رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مهدي عبدالستار 15 سبتمبر، 2015 0 تعليق

التنصير بوابة اللاجئين السوريين إلى أوروبا

د. الجابري: في ألمانيا كارثة حقيقية.. مسلمون يرتدون، وشباب ضائع، والنساء حدث ولا حرج

القس (مارتنز): هل ستهجر الشيطان وأعماله الشريرة وتخرج من الإسلام؟ ويجيب محمد بحرارة: نعم

نيران البراميل المتفجرة، أو الموت غرقا، أو التخلي عن الإسلام خيارات مرة أمام اللاجئين السوريين من أجل الحياة

دعوة بابا الفاتيكان لاستقبال الأسر السورية ليست لأجل سواد عيونهم

 

في ظل أسوأ أزمة بشرية يشهدها التاريخ الإنساني في القرن الحالي يعاني 7.6 مليون نازح داخل الأراضي السورية وأكثر من 4 ملايين سوري لاجئ خارج حدود الوطن أسوأ ما يتخيله إنسان يعيش على ظهر الأرض من ظروف مأساوية فقدوا فيها أبسط مقومات الحياة الإنسانية، وما بين براميل التفجير التي يدك بها الجيش السوري ما تبقى من الشعب في سوريا وبين مراكب الموت التي أودت بحياة أكثر من 2500 شخص من اللاجئين الفارين من الموت هذا العام بمعدل 6 حالات غرق يوميا، وما بين هذين الخيارين التي أحلاهما مُرُُّ على اعتبار أن من لم يمت بالبراميل المتفجرة يمت غرقا بات أمام اللاجئين الناجين خيارا آخر، وهو التخلي عن عقيدتهم مقابل ضمان العيش في أي بلد أوروبي بل، وبات «اعتناق المسيحية طريق اللاجئين المسلمين للبقاء في ألمانيا أو سلوفاكيا أو غيرها»، وهذا ما كشفت عنه بعض التقارير الصحفية مؤخرا ومنها صحيفة الـ (إندبندنت) البريطانية التي استشهدت بحالة اللاجئ المسلم (محمد لي زونوبي) الذي تعرض للتنصير علي يد القس الألماني (جوتفريد مارتنز) في كنيسة (الثالثوث) الإنجيلية بضاحية برلين، مقابل ضمان الإقامة في ألمانيا وتوفير سبل العيش الكريم له ولأسرته المكونة من زوجته وطفلين.

     ونقلت الصحيفة صور اللاجئ السوري محمد وهو يحني رأسه أمام الكاهن، ليصب الماء المقدس على شعره الأسود، ويسأله القس (غوتفريد مارتنز): هل ستهجر الشيطان وأعماله الشريرة؟ هل ستخرج من الإسلام؟

يجيب محمد بحرارة: نعم.

ويمدُّ ( مارتنز) يده ليباركه، ثم يعمِّده قائلاً: باسم الآب والابن والروح القدس.

وهكذا لم يعد (محمد) مسلمًا، بل أصبح مسيحيًا واسمه (مارتن).

     ونقلت عن القس (مارتينز) قوله: إن بعض اللاجئين يتحول إلى الدين المسيحي لتحسين فرصهم في البقاء والإقامة في ألمانيا.

دعوة البابا

     ولكي تستكمل هذه الدول جميلها في استقطاب المسلمين السوريين وتنصيرهم فقد وجه البابا (فرنسيس) دعوة إلى كل رعية كاثوليكية ورهبنة في أوروبا إلى استقبال عائلة من اللاجئين موضحا أنه سيبدأ بأبرشيتي الفاتيكان.

وأعلن البابا خلال قداس الأحد في ساحة القديس بطرس في روما أنه في «بادرة ملموسة» في إطار التحضير ليوبيل الرحمة الذي يبدأ في ديسمبر، على «كل رعية، وكل جماعة دينية، وكل دير، وكل مكان مقدس في أوروبا أن يستقبل عائلة» من اللاجئين.

      أعلن رئيس (المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان) رامي عبده، أنّ «أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى الحدود الأوروبية في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، بلغت نحو 443 ألفاً، مقارنة بنحو 145 ألفاً في الفترة ذاتها من العام الماضي».

     ويشير عبده إلى أنّ «عام 2014 بأكمله شهد وصول 280 ألف لاجئ إلى الحدود الأوروبية»، موضحاً أنّ «هناك زيادة غير طبيعية في عدد اللاجئين الراغبين في الوصول إلى برّ الأمان، في ظلّ فقدان الأمن والأمان وسبل العيش الكريم في مناطقهم». ويضيف أنّ «تقديرات المرصد تشير إلى وصول عدد قياسي من اللاجئين إلى الحدود الأوروبية خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، وبلغ عددهم نحو 210 آلاف لاجئ، وهو الرقم الأعلى منذ بدء عمل وكالة مراقبة وحماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) في عام 2008».

     ويكشف أنّ «عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الحدود الأوروبية في يوليو/تموز وحده، بلغ نحو 107.500 آلاف لاجئ. ويشكّل اللاجئون السوريون بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون الموجودين في سورية واللاجئون الأفغان النسبة الأكبر من اللاجئين إلى أوروبا، ويصل معظمهم إلى اليونان عن طريق تركيا، وفق تقرير سيصدر عن المرصد في وقت قريب».

كيف يصل اللاجئون؟

     في اليونان، يصل اللاجئون إليها عادةً عن طريق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد وصل في شهر أغسطس فقط، نحو 50 ألف لاجئ إلى دول الاتحاد الأوروبي عن طريق اليونان، ليتجاوز عددهم في شهر واحد عدد اللاجئين في عام 2014 بأكمله. وخلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015، بلغ عددهم على الحدود الخارجية لليونان نحو 180 ألف لاجئ، وهو ما يتجاوز بستة أضعاف العدد في الفترة ذاتها من العام الماضي. ويأتي معظم اللاجئين إلى اليونان من سورية، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون والأفغان والباكستانيين، وبلغت نسبة اللاجئين السوريين نحو 60 في المائة منهم، فيما بلغت نسبة اللاجئين من أفغانستان نحو 25 في المائة، ووصل من باكستان ما نسبته نحو 5 في المائة من مجموع اللاجئين إلى اليونان.

     في إسبانيا، يصل اللاجئون عادةً عن طريق الإبحار من منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، وقد وصل إليها نحو 8 آلاف لاجئ في الفترة ما بين يناير وأغسطس الماضيين، وجاء معظمهم من سورية، وغينيا، وساحل العاج. وكوَّن اللاجئون من سورية نحو 57 في المائة من العدد الإجمالي للاجئين في تلك الفترة، فيما كوَّن اللاجئون من غينيا نحو 10 في المائة، ووصل نحو 5 في المائة من اللاجئين من ساحل العاج.

     في إيطاليا، يصل اللاجئون عادةً عن طريق منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، وقد وصل إلى البلاد نحو 112 ألف لاجئ، معظمهم من أريتريا، ونيجيريا، وجنوب الصحراء الأفريقية. وتشير تقديرات (المرصد الأورومتوسطي) إلى أنه قد وصل نحو 22 ألف لاجئ إلى إيطاليا في شهر أغسطس وحده. وكوَّن اللاجئون من إريتريا نحو 25 في المائة من مجموع اللاجئين إلى إيطاليا، فيما بلغت نسبة اللاجئين من نيجيريا نحو 12 في المائة، و11 في المائة من جنوب الصحراء الأفريقية، فيما البقية من دول عربية، تأتي سورية في مقدمتها. ويصل تسعة من كل عشرة لاجئين إلى إيطاليا عن طريق ليبيا.

     في المجر، تعد دول غرب البلقان، أهم نقطة يعبر منها اللاجئون إليها، وتُعدّ المجر النقطة الثانية الأهم للاجئين في طريقهم للوصول إلى أوروبا عن طريق اليونان. وقد سجّلت المجر وصول نحو 137 ألف لاجئ في العام الحالي، معظمهم من أفغانستان، وسورية، شرط أن يكونوا مسيحيين.

     كشفت سلوفاكيا عن استعدادها لاستقبال 200 لاجئ سوري، شرط أن يكونوا من المسيحيين، معللة قرارها بانعدام وجود مساجد لديها، في حين تطالب المفوضية العليا للاجئين دول الاتحاد الأوروبي باستقبال اللاجئين، بغض النظر عن ديانتهم.

     ووافقت سلوفاكيا على استقبال 200 لاجئ سوري فقط من الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم، بينما يقدر عدد سكان سلوفاكيا بـ5.5 ملايين نسمة، في حين اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على توزيع 40 ألف لاجئ، يعيشون حالياً في كل من إيطاليا واليونان.

إحصائيات التنصير في كنائس ألمانيا

     ورغم غياب الإحصائيات الدقيقة شهدت كنائس أخرى في أنحاء ألمانيا، مثل: الكنائس اللوثرية في (هانوفر) و(راينلند)، تزايدًا في أعداد رعاياها للسبب ذاته، بل إن (مارتنز) يصف عدد المتحولين مؤخرًا بأنه (ليس أقل من مُعجِزة)، وأن قائمة الانتظار تضم 80 شخصًا آخرين معظمهم قادم من إيران وبعضهم من أفغانستان.

     إجمالاً، تشهد ألمانيا طفرة غير مسبوقة في عدد طالبي اللجوء هذا العام، ويتوقع أن يصل عدد المهاجرين إلى 800 ألف، أي بزيادة قدرها أربعة أضعاف عن العام الماضي.

     وينتمي معظم الوافدين الجدد إلى دول مسلمة، مثل: سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان. وفي حين يجد اللاجئون السوريون سهولة نوعًا ما في الحصول على اللجوء؛ نظرًا للحرب الأهلية التي مزقت بلادهم؛ فإن وضع طالبي اللجوء الإيرانيين والأفغان أكثر صعوبة؛ لأن بلادهم أكثر استقرارًا.

     من جانبها، سمحت ألمانيا في السنوات الأخيرة لـ40-50% من مواطني هاتين الدولتين بالبقاء، إلى جانب منح كثيرين تصريحات مؤقتة.

الصورة عن قرب من برلين

     وللتعرف عن أحوال المسلمين المهاجرين في مدينة برلين الألمانية فقد خص الداعية الإسلامي في دول الاتحاد الأوروبي أستاذ الحديث د. حسام الجابري الزغبي (الفرقان) بهذا التوضيح وقال: من المعلوم أن نوعية المهاجرين في ألمانيا ما بين نصارى وشيعة ودروز وعلوية وسنة، ومدينة برلين تسكنها أكثرية سنية، ولكنها بلا شوكة فاعلة، ولا يوجد لها مسجد يجمع شتاتها، أو يشار إليه أنه مسجد لأهل السنة بعينه أو هو منطلق للسنة ولأهل السنة، اللهم إلا ثلاث مراكز لجماعة الإخوان وهي لهم ولفكرهم فقط، ولا يقبلون بنا حتى في خطبة الجمعة، وطبعاً لا يخفى على الجميع ضحالة العلم الشرعي في فتاويهم  وخلط السياسة والحزبية   في الدين بطريقة منفرة جداً. هناك الأحباش فئة تعمل وتواصل العمل ليل نهار، حتى إن أكبر مسجد في برلين من حيث المساحة والقوة يسمى مسجد (عمر) هو لهم، ومساجد للشيعة وحدث ولا حرج والأحمدية، أكبر الأماكن التي تضم اللاجئين هي Turm str. وبجانبهم مسجد الأحباش وهم يفتحون أبوابهم 24 ساعة لمساعدة اللاجئين، وWilmersdorf ويضم أيضا آلاف اللاجئين، وأقرب مسجد إليهم مسجد الأحمدية الذي يفتح أبوابه لهم، أما موضوع التنصير فليس بمستبعد أبداً لا عقلاً ولا واقعاً بل هو للأسف واقع مرير.

     وقال: لقد حذرت منذ سنتين أن الأمر خطير جداً، وهذا خبر ما عندنا؛ لذا كنا وما زلنا ننادي بالمدرسة الشرعية والمسجد كي تكون نواة للخير في ألمانيا.

     ويضيف د. حسام الجابري الزغبي قائلا: وحملات التنصير عندنا تستمر وبكثرة في أماكن عيش اللاجئين ولها صدى كبير، وكثير من اللاجئين يبحث عن أي أمل حتى ولو كان بالكفر، نعوذ بالله من ذلك.

     ويضيف محذرا: والله ذنبنا وذنب هؤلاء في رقبة كل من خذلنا وتخاذل عن نصره الدين، والله المسلم القديم ينحرف عن الدين وغالبية المسلمين الجدد يقعون في الردة، وأما الشباب فغالبيتهم في ضياع، والنساء في مصائب ولا حول ولا قوة الا بالله.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك