رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 26 أكتوبر، 2021 0 تعليق

الجهل على أصح الكـتـب

 

- بين فترة وأخرى يخرج بعض (المتعالمين)، ويجهلون على أصح الكتب بعد كتاب الله -عز وجل- وهو كتاب صحيح البخاري، فيطعنون في صحته أو يشككون فيه كله.. هكذا!.

- ويبقى (صحيح البخاري) تتناقله الأمة بالقبول، ويشهد له الأئمة والعلماء بالصحة عبر أكثر من ألف عام، ثم أتى عالمان جليلان اتفقت الأمة في عصرنا على نبوغهما ومكانتهما الرفيعة في علم الحديث فشهدا للإمام البخاري بما شهد به الأولون، فقال سماحة العلامة عبدالعزيز ابن باز (1912- 1999) -رحمه الله- ردا على الادعاء بأن صحيحي البخاري ومسلم بهما أحاديث ضعيفة، «الكتابان عظيمان وصحيحان وتلقتهما الأمة بالقبول».

- وقال إمام الحديث العلامة محمد ناصر الألباني (1914-1999) -رحمه الله-: «الإمام البخاري والإمام مسلم قد قاما بواجب تنقية هذه الأحاديث التي أودعوها في الصحيحين من مئات الألوف من الأحاديث، هذا جهد عظيم جداً جداً».

- وكان عملُ البخاريّ في كتابه هو تطبيق قواعد المحدّثين بأعلى درجات الدّقّة، والتحري، وحُسن التصنيف والترتيبِ؛ لهذا وَسَمت الأمّةُ كلُّها هذا الكتاب بأنه: أصحُّ كتابٍ بعد كتاب الله -جل وعلا. وهذه المنزلةُ العظيمة لهذا الكتاب ليست محلَّ شكٍّ ولا نزاع أو اختلاف بين الأمّة.

- وهذه المكانة أتت بسبب منزلة الإمام البخاريّ -رحمه الله- العلميّة، وتميُّزه الفائقُ وحِذْقُه في علم الحديث، إضافة إلى ما حباه الله به من التمكن في اللُّغة والفقه وأصوله، مع الورع التام والصّدق وعفّة اللسان. وقد أثنى عليه مشايخه بأفضل ما قاله شيخٌ في تلميذه، حتى لقد فضّله كثيرٌ منهم على أنفسهم.

- قال الإمام النووي -رحمه الله-: «واعلم أن وصف البخاري -رحمه الله- بارتفاع المحل والتقدم في هذا العلم على الأماثل والأقران؛ متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان، ويكفي في فضله أّن مُعظمَ من أثنى عليه ونَشَر مناقبَه: شيوخُه الأعلامُ المبرّزون، والحذّاق المتقنون». وقال الإمام ابن كثير: «ولو ذهبنا نسطّر ما أثنى عليه الأئمّة في حفظه وإتقانه وعلمه وفقهه وورعه وزهده وتبحّره؛ لطال علينا».

- وقال الإمام الدارمي- رحمه الله -: «قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشّام والعراق، فما رأيت فيهم أجمع من محمّد بن إسماعيل»، وقال الإمام مسلم - رحمه الله -: «أشهد أنه ليس في الدّنيا مثلك» وسمّاه: «أستاذ الأستاذين، وطبيب الحديث في علله». وقال الإمام التّرمذيّ: «لم أر أعلم بالعلل والأسانيد من محمّد بن إسماعيل البخاريّ». وقال الإمام ابن خزيمة- رحمه الله -: «ما تحت أديم السّماء أعلم بالحديث من محمّد بن إسماعيل».

- ولقد اعتمد الإمام البخاري شروطا لصحة الحديث متفقٌ عليها بين العلماء، فطبّق عليها قواعدَ النقد، وأصولَ التصحيح والتضعيف بدقّةٍ متناهية، وهي قواعد مأخوذة في أصلها من الكتاب والسنة. وكان منهج البخاري في كتابه: انتقاءَ أصحّ الصحيح، ولذلك جعل العلماءُ أحاديثه في أعلى درجات الصحة. قال الإمام ابن كثير: «وشرطُه في صحيحه هذا أعزُّ من شرط كلّ كتابٍ صنّف في الصّحيح، لا يوازيه فيه غيره».

 

21/10/2021م


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك