التفسير الواضح على نهج السلف الصالح
التزم المؤلف في تفسير آيات الصفات بمذهب السلف الصالح عقيدة وعبادة وعملا
- (التفسير الواضح على نهج السلف الصالح) من المصنفات التفسيرية التي ألفت في القرن الرابع عشر الهجري ويقع في مجلد واحد من 645 صفحة وقدم له فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
بين أيدينا مصنف مهم من مصنفات المكتبة الإسلامية المهتمة بتفسير كتاب الله -عز وجل- وهو كتاب: (التفسير الواضح على نهج السلف الصالح)، ويعد من المصنفات التفسيرية التي ألفت في القرن الرابع عشر الهجري، ويقع هذا المصنف في مجلد واحد من 645 صفحة، اشتمل على: مقدمة، ثم تفسير سور القرآن الكريم، ثم ملحق تخريج الأحاديث، وفهرس الأحاديث، ثم فهرس الموضوعات، وقد قدم لهذا الكتاب فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-، وقد طبعت الكتاب دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع بالكويت، وكذلك الدار الأثرية للنشر والتوزيع بالأردن، وطبع منه كذلك تفسير ربع يس مستقلا في الدار الأثرية.
اسم الكتاب
نَص المؤلّف -رحمه الله- في مقدّمته على تسمية كتابه (التفسير الواضح على نهج السلف الصالح)، وكان قد سماه قبل ذلك في النسخة الخطية: (الصراط المستقيم في تفسير القرآن العظيم)، ثم عدل عن هذه التسمية، والجدير بالذكر أن كتاب التفسير (الواضح) هو تفسير على هامش المصحف، وقد أعده مؤلفه بهذه الهيئة. يقول العلامة الشيخ الرفاعي في مقدّمته للكتاب: وجعلت النص القرآني في وسط الصفحة والتفسير على هامشها، كما أنني اعتمدت (مصحف القراء) المرتب بشكل تكون الصفحة محتوية أول الآيات في أعلى الصفحة وآخر آية في آخر صفحة، وهكذا جميع صفحات القرآن من أوله إلى آخره. كما قام الشيخ بصيغة خلاصة كل صفحة من المصحف في جملة؛ حيث يقول: «وأنني لخّصتُ الصفحة في جملة وجعلتها في رأس كلّ صفحة، وتكون هذه الخلاصة أهم ما ورد فيها، وجلعتُ من مجموع الخلاصات فهرسا للآيات المفسرة في آخر كلّ جزء».مدة تأليف الكتاب
ذكر المؤلف -رحمه الله في مقدمة كتابه- المدة التي استغرقها في كتابة التفسير (وهي أربع سنوات)، وكيف أنه حرص على أن يكون تفسيره جزيل النفع كثير الفائدة، سهل العبارة، واضح الأدلة، بين الحجة، مستقيم المحجة، وأشار إلى تنوع مشارب المفسرين واختلافها؛ فمنهم من آثر الاختصار ومنهم من آثر التطويل، ومنهم من اعتنى في تفسيره بعلم معين، كالإعراب أو البلاغة أو الأحكام وغير ذلك.منهجية المؤلف في التعامل مع آيات الأسماء والصفات
أشار المؤلف -رحمه الله- للاختلاف في تفسير آي الصفات، وبيَّن أنّ السَّلَف «أبقوا معاني آيات وأحاديث الصفات على ظاهرها بلا تأويل، ولا تمثيل، ولا تشبيه، ولا تعطيل، ولا تكييف {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: ١١)، وأما الخَلَفُ: فأوَّلُوها، وأخرجوها عن ظاهرها، وبدَّلُوها إلى معانٍ أخرى لا تمتُ إليها بصلة)، وذكر التزامه في هذه الآيات بـ طريقة ومذهب السلف الصالح عقيدة، وعبادة، وعملا.منهجية المؤلف في كتابه من حيث التوسع والاختصار
نبه المؤلف -رحمه الله- أنه قد سلك في تفسيره سبيلا وسطا بين الإيجاز والإسهاب، فلا هو بالموجز المخل، ولا المسهب الممل، وتكلم بعدها على بعض الجوانب المنهجية التي درج عليها كبُعْدِه عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة والباطلة التي لا أساس لها، والأخبار الإسرائيلية، وغير ذلك. وقد نص المؤلّف على جُنوحه للتوسع في بعض الأحيان؛ حيث قال في مقدمته: «وقد ذكرتُ آنفًا أن تفسيري هذا سبيل وسط بين الاختصار والتفصيل، أوجزه أحيانًا في الأمور التي تكاد لا تخفى على القارئ، وألجأ أحيانًا أخرى إلى الإسهاب، فيما يجب التفصيل فيه؛ فأعطي نصيبا لا بأس به من الشرح إلى درجة أقتنع معها بأني وفيتُ الموضوع حقه، أو بيان فكرة خافية على بعض دون بعض، أو يعرفونها على وجه غير الوجه الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنة، فأبين الصواب من الخطأ»، غير أن أمثال هذه التوسعات تأتي بطريقة قليلة جدا في الكتاب، ومن ثم فلا تؤثر في كونه دائرًا حول المعنى دون توسع.المصادر التفسيرية للكتاب
من مصادره التفسيرية التي صرّح بها-رحمه الله- في داخل الكتاب: (تفسير ابن أبي حاتم، النكت والعيون للماوردي، تفسير القرآن العظيم لابن كثير).ملاحظات مهمة
وتجدر الإشارة إلى ملاحظات مهمة اتبعها المؤلف في مصنفه:- أولا: التزام معنى واحد في التفسير
- ثانيًا: العزو والإحالة على المصادر التفسيرية
التعريف بالمؤلف
مؤلّف (التفسير الواضح) هو الشيخ العلامة المفسر محمد نسيب بن عبدالرزاق بن محيي الدين الرفاعي الحلبي، ولد في سوريا بمدينة حلب في التاسع من رمضان سنة 1332 هـ الموافق لسنة 1915م، وهو صاحب كتاب تيسير العلي القدير لاختصار ابن كثير، وقد توجّه إلى السعودية سنة 1975م، ثم أرسله الشيخ ابن باز إلى الأردن مبعوثًا للدعوة والإرشاد فيها فاستقر في الأردن منذ سنة 1976م. ترك الشيخ نسيب الرفاعي عددا من المؤلفات العلمية، من أبرزها: تيسير العلي القدير تحقيق تفسير ابن كثير، التفسير الواضح على منهج السلف الصالح، التوصل على حقيقة التوسل رواية لن تعودي يا فرنسا، مذهب السلف الصالح في آيات الصفات، وغيرها، وتوفي في العاصمة الأردنية عمّان سنة 1412م الموافق 1992م. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ الرفاعي ذكر في مقدمته أنه ابتدأ كتابه هذا (التفسير) أول رجب سنة 1394 هـ وأنه فرغ منه في 16 جمادى الآخرة سنة 1398ه. قال عنه فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله في مقدمته-: «وشيخنا العلامة الرفاعي له عناية متميزة في تفسير كتاب الله -تعالى-: دراسة وتصنيفا، وكان قد أخذ في شرح كتاب الله -تعالى- في دروسه في المساجد في عمان، لما حل بها سنة 1976 م، وابتدأ بدروس التفسير في أوائل الثمانينات.
لاتوجد تعليقات