متاحف في هذا الملف سوى نماذج فقط، ولن نستطيع في هذه العجالة تغطية جميع متاحف الآثار الإسلامية ومعارضها حول العالم.
ثالثا: متحف الفن الإسلامي - قطر
افتُتح متحف الفن الإسلامي عام 2008 م، بوصفه واحداً من أول مشاريع متاحف قطر المعنية بحفظ مجموعة قطر العالمية للفن الإسلامي، والتي تضم محتويات يمتد تاريخ بعضها إلى نحو 1300 عام، ويقدمها في معارض استثنائية. يقع متحف الفن الإسلامي في قطر على الكورنيش، في العاصمة الدوحة، وقد اكتسب ذلك المتحف - الذي صممه المهندس المعماري الصيني الأميركي الشهير، (آي إم باي)- شعبية واسعة في المنطقة والعالم، وبات يجذب آلاف الزوار سنويا، وقد قمنا بزيارته مؤخرا للاطلاع على تلك التحفة المعمارية والتراثية الرائعة. ويقدم متحف الفن الإسلامي برنامجاً متجددا من المعارض التي تسلط الضوء على تراث الثقافات الإسلامية من جميع أرجاء العالم، فضلاً عن أنشطة تعليمية موسّعة للأطفال والعائلات، ما يجعل المتحف جزءاً حيويا من المجتمع.المتحف بحلته الجديدة:
وضع متحف الفن الإسلامي اللمسات الأخيرة على مشروع الحلة الجديدة لمرافقه، وإعادة تصور قاعات العرض الخاصة بالمجموعات الدائمة وتركيبها، ما وفر تجربة وخبرات تعليمية وثقافية أكثر تفاعلاً وسهولة. وأعيد تصميم قاعات العرض التي تضم مجموعة المتحف؛ بحيث تقدم مساراً شاملاً للزوار، مع تطوير محتوى تفسيري موسع يضع الأعمال ذات الحيثية ضمن سياقها، فضلا عن توفير موارد جديدة متنقلة وملائمة للأطفال، ما جعل المتحف أكثر قرباً من العائلات والزوار الصغار، حتى تتوافق التحسينات التي أجريت على المبنى، مع رؤية المصمم «آي إم باي»، كما تعاون المتحف مع شركة (ويلموت وشركاؤه) الفرنسية للتصميم الداخلي والهندسة المعمارية، التي سبق واستعان بها آي إم باي.مجموعة المقتنيات:
تتألف مجموعة مقتنيات متحف الفن الإسلامي من أكثر من 11000 قطعة فنية من ثلاث قارات، تغطي فترة زمنية تمتد 13 قرناً من الزمان، وتعد المقتنيات واحدة من أهم مجموعات الفن الإسلامي على مستوى العالم، وذلك من القرن السابع وحتى القرن العشرين للميلاد، من المخطوطات، والخزف، والمشغولات المعدنية والزجاجية، والعاجية، والخشبية، فضلا عن المنسوجات والأحجار الكريمة، وقد جُمعت قطع المجموعة من ثلاث قارات، وشملت دولاً من الشرق الأوسط وصولاً إلى إسبانيا والصين.الإعارات الدولية والمعارض المتنقلة:
يعير متحف الفن الإسلامي بانتظام قطعاً فنية، سواء على نطاق محلي أو عالمي، وذلك دعماً لمعارض الفن الإسلامي. ويقدم متحف الفن الإسلامي عدداً كبيراً من الفعاليات والأنشطة للزوار، سواء حيّة أم افتراضية؛ بحيث يمكنهم -من خلالها- خوض تجربة الفن الإسلامي والتعرف عليه، ويوفر المتحف فرصاً تعليمية لجميع الفئات العمرية، بما في ذلك ورش العمل ودورات الخط العربي والفن، وندوات وجولات بصحبة القيمين، ونوادي الكتب، وأنشطة الزيارات العائلية، ويتم إعداد برامج وجولات ومواد مخصصة لكل معرض من المعارض الخاصة. يمكن للزوار أيضاً معرفة المزيد حول مجموعات المتحف من خلال منصة غوغل للفنون والثقافة (Google Arts & Culture) ومن خلال موقع متحف الفن الإسلامي الذي يضم أنشطة على الإنترنت ومعلومات متنوعة: (https://mia.org.qa/ar/visit).مكتبة متحف الفن الإسلامي:
توفر مكتبة متحف الفن الإسلامي أكثر من 22000 كتاب، ما يجعل مجموعة المتحف من الكتب التي تتناول الفن الإسلامي إحدى أكبر المجموعات في المنطقة، وتحتوي المكتبة على كتب ودراسات متخصصة في الفن الإسلامي، وكتب مرجعية فنية، وكتالوجات لمجموعات المتاحف والمعارض، ودوريات علمية عن الفن بما في ذلك كتالوجات المزادات، كما تتوفر أيضاً مجموعة متميزة من الكتب المخصصة للأطفال مع برامج تقام بناءً عليها، كما تقدم المكتبة معارض خاصة بها في نسخ رقمية، كمعرض (أختام الكتب)، المخصص لعرض تقاليد ملكية الكتب من خلال مجموعة الكتب النادرة بالمتحف.معلم معماري وتحفة هندسية:
يرتفع المتحف، الذي يُعد معلماً معماريا من تصميم آي إم باي، وسط البحر بالقرب من كورنيش الدوحة، ويرتبط بالشاطئ عبر جسرين للمشاة وجسر للسيارات، وتمتد خلف المتحف شبه جزيرة هلالية الشكل، تشمل فضاءً رائعاً للتنزه، وتتميز بإطلالة ساحرة، ويتكوّن المتحف من بناء مركزي ذي خمسة طوابق ومركز تعليمي ملحق من طابقين، ويتصل البناءان ببعضهما من خلال الفناء المركزي، وبذلك يرتفع البناء المركزي بشكل هندسي لافت حول ردهة مركزية فسيحة، تتوسطها قبّة يبلغ ارتفاعها 50 متراً (164 قدما).رابعا: المتحف الإسلامي - الشارقة
يعد المتحف الإسلامي في مدينة الشارقة - بدولة الإمارات العربية المتحدة - صرحاً عظيماً، يحفظ أبرز الآثار الدينية من قطع واختراعات واكتشافات، تروي عظمة الحضارة الإسلامية في العديد من القرون.وعند الإشارة إلى عدد متاحف الشارقة البالغة 16 متحفا، لا بد من الحديث أولاً عن المتحف الإسلامي المليء بعبق الماضي الذي يعكس عظمة الحضارة الإسلامية. ويعدّ هذا المتحف من أبرز المعالم السياحية الموجودة في العالم؛ حيث يقصده كثير من الأشخاص الراغبين في دراسة التاريخ الإسلامي العريق، والتعرف على إنجازات المسلمين عبر هذا التاريخ. ويتألف متحف الفن الإسلامي في الشارقة من 5 طوابق، وقد بني على مساحة 480.000 قدم مربع، وبتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من 300 مليون دولار.مبنى أثري ومعلم سياحي:
يعدّ المتحف الإسلامي من أشهر المناطق السياحية في الإمارات العربية المتحدة، وهو مبنى أثري يقع في مدينة الشارقة التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث افتتح لأول مرة في منطقة التراث في عام 1996، لتُنقل مقتنياته -فيما بعد- إلى مبنى سوق المجرة، ويُحدَّث أسلوب العرض الموجود فيه، وتُضاف مقتنيات جديدة، ثم أُعيد افتتاحه في 6 يوليو من العام 2008 باسم متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.أقسام المتحف الإسلامي:
يضم المتحف 6 أقسام، يحتوي كل منها مجموعة من الآثار والتحف التي تعود إلى العصور الإسلامية الذهبية، وهذه الأقسام هي:- صالة أبي بكر للعقيدة الإسلامية:
- صالة ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا:
- صالة الفنون الإسلامية
- معرض التراث الإسلامي:
- صالة المجرة للمعارض المؤقتة:
خامسا: متحف الفن الإسلامي - القاهرة
يعدّ متحف الفن الإسلامي أحد أكبر المتاحف المتخصصة في الفن الإسلامي في العالم؛ حيث يحتوي على أكثر من 100 ألف تحفة، تشمل فروع الفن الإسلامي في مختلف العصور، ما يجعله منارة تاريخية، ويمتاز المتحف بإلمامه بتاريخ الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم المختلفة، مثل: الطب والهندسة والفلك، ويقع المتحف في ميدان باب الخلق، أحد أشهر ميادين القاهرة التاريخية. وقد بدأت فكرة إنشائه في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1903، ثم أغلق المتحف لتطويره عام 2003، وأعيد افتتاحه عام 2010، ثم تضرر مبني المتحف وحوالي 179 قطعة من مقتنياته عام 2014، ثم تم إعادة افتتاحه عام 2017. يضم المتحف أكبر مجموعة لقطع أثرية من الفنون الإسلامية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي؛ حيث تنوعت موضوعاتها في الفلك والطب والعمارة وغيرها، كما تنوعت مواد صناعتها من أعمال خشبية وقطع خزفية مزينة ومخطوطات، ويُعد مفتاح الكعبة الذي يرجع إلى العصر المملوكي من أهم كنوز المتحف. كما يضم المتحف مكتبة بالدور العلوي، تحوي مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة باللغات الشرقية القديمة، مثل الفارسية والتركية، ومجموعة أخرى باللغات الأوروبية الحديثة والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، إضافة لمجموعة كتب في الآثار الإسلامية والتاريخية، ويبلغ عدد مقتنيات المكتبة أكثر من 13000 كتاب.أقسام المتحف:
ينقسم المتحف الإسلامي -تبعاً للعصور والعناصر الفنية والطراز- إلى الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ويصل عدد المخطوطات في المتحف إلى 1170 مخطوطة نادرة، تنتمي لإيران ومصر والمغرب والهند وإسبانيا وغيرها. يشتمل المتحف على 10 أقسام تبعا للعناصر الفنية، وهي: المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخارف والحلي والسلاح والأحجار والرخام. أقدم مصحف أموي: ويحتوي قسم المخطوطات على أقدم مصحف، يرجع إلى العصر الأموي في القرن الأول وبداية الثاني الهجري، وهو مكتوب على عظم الغزال ودون تشكيل أو تنقيط، فضلا عن مجموعة من المصاحف الفريدة المزينة بزخارف بأساليب فنية متنوعة، منها الضغط والتذهيب والتلوين والتخريم والتفريغ. ومن المخطوطات النادرة التي يضمها المتحف كتاب (فوائد الأعشاب) للغافقي، ومصحف نادر من العصر المملوكي، وآخر من العصر الأموي مكتوب على رق الغزال، فضلا عن نحو 70 نوعاً من الخطوط.أقدم دينار إسلامي
ويوجد بالمتحف مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف، وأقدم دينار إسلامي عُثر عليه حتى الآن، ويعود إلى عام 77 هجرية، ومجموعة متميزة من المكاحل والأختام والأوزان، تمثل بداية العصر الإسلامي الأموي والعباسي، ونياشين وأنواط وقلائد من العصر العثماني وأسرة محمد علي.سادسا: متحف الآثار الإسلامية في المسجد الأقصى
يعد متحف الآثار الإسلامية من المعالم الرئيسة المهمة في المسجد الأقصى المبارك، ومن رموز الحضارة الإسلامية وفنونها الرائعة، وقد أنشئ بقرار من المجلس الإسلامي الأعلى عام 1923؛ بهدف حفظ وإبراز الآثار الإسلامية في القدس الشريف، ويضم المتحف العديد من القطع الأثرية والفنية التي تعبر عن كنوز الحضارة الإسلامية، ويقع في الزاوية الجنوبية الغربية من ساحة المسجد الأقصى. كما يضم مجموعة نادرة من المصاحف والوثائق المملوكية، ويبلغ عدد المصاحف الشريفة فيه 266 مصحفًا، أقدم هذه المصاحف مصحف مكتوب بالخط الكوفي، يعود إلى القرن الرابع للهجرة، وأضخمها مصحف مملوكي للسلطان (برسباي)، أوقفه على قبة الصخرة، أما الوثائق المملوكية فيبلغ عددها حوالي 1000 وثيقة، تتعلق بشؤون الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ويتميز المتحف الإسلامي بأنه يحوي مجموعة من الكنوز الفنية التي قُدمت على شكل هدايا، وأخرى نُقلت من المسجد الأقصى وعمائره بعد إجراء الترميمات، أو من المسجد الإبراهيمي، رغبة في حفظ هذه التحف في مكان مناسب لتعرض على جمهور أوسع من الزوار والسائحين؛ لذا فإن أغلب تحف المتحف لها علاقة مباشرة بتراث المسجد الأقصى والقدس وفلسطين. وفي المتحف مجموعة من الأخشاب الأموية وبقايا من منبر نور الدين، الذي أُحرق في حريق المسجد الأقصى عام 1969، وكنز من الوثائق المملوكية النادرة التي لا مثيل لها في المتاحف الأخرى.سابعا: المتحف الاسلامي - اسطنبول - تركيا
يقع متحف الآثار الإسلامية الذي يضم عددًا كبيرًا من الآثار الإسلامية التركية والمخطوطات القديمة في ميدان السلطان أحمد بمدينة اسطنبول التركية. وقد كان هذا المتحف في البداية قصرًا خاصا لإبراهيم باشا، وهو وزير وزوج ابنة السلطان سليمان القانوني، وفي عام 1983 حُول المتحف من كلية السليمانية إلى هذا القصر ليكون متحف الآثار الإسلامية التركية قائمًا بذاته. حيث يعد ذلك المتحف من أندر المتاحف في العالم من ناحية المخطوطات المعروضة، التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثامن والتاسع عشر، وتصل أعدادها إلى 15 ألف مخطوطة، وإلى جانب ذلك تُعرض فيه قبعات فخمة، وسجادات، تمثل حضارات وثقافات مختلفة للشعب التركي.ثامنا: متحف الفن الإسلامي - ماليزيا
يعد متحف الفن الإسلامي في (كوالالمبور) بماليزيا أحد أهم رموز السياحة الإسلامية في جنوب شرقي أسيا، وقد جاء المتحف شاملا للعديد من التحف والمعروضات الفنية الجميلة التي يمتد تاريخها للعديد من العصور المختلفة، ويحتوى على ما يفوق 7000 قطعة فنية وأثرية متنوعة، ويحتوى المتحف أيضاً على مكتبة تضم في محتواها مجموعة من الكتب الإسلامية المهمة، وقاعة القرآن الكريم، وتعرض فيها مجموعة من المصاحف والمخطوطات الإسلامية التي كُتبت بشكل أنيق وجميل، ومن أشهر المعروضات الموجودة في هذه القاعة مصحف قديم يرجع تاريخه إلى القرن 10 هـ، كان قد نُسخ في أوزبكستان، والمصحف المملوكي والعديد من المعروضات النادرة الأخرى. والقاعة الهندية التي تحمل عددا من المجوهرات الهندية الفريدة، ومجموعة أخرى من الأسلحة المزينة بطريقة جميلة، وعدد من مقابض الخناجر التي زُينت بالمجوهرات. والقاعة الصينية التي تحتوي على مجموعة متنوعة من السراميك الذى زُين بالعديد من النقوش الإسلامية الفريدة، المزهريات ومشاعل البخور المزينة بالنقوش الإسلامية. وقاعة الملايو التي تشتمل على مجموعة من المعروضات الفريدة المتمثلة في الحرف الخشبية والمعدنية، التي تم زُينت بشكل كبير مثل الأواني النحاسية والأطباق والخناجر والرماح والمشربيات والمحاريب وغيرها من المعروضات الجميلة.طيف المتاحف الإسلامية حول العالم:
تتنوع المتاحف الإسلامية في الدول العربية والإسلامية، وتتعدى ذلك لتصل إلى أقاصي الشرق والغرب، ومن ذلك على سبيل المثال في المملكة العربية السعودية وحدها ما يلي:- متحف الحرمين الشريفين: وهو أحد متاحف منطقة مكة المكرمة، ويتبع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، تأسس في عام 1999، وهو معرض يعنى بالحرمين الشريفين، والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور، ويتكون المعرض من سبع قاعات، تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين، وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة، ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.
- متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي: متحف تابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أسس في مدينة الرياض عام 1983م (1403هـ)، ويحتوي المتحف على قطع فنية عربية وإسلامية من جميع أنحاء العالم، وأقام المتحف أول معرض عام 1985م بعنوان (وحدة الفن الإسلامي).
- متحف الوحي: هو مركز حضاري وثقافي، يقع في جبل النور بمدينة مكة المكرمة، يهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ البعثة النبوية، ويتضمن عرضًا لتاريخ ما قبل الإسلام حتى الوقت الحاضر وكل ما يتعلق بسيرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
- متحف المدينة المنورة: هو متحف يقع في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، الذي أُسس عام 1983، ويعرض تراث المدينة وتاريخها، ويضم مجموعات أثرية مختلفة ومعارض بصرية وصورا نادرة تتعلق بالمدينة المنورة عبر العصور، ويعرض المتحف حوالي 2000 قطعة أثرية نادرة، تجسد تراث المدينة وثقافتها، وتوثق المناظر الطبيعية والسكان، وكيف تكونت المدينة على مر العصور.
- متحف واحة القرآن الكريم - المدينة المنورة -: هو متحف تاريخي ومركز ثقافي تعليمي للقرآن بأحدث التقنيات، وهو الذي أنشئ ليكون معلما حضاريا وثقافيا بارزا على خريطة العالم الإسلامي؛ بحيث يعكس الأهمية الكبيرة التي تحتلها المدينة المنورة في العالم الإسلامي، وأن يكون معلماً عالميا وثقافيا ودعويا ومركزا إسلاميا مهما، وواجهة حضارية مشرقة تعكس تاريخ الدين الإسلامي وعراقته وتاريخ الحضارة الإسلامية، وتسليط الضوء على دور القرآن الكريم في نشر رسالة الإسلام، ونشر العلم والمعرفة للإنسانية جمعاء، من خلال عرض ما يتعلق بتاريخ القرآن الكريم ومراحل والأحكام والإعجاز والقصص، وأيضاً العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم سواء كانت مما تخدم القرآن الكريم في فهم قضاياه وأحكامه ومفرداته.
- متحف الدينار الإسلامي: وهو أحد متاحف منطقة مكة المكرمة، وهو أول متحف بمكة المكرمة يهتم بالنقود الإسلامية.
- عربيا ودوليا: المتحف الإسلامي (طرابلس)، والمتحف الإسلامي الأسترالي، المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية، والمتحف الوطني للفن الإسلامي برقادة، ومتحف آغا خان للفنون الإسلامية (كندا)، ومتحف أذربيجان (تبريز)، ومتحف أمريكا للتراث الإسلامي، ومتحف إسطنبول الأثري، ومتحف الخزف الإسلامي، ومتحف الفن الإسلامي (غزنة) بأفغانستان.. الخ.
الخاتمة:
المتاحف الإسلامية مؤسسات أساسية ومهمة؛ للحفاظ على التراث الإسلامي المادي والمعنوي؛ حيث تسهم تلك المتاحف - من خلال مقتنياتها الفريدة وجهودها المستمرة في التعليم والحفاظ والتوثيق- في إبقاء الحضارة الإسلامية حية ومؤثرة على الصعيد العالمي، وتعد الأمثلة السابقة شاهداً على أهمية هذه المؤسسات، ودورها المحوري في حفظ القيم الإسلامية ونشرها وكذلك التراث الثقافي. فالمتاحف الإسلامية ليست فقط أماكن لعرض التراث، بل هي وسيلة فاعلة للحفاظ على الهوية الإسلامية، وتوثيق التاريخ، ونقل الرسائل الحضارية للعالم، ويمكن لهذه المتاحف أن تصبح منصات عالمية لنشر قيم الإسلام الثقافية والإنسانية، وأن تستمر في أداء دورها بوصفها حامية للتراث عبر العصور، كما أنها تحمل مسؤولية كبيرة في حماية التراث الإسلامي وإحيائه وتعريف العالم به، وذلك من خلال تطوير أساليب العرض، واستغلال التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التعاون الدولي.
لاتوجد تعليقات