رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 5 نوفمبر، 2012 0 تعليق

الحج.. رحلة التوحيد

 

      في سورة البقرة يقول تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} (البقرة: 125)، وفي سورة الحج: يقول تعالى: {وإذ بوأنا لإبراهيم  مكان البيت ألا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود} (الحج: 26) .. ولا شك أن أعظم تطهير.. سواء للقلوب أم للأماكن إنما يكون بتطهيرها من الشرك.. وتحقيق التوحيد لله عز وجل.

كان الشيخ يلقي خاطرة في أول أيام ذي الحجة عن غايات الحج:

- فأعظم غاية في الحج هي تحقيق التوحيد.. والثانية هي الاتباع.. أول ما يبدأ به العبد.. هو: «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك».. وفي اللغة: (لبيك).. أنا مقيم على طاعتك إلباباً بعد إلباب وإجابة بعد إجابة.. و(سعديك).. إسعاداً بعد إسعاد.. وفي الجاهلية كانوا يلبون: «لبيك لا شريك لك.. إلا شريكا هو لك.. تملكه وما ملك».. وكان أهل كل قبيلة يعظمون صفهم في التلبية.. فجاء التوحيد.. ليجعل التلبية.. لله وحده لا شريك له.. «إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».. وهذا الشعار في الحج.. لا ينقطع حتى يرمي الحاج جمرة العقبة الكبرى يوم العاشر من ذي الحجة.. حيث يستبدل به شعاراً آخر: «الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد».. في الأيام المتبقية من الحج حتى يغادر إلى بلده.

تابع الشيخ كلامه.. الذي امتلأ حماسة مما جعل أغلب المصلين يمكثون في أماكنهم يستمعون:

- التوحيد والاتباع سبيل النجاة.. في كل نسك في الحج.. في الطواف والسعي والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ورمي الجمرات والهدي وطواف الإفاضة والمبيت بمنى.. كلها توحيد لله.. واتباع للرسول [: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» الألباني (صحيح الترمذي)، وبعد أن يبيت الحجيج في مزدلفة يقول الله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين} (البقرة:198).

      وأفضل الذكر كما في حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله» حسنه الألباني.

      فالذين يزعمون أن المسلمين يعظمون (حجراً) فيطوفون (حوله).. ويرمون (حجراً على حجر).. ويقبلون (حجراً).. إنما يقولون ذلك حقداً وحسداً كما قال الله تعالى: {ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على شيء قدير} (البقرة:109).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك