رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 6 يونيو، 2017 0 تعليق

الجبير في ديوان العمير: فهم القرآن وتدبره هوالمقصود الأعظم والأهم من التلاوة

استضاف د. علي العمير في ديوانه الأسبوع الماضي د.خالد الجبير الداعية الإسلامي المعروف، وقد تحدث الجبير عن أهمية القرآن الكريم، وحال الإنسان معه، وأهم مطالب القرآن من الإنسان التي إن نفذها وعمل بها كان من أهل القرآن وخاصته، كما أن العمل بتلك المطالب يجعل الإنسان في الفردوس الأعلى من الجنة بعد مغفرة الله سبحانه وتعالى، وكل مطلب من هذه المطالب يرحم الله به العبد، ويُشفِّع فيه القرآن ليكون مع النبي  صلى الله عليه وسلم ، فكيف يعمل بكل هذه العوامل مجتمعة.

     ثم تحدث الجبير عن المطلب الأول وهو القراءة مؤكدًا على أن الإنسان لابد له أن يجتهد ويحرص على قراءة القرآن، وعليه ألا يدع القراءة مطلقًا، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران» رواه مسلم، ومعنى: يتتعتع «نطق في صعوبة وتقطع»؛ بسبب قلة العلم بالقراءة، وللقراءة فضل عظيم؛ فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» رواه الترمذي.

     أما المطلب الثاني وهو فهم القرآن وتدبره وهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم من التلاوة، فبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن} (النساء:82) وقال: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} (ص:29)، ثم أكد الشيخ أن على المرء أن يكون له في رمضان ختمتان ختمة للتلاوة وختمة للتدبر يقرأ فيها من التفاسير المشهورة، مثل التفسير الميسر أو تفسير ابن كثير، أو غيره من التفاسير السهلة، وعليه في كل صفحة لابد أن يسأل نفسه ماذا استفدتُ؟ وماذا يريد ربي أن يقول لي؟ والذي يريد أن يتدبر مطلوب منه أن يقرأ صفحة واحدة في الليلة ماذا سيجد في نهاية العام؟ 365 صفحة، ولماذا صفحة واحدة؟ حتى لا يثبطك الشيطان، «فأحب الأعمال أدومها وإن قل».

     ثم تحدث الشيخ عن المطلب الثالث وهو العمل بالقرآن مؤكدًا مكانة قارئ القرآن الذي يعمل به وثوابه حتى إن ثوابه لا يقتصر عليه وحده بل يعم والديه فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه أُلبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم. فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟!».

     والمطلب الرابع هو أن يكون المرء من أهل الله وخاصته فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» صححه الألباني في (صحيح ابن ماجة)، قال المناوي -رحمه الله-: أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به، سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال: (بيت الله).

     فيجب على المسلم أن يكون مهتماً بالقرآن، ويكون من الذين يتلونه حق تلاوته، ومن الذين يحللون حلاله ويحرمون حرامه، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويقفون عند عجائبه، ويعتبرون بأمثاله، ويعتبرون بقصصه وما فيه، ويطبقون تعاليمه؛ لأن القرآن أنزل لأجل أن يعمل به ويطبق.

العلم هو الفهم

     ثم تحدث الشيخ عبد الوهاب السنين مبينًا أهمية العلم والمراد بالعلم الذي ذكره الله -تعالى- في كتابه العزيز حين قال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}؛  حيث أكد أن المراد بالعلم هنا هو الفهم ثم العمل بهذا العلم؛ فالعمل لا ينفك عن الفهم مطلقًا؛ لأنه لا يستطيع إنسان أن يعمل دون فهم وإن كان الشيخ ذكر مسألة التدبر في كتاب الله،  وتأكيدًا لذلك أقول: إن التدبر يكون في كل ما تقرأ من أمور الشرع والدين وليس في القرآن وحده، وإلا سيكون العلم عليك وبالاً يوم القيامة، وسيكون عليك عذابا يوم القيامة؛ لذلك قال الرب -سبحانه- عن سليمان: {ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلمًا}، وقد قالت أم سفيان الثوري لابنها يا بني احفظ كتاب الله واعمل به وإلا سيكون وبالا عليك يوم القيامة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك