رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين 25 مارس، 2013 0 تعليق

الجهاد تحت لواء البعث باطل يا مفتي سوريا

 

تحدثت وسائل الإعلام المختلفة عن صدور فتوى من مفتي سوريا، تطالب الجماهير السورية بالالتحاق بصفوف الجيش من أجل الجهاد تحت راية بشار الأسد البعثي النصيري.

والغريب أن بعض العلماء ساندوا المفتي في فتواه، ولأن كل هؤلاء علماء، فإن شروط الجهاد لا تخفى عليهم، وإن لم يكونوا علماء فهم في الحقيقة جهلاء.

     فراية الجهاد يتم رفعها والانضواء تحتها عندما يكون الحاكم مسلماً تقياً ورعاً يحب الدين ويقتدي بتعاليم الرسول[، ويكون هدفه الأساسي والأسمى هو رفع راية التوحيد شامخة في كل مكان.

     أما النظام السوري فهو نظام بعثي، هدفه الأساسي هو رفع لواء البعث فوق الإسلام، وما الإسلام في نظره إلا تراث ثقافي مثله مثل تراث عنترة بن شداد وامرئ القيس وحاتم الطائي وغيرهم من رموز العرب في الجاهلية.

     كما أن البعث ينظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه شخصية تاريخية، له دور كبير في توحيد العرب تحت لواء واحد، وأن تعاليمه ليست لها علاقة بالسماء، وأن رسالته قابلة للنقد والتعديل بالحذف والزيادة فيها؛ لأنها تعاليم بشرية خالصة تخضع خضوعاً تاماً للبحث والتمحيص.

لذا نجد أن أكثر الأنظمة محاربة للمسلمين الذين يؤمنون بأن الإسلام رسالة سماوية خالدة، هم أتباع حزب البعث.

     فإن كان حزب البعث يكفر بالإسلام بوصفه دينا سماوياً، ويؤمن به بوصفه ثقافة وتراثاً مثله مثل تراث من سبق من العرب، يحارب من يقول: إن الإسلام دين سماوي، وأن محمداً نبي مرسل لا ينطق عن الهوى، وتعاليمه خالدة وغير قابلة للنقد أو التعديل بالنقص والزيادة، فمن العجب أن هؤلاء العلماء يدعون الشعب السوري المسلم إلى الانضواء تحت راية البعث الذي ناصب الإسلام العداء عشرات من السنين.

     ولكننا لا نستغرب من الصوفية الذين وضعوا أيديهم في أيدي أعداء المسلمين من النصارى واليهود طيلة القرون الماضية، أن يضعوها في أيدي العلمانيين والليبراليين والبعثيين والناصريين وغيرهم من أعداء الإسلام في سبيل مصالحهم الدنيوية، التي تتمثل في امتلاء كروشهم وخزائنهم بالأموال الطائلة التي يحصلون عليها بواسطة التغرير بالبسطاء والعوام، وغض السلطات العلمانية والليبرالية الطرف عنهم لتبادل المنافع والمصالح؛ لأن العدو المشترك لهذه الشرذمة هو الدعوة الإسلامية وأتباع الدعوة التوحيدية، فأصحاب الدعوة الإسلامية يحاربون الكفر والكافرين، ولا يداهنون ولا يتبعون أساليب ملتوية لتحقيق المصالح الدنيوية الفانية، على عكس الصوفية (المفتي السوري والشيخ البوطي).

     فالمفتي والبوطي وغيرهما من الصوفية في سوريا وجدوا ضالتهم في حزب البعث، فهو خير من يحقق أهدافهم الدنيوية القائمة على جباية الأموال وتصدر المناصب، وحزب البعث وجد خير مطية يمتطيها هي الصوفية؛ حتى تمهد له السبيل في تركيع الشعب السوري وتعبيده.

     لذا لا نستغرب ولا نستعجب أن تصدر مثل هذه الفتوى من هؤلاء الصوفية، الذين حاربوا الدعوة السلفية على مدار القرون، وكان آخرها محاصرة الشيخ الألباني وطرده وتلاميذه من سوريا؛ لأنه كشف دسائسهم ومخططاتهم، وبين أنهم لا يمتون إلى الإسلام بأي صلة، وما هم إلا قطيع من البشر يبحث عن المال والمنصب، وإن كانوا في العلن يظهرون الزهد والتورع عن الدنيا وملذاتها.

فكيف يدعو المفتي وأتباعه للجهاد مع حاكم قتل شعبه وشرده ويتم الأطفال ورمل النساء وتسبب في دمار سوريا وتخريبها؟!

إن المفتي تطلع لحب الدنيا وزخارفها، فهو يلهث وراءها كما يلهث مُحب المناصب الزائلة.

وليعلم الجميع أن القتال تحت لواء حزب البعث موصل إلى النار، وأن الذين يقتلون تحت هذه الراية في جهنم وبئس المصير.

     إن النصيرية هي عدوة الله ورسوله، وهم كفار بنص من الكتاب والسنة، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء، ولكن البوطي وغيره لم يكن لهم غيرة على الذين قتلوا بأيدي هذا المنافق الذي تسبب في تشريد الشعب المسلم وفتحوا سوريا السنية لحزب الشيطان والدولة الصفوية البغيضة.

إن الجهاد كما أسميته أنت أيها المفتي مع الجيش البعثي جهاد باطل شيطاني يقوده الشيطان وزمرته.

ونحن نقول لك: ارجع يا مفتي سوريا إلى كتاب الله واقرأه تجد أن هؤلاء العصابة الإجرامية لا تريد لسورية إلا الدمار والخزي والعار.

ولتحْيَ سوريا عزيزة محررة بإذن الله جل وعلا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك