رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبو طلحة الحولي 6 مايو، 2014 0 تعليق

الثـــــــورة الســــوريـــــة ومستقبل البشرية


الحضارة هي الارتفاع بالإنسان إلى أن يعيش بروحه وجسده في سلام مع النفس والمجتمع والعالم

الحملات المسعورة ضد الإسلام والمسلمين  في هذه الأيام أشد وأنكي ولاسيما أن هذه التحالفات حملت في جوفها كل الأحقاد التاريخية

الغرب الصليبي الصهيوني هو الذي يعادينا، وينظر إلينا نظرة صليبية عنصرية حاقدة لا تقبل بأقل من تدمير حضارتنا تمامًا

 

سوف يتساءل بعضنا ما علاقة سوريا ذات الدولة الصغيرة بالبشرية، ولماذا نحشر مستقبل العالم كله بدولة يبلغ تعداد سكانها 23 مليون نسمة؟ يثور على حاكم طاغ وظالم ووحش، دمر الأخضر واليابس، والحجر والجماد والكائنات الحية، وقتل الأطفال والنساء والرجال..

ما علاقة هذه الثورة بمستقبل البشرية؟

ولماذا هذا التضخيم لهذه الثورة؟

لا يوجد تضخيم لهذه الثورة المباركة، ولا يوجد تكبير لحجمها ودورها في صناعة مستقبل العالم العربي والإسلامي والعالمي.

وإنما هذا هو الواقع.. فالعالم كله حكامًا وشعوبًا منشغل بالثورة السورية متآمر عليها، أو متفرج عليها، أو داعم لها.

     إن الثورة السورية مختلفة عن أي ثورة قامت في الغرب أو في الشرق، ولا يمكن فهم هذا التآمر العالمي إلا من خلال تدمير الحدود الجغرافية ووضع الثورة في مكانها الحقيقي، وبعدها الاستراتيجي، وخصائصها الإنسانية، ومنظومتها الحضارية، فالثورة ثورة كل إنسان منصف على وجه الأرض، والثورة ثورة كل الباحثين عن العدل، والحرية، والكرامة... وأهم الباحثين عن العدل والحرية والكرامة هي فلسطين.

إن ما يحدث في سوريا من تدمير وتآمر لا يمكن فهمه إلا من خلال ما يحدث في فلسطين، وهذه التحركات والمؤتمرات الإقليمية والدولية بشان سوريا لا يمكن فهمها إلا من خلال علاقتها بفلسطين..

وسياسة الوحش المدمرة، وسياسة روسيا وإيران والصين الداعمين للوحش، وسياسة أوربا وأمريكا والغرب عموما، التي تضع رِجْلا عند الوحش ورِجْلا أخرى عند المعارضة لا يمكن فهمها إلا من خلال علاقاتهم السياسية تجاه فلسطين.

ولا يمكن فهم هذه العلاقة فهما صحيحا متوازنا بعيدا عن المبالغات، وبعيدا عن التهاون إلا من خلال دينهم ومعتقداتهم وأفكارهم التي ينطلقون منها.

إن نجاح الثورة السورية هو نجاح للبشرية، وإن فشلها -لا سمح الله- هو انتكاسة للبشرية في ظلمات التيه وظلمات الذل والهوان والتبعية وظلمات الحروب.

لقد كشفت الثورة حقيقة (سايكس بيكو)، وأكذوبة المقاومة المزيفة المصطنعة (إيران وحزب الله)، وزيف ما يسمى حضارة الغرب، فالغرب الديمقراطي صاحب حقوق الإنسان انكشفت عورته بصورة يراها الصغير قبل الكبير، والجاهل قبل المتعلم، والعامي قبل السياسي.

إن الوحش وإيران وحزب الله هو أكبر أكذوبة للمقاومة، رغم كل الضجيج الذي ملؤوا به الدنيا.

والغرب هو أكبر أكذوبة للحضارة والإنسانية رغم كل التقدم العلمي والمادي.

فالمقاومة، هي الارتفاع بالإنسان إلى أن يعبد الله وحده ولا يعبد الأصنام.

والحضارة هي الارتفاع بالإنسان إلى أن يعيش بروحه وجسده في سلام مع النفس والمجتمع والعالم.

وقد آن للمخدوعين بالمقاومة المصطنعة وبالغرب أن يفيقوا، وأن يبنوا حاضرهم ومستقبلهم في النور لا في ظلمات الانخداع.

والبحث إلى الناس جميعا سوريين وغير سوريين، وإلى المسلمين في كافة الأرض، عربا وعجما، وإلى الغرب بأديانه ومذاهبه ليفيق من سكرته، ويخرج من ظلمته، يبحث عن سلام النفس والمجتمع والعالم، فالثورة السورية ثورة السلام، وثورة الهداية، وثورة العدالة، وثورة الإنسان، وثورة الحياة مع الله.

وهذا ما سوف نطرحه في هذا البحث المتواضع { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}(هود: 88).

اعرف عدوك

قال تعالى {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} (البقرة : 120).

إن مشكلتنا الكبرى في عالمنا العربي والإسلامي والبشري أننا ما نزال مصرين على القراءة الخطأ لمجريات الأحداث، وحقائق التاريخ، في معرفة المكر اليهودي والمخططات الصهيونية، ومعرفة عدونا.

والقرآن يحدثنا والسيرة النبوية توضح لنا، ومع ذلك ندفن رؤوسنا في التراب، ونتجاهل هذه المعرفة الواضحة البينة.

     إن التحالفات اليهودية الصليبية الوثنية ضد الإسلام والمسلمين ليست جديدة، بل هي قديمة منذ غزوة الخندق (الأحزاب) ولم تتوقف حتى هذه اللحظة.. «ولنعد إلى كتاب الله لنجد وصفاً دقيقاً لهذا الكيد من كل الأطراف الحاقدة على (لا إله إلا الله)، وعلى الأمة التي أقامت (لا إله إلا الله) واقعاً معاشاً في الأرض، أولئك هم اليهود والنصارى والمشركون والمنافقون. ما تغير موقفهم منذ أربعة عشر قرناً، وما تغيرت الأسباب التي دعتهم إلى موقفهم: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ} (البقرة : 217)، {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (البقرة: 109).

كلا! ليس الكيد ابن اليوم، ولا ابن الأمس القريب، فهو قديم قديم، وإن كانت بعض الوسائل قد تغيرت، فإن كل جيل من البشر يستخدم في صراعاته الأدوات المتاحة له في جيله... وإنما الذي تغير حقا هو موقف الأمة الإسلامية من هذا الكيد، وليس الكيد في ذاته ولا وسائل الكيد.

إن الله ينبه الأمة في كتابه المنزل إلى أعدائها، وإلى مواقفهم، ووسائلهم، وتدبيراتهم الظاهرة والخفية، ثم يقول لهم: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا }(آل عمران: 120).

هذه إذاً هي القضية، إنهم لن يكفوا عن الكيد أبداً ما دامت الأمة المسلمة قائمة، وما دامت هناك فرصة للنيل منها...».

إن مشكلتنا الكبرى في عالمنا العربي والإسلامي والبشري أننا ما نزال مصرين على القراءة الخطأ لمجريات الأحداث، وحقائق التاريخ، في معرفة المكر اليهودي والمخططات الصهيونية، ومعرفة عدونا واستكمالا لهذا الموضوع نقول:

     منذ غزوة الأحزاب حتى يومنا هذا هناك سنن تحكم قيام الأمم وسقوطها، فالأمة الإسلامية خضعت للدورات الحضارية التاريخية ولكنها لم تسقط أو تذوب.. فالحملات الصليبية، والهجمات المغولية والاستعمار كلها كانت تحالفات يهودية صليبية وثنية، وانضمت إليهم الرافضة لإسقاط الإسلام وتذويبه ولكنهم لم يفلحوا.

     ولذا فالحملات المسعورة ضد الإسلام والمسلمين  في هذه الأيام أشد وأنكي ولاسيما أن هذه التحالفات حملت في جوفها كل الأحقاد التاريخية، ولا يمكن لعدو أن تأتيه الفرصة لإلحاق الأذى بالمسلمين ثم لا يستغلها، وما هذه العداوة ضد الثورة في سوريا وضد الثورات العربية إلا امتداد لذات النوازع الشريرة التي تملأ صدر الصليبية الصهيونية والرافضة تجاه الإسلام، وامتداد لذات الوحشية التي يتعامل بها أعداء الإسلام مع المسلمين كلما ظهروا عليهم.

«لقد كان الاستعمار الصليبي للعالم الإسلامي خلاصة سخائم أوروبا كلها ونذالاتها واستعبادهم غلبة الروح المادية والإسفاف في عالم القيم والمثل الإنسانية الرفيعة، وكان الحقد الصليبي هو الرائد الذي يجر وراءه بقية السخائم والنذالات».

إن هذا العداء ضد الإسلام يجب أن يكون واضحا لدى الإنسان المسلم وغير المسلم.

لدى الإنسان المسلم ليعرف عدوه!

ولدى الإنسان غير المسلم ليعرف أن الإسلام لا يعادي أحداً، وإنما الغرب الصليبي الصهيوني هو الذي يعادينا، وينظر إلينا نظرة صليبية عنصرية حاقدة لا تقبل بأقل من تدمير حضارتنا تمامًا.

«وهناك سببان اثنان على الأقل - كما يقول الداعية الكبير محمد قطب - لهذه الهجمة الشرسة التي يتكاتف على توجيهها كل أعداء الإسلام، حتى الذين بين بعضهم وبعض عداوات حادة كالتي بين الصرب والكروات، تمنع التقاءهم على أي شيء إلا محاربة الإسلام!

     السبب الأول أن أعداء الإسلام الذين تآمروا ضده خلال القرنين الماضيين، وخططوا وأحكموا التخطيط، ونفذوا بدقة كل مخططاتهم، كانوا قد ظنوا أن تخطيطهم سيقضي على الإسلام القضاء الأخير، وأنهم سيرتاحون إلى الأبد من ذلك العدو الذي دوخهم خلال التاريخ. وكان القضاء على الدولة العثمانية بالذات، وتفتيت تركة (الرجل المريض) إلى دويلات هزيلة ضعيفة فقيرة وفوق ذلك متعادية متنابزة، أكبر نصر انتصروه على الإسلام في التاريخ كله، ففركوا أيديهم سرورا بنجاحهم، وجلسوا يقطفون الثمار.

وفجأة برزت الصحوة!

ولم يكن إمكان حدوث اليقظة غائبا عن أذهانهم، بل كان له مكانه الواضح في تخطيطهم.

     في عام 1907م ظهر تقرير لورد كامبل. وهو أحد اللوردات البريطانيين، كانت بريطانيا (العظمى يومئذ!) قد عهدت إليه بدراسة ما كان قد بدأ يقلق الدول الاستعمارية من بوادر اليقظة في المنطقة العربية من العالم الإسلامي. فقام بالمهمة ودرس الأمر، وخرج بتقريره الموجه إلى الدول الاستعمارية كلها في الحقيقة، وإلى بريطانيا وفرنسا خاصة، بوصفهما المهيمنتين الرئيسيتين على القسم العربي من العالم الإسلامي، فقال «هناك شعب واحد يسكن من الخليج إلى المحيط، لغته واحدة، ودينه واحد، وأرضه متصلة، وتاريخه مشترك. وهو الآن في قبضة أيدينا، ولكنه أخذ يتململ، فماذا يحدث لنا غدا إذا استيقظ العملاق؟». ثم أجاب عن السؤال بما يطمئن «أصحاب الشأن» فقال: «يجب أن نقطع اتصال هذا الشعب بإيجاد دولة دخيلة، تكون صديقة لنا وعدوة لأهل المنطقة، وتكون بمثابة الشوكة، تخز العملاق كلما أراد أن ينهض»!! 

تلك هي إسرائيل.. مؤامرة صليبية صهيونية واضحة ضد الإسلام.

     ولكن «أصحاب الشأن» لم يكتفوا بذلك في مواجهة الصحوة المتوقعة التي عبر عنها (كامبل) بأن العملاق قد «أخذ يتململ». فقد ربوا «زعامات» و«قيادات» تستوعب الغضبة إذا حدثت في نهاية الأمر على الرغم من كل الاحتياطات، وتحولها إلى زَبَدٍ، ينتشر على السطح، ثم ينفثئ بعد فترة دون أن يخلف شيئا على السطح! زعامات «سياسية» وقيادات «شعبية» تملأ الجو عجيجا، ثم لا تمس في النهاية «مصالح» أصحاب الشأن، بل قد تزيدها رسوخا، والشعوب لاهية تصفق للقادة «الأبطال» وهو يُسْلِمُون بلادهم للدمار!

وهذا بجانب السينما والمسرح والإذاعة (ولم يكن التليفزيون قد ظهر بعد) والصحافة ومناهج التعليم.. وتحرير المرأة!

ومع ذلك كله قامت الصحوة!

فماذا تتوقع من الذين كانوا قد خططوا، وظنوا أن تخطيطهم قد قضى على الإسلام بغير رجعة؟!

أما السبب الثاني – المتصل بالصحوة كذلك – فهو ما ألمحنا إليه من قبل، من معرفتهم بحقيقة هذا الدين، وبأن هذه الصحوة إن استقرت في القلوب فلا سبيل إلى وقفها حتى تأخذ مداها.

من هذين السببين معاً: الحنق من فشل مخططات قرنين من الزمان أو أكثر، والفزع على «المصالح» التي تهددها الصحوة الإسلامية إذا استمرت في الامتداد، نستطيع أن ندرك السعار المحموم الذي يجري في الأرض كلها لضرب الحركة الإسلامية.

ولو كانت هذه «المصالح» مشروعة، أو معقولة، فما كان لها أن تخشى من الإسلام من شيء، والإسلام هو الذي أمَرَ بالعدل مع أهل الكتاب، فوجه الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} (الشورى:15)

ولكن «مصالحهم» التي يعلنونها أحيانا ويسرونها أحيانا هي ألا يكون إسلام في الأرض.. ودون ذلك تقف مشيئة الله.

{.. وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } (التوبة:32).

     جاء في كلمة لأحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية سنة 1952 ما يلي: «ليست الشيوعية خطراً على أوروبا فيما يبدو لي، فهي حلقة لحلقات سابقة، وإذا كان هناك خطر فهو خطر سياسي عسكري فقط، ولكنه على أي حال ليس خطراً حضارياً تتعرض معه مقومات وجودنا الفكري والإنساني للزوال والفناء، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي، والمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي خاصة، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، وهم جديرون أن يقيموا بها قواعد عالم جديد دون حاجة إلى الاستغراب - أي دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الشخصية الحضارية الغربية-.

     وفرصتهم في تحقيق أحلامهم هي في اكتساب التقدم الصناعي الذي أحرزه الغرب، فإذا أصبح لهم علمهم، وإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الفتي، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الروح الغربية، ويقذفون رسالتهم إلينا عبر التاريخ، وقد حاولنا خلال حكمنا الطويل في الجزائر أن نتغلب على الشخصية التاريخية لسعة هذا البلد فلم نأل جهداً في فرض شخصية غربية لهم، فكان الإخفاق الكامل من نتائج مجهودنا الضخم الكبير.

إن العالم الإسلامي يقعد اليوم فوق ثروة خيالية من الذهب الأسود والمواد الأولية الضرورية للصناعة الحديثة، وهو في حاجة إلى الاستقلال في استغلال هذه الإمكانات الضخمة الكامنة في بطون سهوله وجباله وصحاريه.

     إنه في عين التاريخ عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه بعد اكتشافاً تاماً، فهو حذر، وهو قلق، وهو كاره لماضيه في عصر الانحطاط، راغب رغبة يخالطها شيء من الكسل -أو بعبارة أخرى من الفوضى- في مستقبل أحسن وحرية أوفر، فلنعط هذا العالم ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في الإنتاج، ولنصنع له ما يشاء من منجزات الصناعة الحديثة، شرط أن نبتعد به عن الإنتاج الصناعي والفني -ويقصد الإنتاج التكنولوجي-، فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه من مباراة الغرب في الإنتاج فقد بؤنا بالإخفاق الذريع، وأصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً يتعرض به التراث الحضاري الغربي لكارثة تاريخية ينتهي بها الغرب، وتنتهي معه وظيفته القيادية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك