رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 18 مارس، 2019 0 تعليق

التوحيد.. منبع السعادة والنجاح

 

- طمأنينة القلب وراحته من الهموم مطلب الناس جميعا؛ فبطمأنينة القلب يسعد الفرد وتحلو الحياة، ولكن لا ينال هذه الطمأنينة إلا أهل التوحيد؛ فعلى قدر التوحيد في القلب على قدر وجود الطمأنينة وراحة البال، قال -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد: 28)

- فبالتوحيد والإيمان يتخلص العبد من القلق والتوتر العصبي والاكتئاب؛ لأنه يؤمن بقدر الله، وأن الله مدبِّر الأمر، وأن الله غفَّار الذنوب؛ فإن وقَع في ضيق دعا ربَّه؛ فيُفرِّج كرْبه، وإن أذنَب استغفَر؛ فيَغفِر الله له، وإن حدَث ما يُحزنه، حمِد الله واسترجَع؛ لأنه يَعلم أن الله بيده مقاليد الأمور؛ فلا يقدِّر شيئًا إلا لحِكمة؛ لذا وجب على العبد أن يرضى ويصبر ولا يَقنَط.

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗﻮﻱ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺒﺪ ﻗﻮﻱ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻪ ﻭﺗﻮﻛﻠﻪ ﻭﻳﻘﻴﻨﻪ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ-: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ  قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ  وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(الأنعام: 14).

- قال -تعالى-: {مَن عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَرٍ, أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ}؛ فمن أعظم الأسباب الموصلة إلى السعادة والنجاح في الدنيا، والنعيم والفلاح في الآخرة: العمل الصالح الذي هو ثمرة من ثمرات ذلك التوحيد وذلك الإيمان.

- فالإيمان هو السياج الذي يحمى المسلم من القلق والضياع، وهو الذي يدفعه إلى عمل الخير وتحقيق السلام والطمأنينة مع النفس ومع الناس، ومع الكائنات الأخرى.

- روي أن أحدهم غضب من زوجته ذات يوم؛ فقال لها مهددًا: «والله لأشقينك»؛ فقالت له في إيمان وثبات: إنك لن تستطيع ذلك أنت ولا غيرك؛ فقال لها: وكيف ذلك؟! قالت: إن الذي يملك سعادتي هو الذي يملك شقائي؛ فلو كانت سعادتي في مال لقلت لك: اقطعه عني، ولو كانت سعادتي في حُلىِّ وجواهر لقلت لك: خذها مني! و لكن سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا يملكه إلا ربي.

- من هنا؛ فإن طمأنينة القلب متعلقة بالقرب من الله -تعالى-، وإن البعد عن الله يجعل صدر العبد ضيقا حرجا كأنما يصعَّد في السماء؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه : «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً».

- قال صلى الله عليه وسلم في حديث أنس: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» متفق عليه.

لندن 9/3/2019

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك