الحساب قبل يوم الحساب
روي عن أحد التابعين أنه عاش 60 عاما، وأخذ يحدث نفسه لقد عشت 60 عاما، والعام فيه 365 يوما، أي مجموع 21900 يوما، وإنني إذا ارتكبت في كل يوم ذنبا واحدا، فمجموع ما ارتكبته من ذنوب = 21900 ذنب، فسقط مغشيا عليه، فلما أفاق قال لو أنني ارتكبت في اليوم عشرة ذنوب 10 * 21900= 219000.
فصرخ آه ما أكثرها فسقط مغشيا عليه ولم يقم.
يا ترى كم ذنباً نرتكبه أنا وأنتَ وأنتِ في اليوم؟ وكم مجموع الذنوب التي ارتكبتها في عمرك؟ لا تقل إننا لم نرتكب الفواحش كالزنا والربا وشرب الخمر، أنت على سبيل المثال لا الحصر كل يوم تأكل لحم أخيك الميت وأنت تدري أو لا تدري، فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة.
متى تقلع عن معاصيك، وتندم على فعلها، وتعزم ألا تعود إليها أبدا؟ قم الآن وبادر بالتوبة، قبل أن تطلع الشمس من مغربها، أما علمت أن الله -عز وجل- أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، أسرع ولا تؤجل التوبة إلى الغد؛ فالموت أسرع.
يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -: «حاسبوا أنفسكم قبل أنت تحاسبوا؛ فاليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب بلا عمل».
وهذا الحسن البصري يقول لرجل حضر جنازة: «أتراه لو رجع إلى الدنيا لعمل صالحا؟». قال الرجل: «نعم».
قال الحسن البصري: «فإن لم يكن هو فكن أنت».
لاتوجد تعليقات