رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 23 أبريل، 2019 0 تعليق

الجمعية الكويتية لتعزيز القيم تعقد – دورة تأهيلية لإعداد الكوادر البشرية لمواجهة خطر الإباحية

عقدت الجمعية الكويتية لتعزيز القيم دورة مميزة تحت عنوان: (إعداد الكوادر البشرية لمواجهة خطر الإباحية)، في الفترة من 8 إلى 10 أبريل الجاري، وقد حاضر في الدورة د. محمد عبدالجواد، مؤسس فريق واعي لمواجهة خطر الإباحية، وقد حضر الدورة (50 مشاركًا) من جهات مختلفة، بين أكاديميين، ومتخصصين، ومعلمين، وأئمة، وخطباء.

     وكان من أهم محاور الدورة بيان تأثيرات الإباحية الضارة على الدماغ والعلاقات والمجتمع، وكيفية توعية الأطفال بمخاطر الإباحية، وبيان مفهوم الإدمان وأعراضه، وأدوات مساعدة مدمني الإباحية، تصحيح المفاهيم الخطأ لدى مدمني الإباحية، وأخيرًا حل العقبات التي تواجه المتعافين.

إحصاءات مروعة

في البداية أكد المحاضر أنَّ هناك إحصاءات مروعة تشير إلى أن ٩ من كل ١٠ ذكور قد تعرض للإباحية، و٦ من كل ١٠ إناث قد تعرضن لها، مبينًا أن من أسباب إدمان الإباحية حرمان الأطفال من المهارات، والهوايات، والاستمتاع بطفولتهم.

موقف المسؤولين

     ثم أشار عبد الجواد إلى أن بعض المسؤولين يرفض الخوض في هذا الموضوع، إما بسبب الخوف من إظهار حجم المشكلة، أو عدم وجود الطرح العلمي والاكتفاء بالطرح الديني فقط، مع العلم أنه لا تعارض بينهما، وأضاف أن هذه مشكلة عامة لا يمكن تجاهلها وندفن رأسنا بالرمال، ونزعم عدم وجود الخطر.

مشكلة عالمية

     وأكد عبد الجواد على أن مشكلة الإباحية مشكلة عالمية، ويكفي أن نعلم أن نصف الإباحية تأتينا من أمريكا، وبالرغم من ذلك؛ فإنهم يبذلون جهودًا ضخمة  لمحاربة هذه الظاهرة، مبينًا أن موقعًا واحدًا يزوره ٢٨.٥ مليار أي كل يوم ٨١ مليون زيارة، والمقاطع التي به تعادل زمنيا ل٦٨ سنة، وتجد في 88.2 في المئة منهم تحتوي على اعتداء صريح وأكثر من نصف المقاطع تحتوي على ألفاظ بذيئة.

الجهل بالمشكلة

     وعن مشكلة الإباحية قال عبد الجواد: لابد من توضيح أن الجهل بحجم المشكلة يزيد من خطورتها التي تكمن في تحولها إلى إدمان، والسبب في حدوث إدمانها أنها تعتمد على ثلاثة عناصر خطيرة وهي: التجدد، والتنوع، والمفاجأة، مبينًا أن غالب الدراسات غير منضبطة؛ لأن الأشخاص لا يظهرون حياتهم الخاصة.

العادة والإدمان

ثم بين عبد الجواد الفرق بين العادة والإدمان؛ فذكر أن العادة تؤثر على الإنسان وتمر بمراحل هي: الفهم، ثم التفكير العقلاني، ثم إعادة التشغيل للموصلات العصبية، ثم إعادة التشكيل للمسارات العصبية في الدماغ.

- وأضاف: العادة هي نمط سلوكي مكتسب عن طريق التكرار؛ فهي نوع مكتسب من السلوك يصبح لا إراديًا في أغلب الأحيان، أما الإدمان فهو حاجة قهرية مسببة للتعود مثل (الهيروين) و(النيكوتين)، وقد يكون إدمانا سلوكيا وهو أيسر قليلا كالرغبة في التسوق التي تزداد عند النساء، وكالرغبة في الأكل بغض النظر عن نوعه.

     كما بين أن الإدمان عموماً ضار، أما العادة؛ فقد تكون صحية، وقد تكون ضارة؛ ولذا عرف بعضهم الإدمان بأنه مرض مزمن أولي، يصيب مناطق المكافأة الدماغية، والتحفيز، والذاكرة، والدوائر ذات الصلة، ويؤدي للاختلال الوظيفي، كما تم تصنيف إدمان الجنس بأنه مرض من الأمراض في النظام الأمريكي DSM، وأيضا في نظام ICD من قبل منظمة الصحة العالمية WHO.

أربعة أسئلة

     ثم حدد عبد الجواد أربعة أسئلة تعرف منها المدمن من غيره وهي: هل يؤثر هذا السلوك عليك في حياتك سلبيا؟، وهل تضع نفسك في مواقف خطرة بسبب هذا السلوك؟، وهل عند التوقف تعاني الانسحاب؟، وهل اتخذت خطوات لإلغاء سلوكك ولكن دون جدوى؟

تأثير الإباحية على الدماغ

     وتحت هذا العنوان بين عبد الجواد أن الدماغ يحتوي على دائرة المكافأة، وهي مسؤولة عن: الانفعالات، والحوافز، والدوافع، واتخاذ القرارات، وأن المحرك لهذه الدائرة هو (الدوبامين)، وكلما زاد (الدوبامين) شعر الإنسان بأن هذا النشاط الذي يسعى إليه مهم؛ لذا يعمل على تحقيقه، و(الدوبامين) مادة كيمائية تحمل المعلومات بين تراكيب عصبية تقع في وسط الدماغ، وهو يمنحنا الحافز واللذة، والإدمان لسلوك معين.

تقسيم الدماغ

وبين أن الدماغ ينقسم إلى جزئين:

١- الدماغ العاطفي: وهو المسؤول عن بقاء أجسامنا حية، وهو الذي يجعلنا نشعر بالجوع والعطش، وهو الذي يبقي حرارة الجسم طبيعية؛ فهو يجعلني أريد الشيء ويكافئني بمشاعر اللذة عليه، وعيبه أنه لا يعرف الصواب من الخطأ.

٢- الدماغ العقلاني: وهو الدماغ الفكري ويساعدني في حل المشكلات والتحكم الذاتي، واتخاذ القرارات الفطنة بين الصواب والخطأ، وأستطيع بتدريبه أن أجعله أقوى.

أولويات المكافأة

     ثم بين أن أولويات المكافأة هي: الغذاء، والجنس، والحب، والصداقة، والتجديد، وكل ما سبق يمنح السعادة ويجعل الإنسان يقبل على الحياة، ولكن (الدوبامين) يدفع لما يسبب المتعة فقط وليس نحو الأهداف التي تحقق لنا الرضا، وهو ليس هرمونا، ولكنه موصل عصبي موجود في الدماغ بخلاف (التستوستيرون) مثلاً، وخفضه يجعل الإنسان لا يتحرك.

واقع المراهقين

     ثم سلط عبد الجواد الضوء على واقع المراهقين، مبينًا أن أدمغتهم تتميز بخصائص عدة منها: أنها أكثر مرونة، وأكثر حساسية للدوبامين، وأنها تحتوي على مستويات أعلى من (الدلتا فوسي)، وأنها أكثر عرضة لتغيرات المخ الناتجة عن هذه المواد، مبينًا أن الأطفال ليس لديهم قدرة عالية على كبح أنفسهم عن طريق الدماغ الفكري؛ فهم سريعو الملل ومحبون للتجديد، والخطر الكبير في أن مرئيات النت شديدة الإغراء ليس بسبب التجديد فقط، بل أيضا بسبب المفاجأة والصدمة؛ ففيها سيناريوهات غير حقيقية كزنا المحارم، وخطرها أن الإنسان يتعلم عن طريق المشاهدة؛ فما رآه قد يقلده في يوم من الأيام وإن كان على يقين بأنه خطأ.

دور الوالدين

ثم أكد عبد الجواد على دور الوالدين في احتواء من يعاني من هذا المرض وإخباره بأنها ليست مشكلتي معك، وإنما مشكلتي ومشكلتك مع الإباحية.

مستويات الإدمان

     وعن مستويات الإدمان قال عبد الجواد: إنه ينقسم إلى أقسام عدة، مرة أو مرتين سنويا، مرات عدة كل عام لا أكثر من ست مرات، ومرة واحدة في الشهر، ويشاهدون مرة كل أسبوع، ويشاهدون ٣-٥ مرات في الأسبوع، يشاهدون الإباحية يوميًا، ساعات عدة يوميا.

دورة إدمان الإباحية

     ثم بين دورة إدمان الإباحية، وذكر أن من أخطرها مرحلة الإحساس بالذنب وجلد الذات على نحو مبالغ فيه، وأن الواجب الذي يتحتم على من يقع في ذلك هو كسر هذه الدائرة، ويكون كسرها بقرار كعدم الوحدة، ومشاهدة برامج عدة التي لا طائل منها، وإذا لم نكن قادرين على كسر الدائرة؛ فهناك فرصة لا نهائية للوقوع في الخطأ.

أخطار الإباحية الموثقة

     ثم عدد عبد الجواد أضرار الإباحية، وذكر منها: تأخر التحصيل العلمي، أمراض الضعف الجنسي، تدهور العلاقات بين الزوجين، ومن ذلك الخدر وزوال الإحساس بالعلاقة، والتعرض لخطر الإدمان، وعلى مستوى الطفولة؛ فإن الإباحية تحرم الطفل من فرص كبيرة للخبرات الاجتماعية، وتنمية القدرات والمهارات والهوايات، واكتشاف الميول والاتجاهات، وتحمل المسؤولية تجاه المجتمع والوطن وتُنشئهم على تقلص الإنسان من وجهة نظره إلى أجساد وأعضاء.

التعافي من الإباحية

وفي هذا الإطار ذكر عبد الجواد عدداً من القواعد وهي:

- القاعدة الأولى: التخلص من الإباحية، من صور وفيديوهات ومجلات، ووضع برنامجٍ للحجب على الحاسوب والهاتف.

- القاعدة الثانية: لا مشاهد إباحية من أي نوع، لا في الإنترنت، ولا في المجلات، وهنا تنبيه بأن من أسوأ تطبيقات التواصل الاجتماعي، هو برنامج انستجرام؛ وذلك لعدم إمكانية تصفية البحث ولعرضه صورًا قد تساهم في الانتكاسة.

- القاعدة الثالثة: لا للقصص المثيرة، وهذه تكثر عند النساء، ويزعمون أنهم بذلك بعيدون عن المشاهدة، ولكن في الحقيقة هي تجعل الشخص يعيش في خيالات جنسية شبيهة بالإباحية تماماً.

- القاعدة الرابعة: لا للاستمناء

- القاعدة الخامسة: لا لتخيل الإباحية

- القاعدة السادسة: تجنب الدخول إلى المواقع التي تعرض صورًا مثيرة.

 - القاعدة السابعة: القراءة حول إدمان الإباحية وعلاجها وأصبح لدي مكتبة كبيرة.

- القاعدة الثامنة: إياك والتخيل.

 - القاعدة التاسعة: لا تشعر بالذنب، فالمتعافي ما دام يحاول فلا ينبغي أن يشعر بالذنب وهو الآن في مرحلة من مراحل التغيير.

- القاعدة العاشرة: اتباع برنامج التعافي لمدة ٩٠ يومًا.

ثم أكد عبد الجواد أن الإدمان مرض مزمن، بمعنى أنه يستمر مع صاحبه طيلة العمر -إن لم يبادر-؛ ولذلك فإن رحلة التعافي تستحق المعاناة للوصول إلى الهدف.

 

 

الخطوات العشر للتعافي

وعن خطوات التعافي حدد عبد الجواد عشر خطوات وهي:

- الخطوة الأولى: قرر من الذي تريد أن تكون.

- الخطوة الثانية: حدد هدفك.

- الخطوة الثالثة: حدد لماذا نلجأ للإباحية؟ وما المخاوف؟ وما المكاسب والسلبيات؟

- الخطوة الرابعة: قبول الفشل بوصفه جزءا من رحلة التعافي؛ فالانتكاسة فرصة للتعليم وليست فشلاً.

- الخطوة الخامسة: صناعة خطة للتعافي، ولابد من أن تكون الخطة مكتوبة.

- الخطوة السادسة: تثبيت برامج الحجب.

- الخطوة السابعة: كسر العادات ثم استبدال أخرى بها.

- الخطوة الثامنة: الحصول على شريك التعافي.

- الخطوة التاسعة: الانضمام لمجموعات التعافي.

- الخطوة العاشرة: العامل الإيماني، كالحرص على الصلاة والصوم والتعلق بالله والزيادة من العبادات، كقراءة القرآن، وقيام الليل ولو ركعة.

 

شكر وعرفان

      وفي تصريح خاص للفرقان على هامش الدورة قال مدير الجمعية الكويتية لتعزيز القيم أحمد خالد المشعل: إن هذه الدورة حققت نجاحًا كبيرًا بفضل الله ثم بالتعاون المميز مع الجهات المشاركة مثل وزارة الشؤون إدارة رعاية الأحداث، وجمعيه المحامين الكويتية، وجامعة الكويت كلية العلوم الاجتماعية، ومراكز الاستشارات النفسية والاجتماعية، وموجهي وزارة التربية، وإدارة تدريب الأئمة والمؤذنين، وجمعيه صندوق إعانة المرضى، ومعهد إشراقات للتدريب الأهلي وكذلك الشريك الاستراتيجي في هذا المشروع وهو (فريق واعي) ومؤسسه د. محمد عبدالجواد، والشكر للراعي الرسمي جمعية إحياء التراث الإسلامي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك