رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 2 أكتوبر، 2017 0 تعليق

الحافز الإيماني يؤدي إلى إتقان العمل واستمرارية العطاء

الدافع الشرعي والتحفيز الإيماني أساس في أداء الأعمال في المؤسسات الوقفية والخيرية؛ لما له من دور عظيم في دفع الهمم لدوام العطاء، ويحقق الاستمرارية وعدم الملل والكلل، للعاملين والمتطوعين على حد سواء؛ لأنه إذا تعلق عمله بالله -تعالى- ارتفعت همته، وحسن أداؤه، وراقب مخرجاته، وحرص كل الحرص على الأموال المؤتمن عليها، وأعطى لأصحاب الحاجة مخصصاتهم، ولم يهمل في أداء عمله، وحرص على العدل في أحكامه وتصرفاته، وتتميز المخرجات إذا ترادفت مع هذه الدافعية الشرعية البيئية التي تحسن مع أداء الأعمال وأساليبها باستمرار، التي من نهجها اتباع النظم الحديثة في التطوير والتغيير.

     فقد أخبر الله -تعالى- ما يناله الواقف من الأجر العظيم من حبس نفسه لمنافع الناس والقيام على حاجاتهم، والدعوة لما يصلح لهم شؤون دينهم ودنياهم، قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

     وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم العاملين في الأعمال الخيرية والوقفية، والمساهمين - سواء كانوا أفرادًا أم مؤسسات خيرية - بنيل الأجر وكسبه، والفضل العظيم من رب العالمين في الدنيا، وحسن الخاتمة، واستمرار الحسنات، والمثوبة بعد الموت؛ ففي الحديث الشريف عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلّ سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبَّ إليَّ من أن اعتكف في المسجد شهرًا». وجاء بالسند عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  إن الخازنَ المسلمَ الأمينَ، الذي يُنْفِذُ (وربما قال يُعطي) ما أُمرَ به، فيعطيه كاملًا مُوَفَّرًا، طيبةً به نفسُهُ، فيدفعُه إلى الذي أُمر له به؛ أحدُ المتصدقين».

فالخازن المسلم المؤتمن، الذي عمل على حفظ الأمانة ورعاها، وأداها كما أَمر بذلك صاحبها، مع طيب نفس منه، فهو بهذا يكون أحد المتصدقين.

     وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ».  قال المناوي في فيض القدير: «إن لله -تعالى- أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد أي لأجل منافعهم: ويقرها فيهم ما بذلوها - أي مدة دوام إعطائهم منها للمستحق: فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم - لمنعهم الإعطاء للمستحق: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} -.

     ومما تقدم فإن الحافز الشرعي في أداء الأعمال بإتقان المستمد من كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، هو حافز دائم العطاء إذا احتسب العامل ذلك البذل والجهد والعطاء لله تعالى؛ فالبشائر النبوية للعاملين في المؤسسات والمشروعات والأعمال الوقفية دافعة ومحفزة لديمومة العطاء، وتشعر بالمسؤولية الشرعية والمجتمعية لرعاية كل ما أوكل إليه من مسؤولية وأمانة في الوقف أو غيره من الصدقات والأعمال.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك