الحفاظ على الأمن في منظومة مجلس التعاون الخليجي الحلقة (7)الثورات نشأتها ومفهوم الثورة الإصلاحية
لا شك أن الهاجس الأمني أخذ يحتل المرتبة الأولى على الأصعدة جميعها على مستوى العالم ولاسيما في منطقة الخليج الملتهبة، التي تتصارع على رمالها جميع الدول الكبرى، ويتنافس على ثرواتها كل طامع وحاقد، لقد شاهدنا خلال السنوات القليلة الماضية نشوء العديد من الحركات الإرهابية والمتطرفة التي لم نسمع بها من قبل وممارستها لأبشع الجرائم بحق الإنسانية من تفجير المساجد والمجمعات التجارية، ونحر البشر وإشاعة الفاحشة وغيرها من الجرائم البشعة التي يشيب لها الولدان. وإيمانا من مركز ابن خلدون للدراسات الاستراتيجية بأهمية التركيز على موضوع الأمن وبيان انعكاساته على جميعها نواحي الحياة فقد أفرد المركز هذه الدراسة المهمة بعنوان: (الحفاظ على الأمن في منظومة مجلس التعاون ودور العلماء) التي تتناول الكثير من المواضيع المتعلقة بالأمن على مستوى الخليج العربي والدول العربية، وتربط الدراسة ما بين الإيمان بالله -تعالى- وتطبيق شريعته وما بين الإعداد المادي والمعنوي، والأخذ بجميع الأسباب الممكنة لتحقيق الأمن.
مبدأ الثورات كان مما سمي بالثورة الإصلاحية التي قام بها (مارتن لوثر) ضد الكنيسة الغربية الكاثوليكية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي، كذلك الثورة الفرنسية التي قام بها (نابليون الأول) عام 1789م، التي كانت تنادي بالشعارات الماسونية نفسها: الحرية، والوحدة، والمساواة، الإخاء.
فالثورة: لطالما مجدها الشيوعيون وجعلوها مبدأ يسعون من خلاله للسيطرة على العالم بأسره، ومن قبلهم الفرنسيون كما سبق، التي قامت ثورتهم على أساس إقصاء الدين، ومحاربته بلا هوادة، ثم تسرب هذا الاسم الإجرامي الإلحادي، وكان ضمن ما غزا به هؤلاء الملاحدة أهلَ الإسلام من غزو ثقافي في جميع مناحي الحياة، وجاء من تبع هؤلاء من أبناء ملتنا الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وصبغوه بالصبغة الشرعية، كما صبغوا الديمقراطية الخبيثة الملحدة وغيرها بهذا.
والثورة عادة داخلية، ضد الحكام، وأما الجهاد فضد أعداء الإسلام، والثورة فوضى، وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فله ضوابطه وشروطه، وأهدافه السامية، وهو يظهر الدين ويصلح الله به الأمم، ويعلي كلمة الله، ويأتي بالرزق والخير، وأما الثورات فهي تهدم وتدمر الدين والدنيا، وتأكل الأخضر واليابس.
فتاوى أهل العلم في الثورات والمظاهرات والاعتصامات
فتوى العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ
قال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله -مفتى المملكة السعودية-: «ثم التكلم بالاستبداد دائماً سنة الإفرنج، ثم تجد في البلدان التي تنتسب إلى الإسلام إذا نسب عنه قطع اليد في السـرقة قالوا: وحشية، وحشية، ويقولون: استبداد، هم لعبوا بالدين والعقائد والنشء كل ملعب، لكن من أجل استيلاء المادة عليهم».
فهذه سياسة الإسلام للشعوب مع ولاة أمورها، لما يترتب على منازعة الوالي من ذهاب الإسلام، وتسلط الأعداء، وإراقة الدماء، والفوضى، وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال، كما هو مشاهد الآن في كثير من البلاد العربية وغيرها، وكل انقلاب يحدث، يذهب فيه عشـرات الألوف من الناس، كما هو مشاهد الآن في مصر، والعراق، وسوريا، واليمن، والجزائر، وغيرها نسأل الله السلامة.
فتوى العلامة ابن حميد رحمه الله
قال -رحمه الله-: «الذين يقول في وصفهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه «وسائر الناس همج رعاع أتباع كل ناعق» ؟!
الذين لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، فهم أتباع كل ناعق ضد الدين، أتباع كل ناعق ضد السياسة، أتباع كل ناعق ضد الأخلاق وحسن السيرة، أتباع كل ناعق ضد الأمن والطمأنينة.
أتباع كل ناعق ضد الملوكية والولايات الشرعية، أتباع كل ناعق بالفتن، أتباع كل ناعق بالحرية المزعومة الغربية، أتباع كل ناعق بسقوط المروءات، أتباع كل ناعق وإن جهلوا غاية الناعق، ومبدأه ومقاصده، كما يقول المفتون في قبره: سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
الإسلام يقول: «من أهان إمام المسلمين أهانه الله»، والإسلام يقول: «السلطان ظل الله في أرضه، فمن خرج على الإمام يريد نصرة الإسلام بزعمه فهو كاذب، ما لم يعين ما أخل به الإمام، ويناصحه سراً مراراً، ثم يعلن له ذلك عند العجز عنها في السر.
فهذه سياسة الإسلام للشعوب مع ولاة أمورها؛ لما يترتب على منازعة الوالي من ذهاب الإسلام، وتسلط الأعداء، وإراقة الدماء، والفوضى، وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال، كما هو مشاهد الآن في كثير من البلاد العربية وغيرها، كل انقلاب يحدث، يذهب فيه عشرات الألوف من الناس، كما هو مشاهد الآن في مصر، والعراق، وسوريا، واليمن، والجزائر، وغيرها نسأل الله السلامة».
فتوى العلامة ابن باز -رحمه الله
قال -رحمه الله-: «الأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق، وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات.
ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شراً عظيماً على الدعاة؛ فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة.
فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله، وليس هناك طريق أصلح للدعوة من طريق الرسل فهم القدوة، قال تعالى: ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ" (الأحقاف/35- الآية" .
فتاوى العلامة الألباني -رحمه الله
ونقل فضيلة الشيخ مشهور آل سلمان أقوالاً للعلامة الألباني -رحمه الله- مفرغاً من أشرطة متفرقة قال عن هذه الثورات التي وقعت في الجزائر: «إنّ هذه جزئية من الكليّة، أخطرها هو هذا الخروج الذي مضى عليه بضع سنين، ولا يزداد الأمر إلا سوءاً».
ويقول في جواب سؤال عن استخدام الثوار للمتفجِّرات التي تودي بحياة العشرات: «جوابنا واضح جدّاً، أنّ ما يقع في الجزائر وفي مصـر وغيرهما هو سابقٌ لأوانه أولاً، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً ثانياً»، وقال بعد كلام: «فكلّ الجماعات التي تدَّعي الانتساب إلى السلف، إذا لم يعملوا بما كان عليه السلف، ومن ذلك ما نحن بصدده أنه لا يجوز تكفير الحكام، ولا الخروج عليهم، فإنما هي دعوى يدّعونها، هذه مسألة واضحة البطلان جدّاً».
فتوى العلامة ابن عثيمين -رحمه الله
وقال شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-: «وإنما ضيَّق النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، أي: الخروج على الأئمة بهذه القيود التي قد يظنها بعض الناس صعبة؛ لأن ما يترتب على الخروج أشد ضرراً مما هم عليه، وأنتم تشاهدون الآن ما حصل من الثورات، هل كانت الشعوب أسعد بعد الثورة منها قبل الثورة؟ أبداً، بل بالعكس. فالمهم أن ننصح إخواننا المسلمين بعدم التسرع».
فتوى العلامة صالح ابن غصون -رحمه الله
وممن أفتى بتحريم المظاهرات، فضيلة الشيخ صالح بن غصون -رحمه الله- كما في كتاب: (الفتاوى الشرعية في القضايا العصـرية)(ص184)، فقال: «أما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك -والعياذ بالله- أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج، ففرق بين دعوة أصحاب النبي وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة وبالموعظة وببيان الحق وبالصبر واحتساب الأجر، ودعوة الخوارج بقتال الناس وسفك دمائهم وتكفيرهم وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين، هذه أعمال خبيثة، وأعمال محدثة.
والأولى للذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانبونَ ويُبعد عنهم ويساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة والفرقة نقمة وعذاب والعياذ بالله.
لكن أهل البلد الآن أحزاب وشيع، تمزقوا واختلفوا، ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم على بعض، هذا مسلكٌ بدعي ومسلك خبيث، ومسلك جاء عن طريق الذين شقوا العصا والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب] ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح وهم رأس الفساد ورأس البدعة ورأس الشقاق فهم الذين فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين، ولو ذهب هؤلاء لم يأتِ أحسن منهم، لو ذهب هذا كله، لجاء أسوأ منه فإنه لا يأتي عامٌ إلا والذي بعده شرٌ منه...».
فتوى العلامة صالح الفوزان حفظه الله
قال العلامة الفوزان -حفظه الله-: «وهذا حتى عند الكفار، إذا قاموا على ولي أمرهم وخرجوا عليه، فإنه يختل أمنهم ويصبحون في قتل وقتيل، ولا يقر لهم قرار، كما هو مشاهد في الثورات التي حدثت في التاريخ، فكيف بالخروج على إمام المسلمين؟».
فتوى العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله
وقال شيخنا العلامة العباد -حفظه الله-: «لا أعلم في الشـرع ما يدل على جواز الاعتصامات والمظاهرات التي استوردها كثير من المسلمين من بلاد الغرب وقلدوهم فيها، ويترتب على هذه المظاهرات مفاسد أقلها التضييق على الناس في طرقاتهم، يصاحبها أحياناً مظاهرات مضادة ينتج عنها وجود قتلى وجرحى، وقد ينتج عن ذلك سلب ونهب وإخافة للآمنين، ولا يعني حصولها من بعض المتظاهرين تأييد الشعوب لها، لاسيما إذا كان المتظاهرون لهم توجهات معينة ومآرب خاصة».ا-هـ.
فتوى اللجنة الدائمة
واللجنة الدائمة أصدرت فتوى، قالت: «ننصح كل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالاً ولا نفساً ولا عرضاً، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، ويأمن على نفسه وعرضه وماله. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عضو : بكر أبو زيد، عضو: صالح الفوزان، عضو: عبد الله بن غديان، نائب الرئيس : عبدالعزيز آل الشيخ، الرئيس: عبدالعزيز بن عبد الله بن باز».
فتوى العلامة الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله
قال العلامة تقي الدين الهلالي -رحمه الله: «فبشـر الشعب الذي أصيب بمثل هذه الثورات بعذاب أليم، ومن يمدح مثلها أو يتمنى حدوثها في وطنه فهو غاش لقومه ساعٍ في هلاكهم». من كتاب: (التقدم والرجعية).
فتاوى لجمع من أهل العلم منهم: (سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله -العلامة عبدالكريم الخضير حفظه الله - فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله - معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله - فضيلة الشيخ صالح السدلان حفظه الله- العلامة مقبل الوادعي رحمه الله).
والعلامة الشيخ تقي الدين الهلالي -رحمه الله- كما يأتي، ولسماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله، فتوى بتحريم ذلك، والعلامة عبدالكريم الخضير -حفظه الله- قال: «المظاهرات والغوغائيات كلها لا قيمة لها في الإسلام، بل لا يقرها؛ لأنه يندس فيها من يريد الفساد»، وفضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي -حفظه الله- (ص187)، ومعالي الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- وفضيلة الشيخ صالح السدلان -حفظه الله- أيضاً، والعلامة مقبل الوادعي -رحمه الله- وغيرهم كثير ممن لا يحصون كثرة، ولا أعلم عالماً قط له قدم راسخة في العلم والفقه في الدين، وله أياد بيضاء في خدمة التوحيد والعقيدة والسنة، ونصح للأمة، يقول بحلها، بل لا أكون مبالغاً لو قلت: إنه لا يوجد عاقل فضلاً عن عالم يجيز المظاهرات، ونحوها، بل حتى محمد الغزالي الإخواني قال: «ولقد راقبت الانقلابات التي وقعت فى أرجاء العالم الإسلامى وأزعجنى أنها وقعت لمحاربة عوج، وإقرار خير، فإذا العوج بعدها يزيد والخير ينكمش، واهتبل أعداء الإسلام الفرصة فضاعفوا أرباحهم في بلاده، وإيهانهم لقضاياه حتى لكأنهم كانوا مع هذه الانقلابات على موعد!!.
وضاع السودان الجنوبي وتحقق حلم الصليبية العالمية التى تسعى وراءه من خمسين سنة، فكسبت 250 ألف ميل مربع من الأرض، وقريب منه الأستاذ علي جريشة.
لاتوجد تعليقات