رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 29 مارس، 2015 0 تعليق

الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(6)

     كما اعتقدت بعض طوائف الصوفية بأن الدين له ظاهر وباطن، خيل لهم بناءً على هذا الأمر بأن الذي يسلك طريق العلم الباطني سيصل في النهاية إلى الفناء في ذات الله!! وعندما يحل في تلك الذات فتصبح خليطًا من اللاهوت والناسوت، فالناسوت هو الصورة الظاهرية، واللاهوت هو الحقيقة الباطنية.

ورواد هذا الاتجاه وزعماؤه الحلاج وابن الفارض وابن سبعين وغيرهم كثير، وإليكم بعض أقوالهم التي نبرأ إلى الله منها: يقول الحلاج في (الطواسين صـ 129) 

سبحانه من أظهر ناسوته

                            سرنا لاهوته الثـاقب

ثم بدا لخلقه ظاهرًا في

                            صورة الآكل الشارب

حتى لقد عاينه خلقه

                            كلحــظة بالحاجب

     أيضًا قال أبو يزيد البسطامي قولا يؤدي به إلى الكفر البواح، فقد رفع قدره ومكانته إلى منزلة لم يصل إليها نبي مرسل ولا ملك مقرب، فقال: «رفعني مرة، فأقامني بين يديه، وقال لي: يا أبا يزيد، إن خلقي يحبون أن يروك، فقلت: زيني بوحدانيتك، وألبسني أنانيتك، وارفعني إلى أحديتك؛ حتى إذا رآني خلقك قالوا: رأيناك فتكون أنت ذاك، ولا أكون أنا هنا» (اللمع صـ461).

     وقد استدل أولئك بحديث الولي: «ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنّه» (أخرجه البخاري). ولكن هذا الحديث حجة عليهم لا لهم، فهو يؤكد التباين والتغاير فهناك عابد ومعبود، وسائل ومسؤول، ومانح وممنوح، وعائذ ومستعيذ، وحاشا لله أن يتحدا أبدًا، كما يزعم أولئك الغلاة المتصوفون بأن الله يحل في ذات العبد، فإذا هو هو ويصبحان ذاتًا واحدة.

واحتج آخرون بحديث: ما وسعتني سمائي ولا أرضي، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن، وهو حديث لا أصل له.

هذا ما يسمونه بالحلول والاتحاد، وهو إلى الكفر أقرب من التقرب لله جل وعلا، والله ورسوله بريئان منه.

والله الموفق والمستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك