رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 7 أغسطس، 2022 0 تعليق

التمسك بالسُّنة سبيل النجاة

التمسك بالسُّنة سبيل النجاة

(1)   السنة لغةً الطريقة والسيرة، وشرعًا: ما نُقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولًا أو فعلًا أو إقرارًا على فعل، وهي ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، لا سيما الخلفاء الراشدين قولًا وعملًا واعتقادًا، لكن لما حدثت البدع وانتشر الضلال، وحدث التفرق والاختلاف الذي أخبر به الصادق الأمين - صلى الله عليه وسلم -، اختص مَن تحلى بها بتسميتهم بأهل السنة والجماعة وبالفرقة الناجية، فأهل السنة والجماعة هم الذين وقفوا عند نصوص الكتاب والسنة، وساروا عليهما، ودعوا الناس إليهما، وقد وردت الأحاديث والآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين لهم بإحسان بالحث على التمسك بالسنة وفضلها، وفضل أهلها، ولا سيما عند فساد الزمان وظهور البدع، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم ما إن استمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنة رسوله».

 

 احذروا هؤلاء

     أخبرَ النبيُّ  صلى الله عليه وسلم  عن أُناسٍ مِن أُمته يُنكرون السُنَّة النبوية؛ فقال: «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ (يعني السُنَّة)، أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ؛ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ». (رواه أبو داود)، وفي رواية: «أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللَّهُ»، فلا يجوز الاستغناء عن السُنَّة بزعم الاكتفاء بالقرآن.

 

مكانة السُنَّة

السُنَّةُ النبويةُ أصلٌ مِن أصول التشريع، وهي مكمِّلة للقرآن الكريم وشارحة له:

- مكمِّلة للقرآن الكريم: أي أنَّ السُنَّة تأتي بأحكام شرعية جديدة غير موجودة في القرآن.

- شارحة للقرآن: أي أنَّ السُنَّة تشرح وتبيِّن ما جاء في القرآن، قال -تعالى-: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، فـ{الذِّكْرَ} هنا: هو السُنَّة، والذي {نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}: هو القرآن.

- مثال: قال -تعالى- في حُكم التيمم: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} بيَّنت السُنَّة أنَّ «اليد» المذكورة في الآية هي: الكفّ، بقوله صلى الله عليه وسلم : «التَّيَمُّمِ ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ».

 

من درر الشيخ ابن جبرين -رحمه الله

حقيقة العبادة

     العبادة: هي غاية حب الله -تعالى-، وغاية الذل له أن يكون العبد محبا لربه مقدما لمحبته على محبة كل مخلوق، وأن يكون متذللا لله ذليلا لربه لا يترفع عن عبادة الله، ولا يعتز بنفسه ولا يعتز بجاهه ولا بحسبه ولا بسلطانه ولا بأعوانه، بل يستحضر أنه مملوك لربه، ويستحضر أنه ذليل بين يدي الله لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، وأن ذلك كله يملكه ربه إذا كان كذلك صدق عليه أنه ممن عبد الله وحده.

 

خشية القلب أعظم ملاحظة من خشية الجوارح

     قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: خشية القلب أعظم ملاحظة من خشية الجوارح؛ لأن الذي يخشى الله بقلبه يكون مراقبا لله -عز وجل- ولحقه أكثر، فيجب أن تراقب خشية القلب أكثر مما تراقب خشية الجوارح؛ إذ خشية الجوارح بإمكان كل إنسان أن يقوم بها حتى في بيته، فكل إنسان يستطيع أن يصلي ولا يتحرك، لكن القلب غافل، فالخشية هي الأصل، وهي التي تجب أن يراقبها الإنسان ويحرص عليها حرصا تاما.

 

فوائد من دروس الشيخ صالح العصيمي

أعظم مقصد يحققه طلب علم التوحيد

     يا طالب العلم إن أعظم مقصد تحققه بطلبك لعلم التوحيد هو امتلاء قلبك بتوحيد الله وإجلاله فتقوى روحك به، وكما يفزع أهل الرياضات لها لتقوية أبدانهم فافزع إلى الله في تعلم توحيده لتقوى روحك به، ويكمل إقبالك على ربك فإن تحقيق التوحيد علمًا وعملًا أعظم سبب لصلاح القلب وقوته، وكم من مريض أصيب بمرض ميئوس من الشفاء منه عند الأطباء فلما كمل توحيده وقوي إقباله على الله في شفائه إذن الله له بالفرج فشفي من علته.

 

حكم السواك

     السواك مسنون في كل وقت لحديث: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» ويتأكد في بعض الأحيان، فالسواك ليس بواجب كما ذهب إليه إسحاق وداود؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» أي: لأمرتهم أمر إيجاب لأن المشقة تكون به، فلما لم يأمرهم بذلك دل هذا على سنية السواك لا على وجوبه.

 

فوائد من دروس الشيخ محمد الحمود النجدي

الاعتصام بالكتاب والسنة

لا عصمة لأحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا في كتاب الله أو في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ فالكتاب معصوم عن الخطأ والزلل، والسنة كذلك معصومة؛ لأنها وحي من عند الله كالقرآن، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يتكلم من عند نفسه، بل كما قال الله -عز وجل- مزكيا منطقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 4-3).

 

من ثمرات التمسُّك بالسنة

النجاة في الدنيا والآخرة

     أمَّا في الدُّنيا: فالنجاة فيها من الانحراف والزيغ والبدع والضلال، والحيرة والشكوك والخرافات، وما يتبع ذلك من نكد العيش، وكدر النفس، فالسنة سفينة النجاة، فمَنْ تمسَّك بها سلم ونجا، ومَنْ تركها غرق وهلك.

     وأمَّا في الآخرة: فالنجاة فيها من النار، والدخول إلى الجنة مع الأبرار؛ حيث الصحابة الأخيار، والتابعين لهم بإحسان، ومَنْ سار على نهجهم واقتفى أثرهم، وتابعهم في اعتقادهم وقولهم وعملهم، فالحمد لله الذي جعل النجاة المحضة موقوفة على متابعة منهج أهل السنة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك