رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 18 أغسطس، 2015 0 تعليق

التفجير في المساجد ظاهرة جديدة عند خوارج العصر

الإرهاب جريمة إنسانية بشعة لا دين له ولا وطن ولا تعريف

رسولنا الكريم  صلى الله عليه وسلم حذر من المرور بين يدي المصلي فكيف بقتله؟؟

 

على شبابنا الاعتصام بالكتاب والسنة والالتفاف حول العلماء الربانيين وطاعة أولياء الأمور.. للخروج من الفتنة

إحياء التراث: مخطط إرهابي لإثارة الفتنة في بلاد الحرمين والكويت ودول الخليج يستهدف زعزعة الأمن وضرب الاستقرار

 التجمع السلفي: قتل الأبرياء جريمة بشعة ونموذج للإرهاب المبني على الأفكار المنحرفة

إعداد/ مهدي عبدالستار

الإرهاب جريمة إنسانية بشعة لا دين له ولا وطن بل ولا تعريف ولا معيار له.. فما بين أطفال ونساء يحرقون وهم أحياء في بورما، وبيوت تهدم على رؤوس ساكنيها في غزة والأراضي المحتلة، وصحفيين يضربون بالنار في مؤسستهم في فرنسا، وجنود وعساكر تفجر فيهم العبوات في تركيا ومصر، ومدنيين عزل تفجر أسواقهم في العراق، ومساجد تتفجر على رؤوس المصلين في الكويت والسعودية وغيرها الكثير من أنواع الإرهاب الإجرامي الذي تعانيه البشرية اليوم وإن كان المسلمون هم أكثر من يدفع فاتورة هذا الإجرام الذي عم الدنيا سواء على أيدي أعداء الأمة من الخارج أم للأسف على أيدي بعض أبنائها.

      فمن المستفيد من هذا الإرهاب الأسود؟ ومن الضحية الذي يدفع من دمه وأشلاء بنيه ثمنا لهذه الأعمال الإجرامية؟؟ بل السؤال الأهم الآن بعد هذا الاعتداء الآثم على الساجدين الراكعين في مسجد قوات طوارئ عسير بمنطقة أبها الذي راح ضحيته 17 مسلما مصليا، وقبله مسجد الصادق في الكويت، وقبله مساجد العراق: بأي مسوغ شرعي يقدم الفاعل على فعلته هذه؟

وماذا سيقول لله -تعالى- يوم القيامة عن هذه الأنفس البريئة؟؟ وماذا قدم للأمة؟ أو ماذا جنت من هذا الإجرام البشع؟؟؟

ألم يبلغه هذا الدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم في سنته قد عظّم المرور بين يدي المصلي فكيف بقتله؟؟

ألم يقرأ ما جاء في صحيح مسلم -رحمه الله- قول النبي  صلى الله عليه وسلم : «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه،لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه».

     وفي عقيدة أهل السنة والجماعة أن من أعظم الذنوب بعد الكفر سفك الدم الحرام، ولو سُبق الكفر بذنبٍ لسبقه القتل، ففي الحديث الذي أورده الإمام البخاري رحمه الله: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما».... لكن ماذا نقول لأقوام صدق فيهم قول رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».

     فأعداؤنا المسلطون على إخواننا المستضعفين معلومون وعداوتهم معروفة، لكنَّ الطامة أن من يسلط على تفجير مساجدنا ثلة من أبنائنا انتهجوا نهج خوارج العصر فضلوا الطريق، ويحسبون أنهم على شيء، وهم لا شيء؛ لأنهم بالرغم من كثرة صلاتهم وصيامهم كما وصفهم النبي  صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية!!

إحياء التراث الإسلامي

     وحسنا صنعت جمعية إحياء التراث الإسلامي حين استقرأت الحدث من منظور واع مدرك لحجم الأخطار التي تحدق بدول الخليج ولا سيما بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وما تتعرض له من مخطط إرهابي يستهدف زعزعة الأمن فيها وإثارة الفتنة بين فئات شعبها, وأكدت الجمعية في بيان مفصل لها أن الخطوط العريضة لهذا المخطط أصبحت واضحة للعيان, مشيرة أن الحدث الأخير وهو تفجير مسجد قوات طوارئ عسير ما هو إلا حلقة من حلقات المخطط الذي يستهدف إثارة الفتنة وزعزعة الأمن في بلادنا بأسلوب إجرامي خبيث يتمثل في تنفيذ جرائم قتل وتفجير لبيوت الله الآمنة, وقد سبق هذا التفجير تفجير استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في منطقة (القديح).

وأكدت الجمعية في بيانها عقب الحادث قائلة: «وإننا إذ ندين هذه الحوادث الإرهابية التي تستهدف الأبرياء من رجال الأمن والمدنيين في المساجد وغيرها, فإننا نؤكد وقوفنا الكامل وتأييدنا للسعودية في جهودها الكبيرة والمباركة لدرء الفتنة ومواجهة التطرف والإرهاب في جميع صوره».

وزارة الأوقاف الكويتية

     هذا وفي الإطار ذاته قد دان وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت يعقوب الصانع التفجير الإرهابي الذي وقع من عصابة ما يسمى بـ(داعش) في مسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير في السعودية، وقال الصانع في تصريح صحافي: إن «الحادث طال رجال أمن يبيتون الأيام والليالي في حراسة العباد والبلاد والعجيب أن الأمر لم يقتصر على مجرد التفجير في مكان عملهم، بل عمد الشقي إلى تفجير نفسه في بيت من بيوت الله وفي وقت فريضة من فرائض الله لكنه الضلال وسوء المقصد حين يجتمع في شخصٍ فإنه لا يجعل لأي بقعة حرمة أو مكانة».

وزاد الوزير الصانع: ولا غرابة في فكر هؤلاء المجرمين الذين قتل أسلافهم خير صحابة النبي -  صلى الله عليه وسلم – فقتلوا عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما.

     وتابع الصانع: «ونحن في الوزارة ندين بشدة هذا العمل الإجرامي الشنيع، ونقف صفاً واحداً مع أشقائنا في السعودية في حفظ أمنها ووحدة صفها» داعياً الله -تعالى- أن يرحم من مات في هذا الحادث، وأن يتقبله في الشهداء، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحمي الكويت وأميرها وشعبها وكل بلاد المسلمين من كل سوء وشر وفتنة.

لجنة الوسطية

     من جهته، استنكر الأمين العام للجنة العليا لتعزيز الوسطية وكيل وزارة الأوقاف بالإنابة فريد أسد عمادي الحادث الذي وقع على يد عصابات إرهابية منتسبة إلى التنظيم المدسوس على الأمة والمسمى (داعش) والذي ذاقت منه الأمة الإسلامية والعربية الويلات، فهم كما وصفهم النبي  صلى الله عليه وسلم  يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان».

ورأى أن من تأمل حال هؤلاء الخوارج عبر التاريخ لا يجد منهم إلا الغدر والعدوان، فهم يسعون في إضعاف الأمة وتسليط أعدائها عليها، وشق عصا المسلمين، وزعزعة أمنهم، سائلا الله أن يقينا شرهم، ويرد كيدهم في نحورهم.

وأضاف: «هم اليوم قد كشفوا للناس عن وجههم الحقيقي ألا وهو تكفير المجتمعات، والدعوة إلى قتالهم ولكن نبشرهم أن هذه الأفعال الجبانة لن تفت في عضد هذه البلاد، قادة وشعباً، ولن تزيد رجل الأمن إلا إخلاصاً وتفانياً لدينه ووطنه وأمته».

التجمع الإسلامي السلفي

بدوره، دان التجمع الإسلامي السلفي الحادث الأثيم واصفاً إياه بأنه «إرهاب كبير، ومنكر عظيم، وفساد في الأرض يتحتم معه تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب بكل وسائل القوة والاستعداد».

وقال التجمع في بيانه: «إن الجريمة البشعة التي وقعت في مسجد أبها أبيحت فيها كل المحرمات؛ من قتل الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة بيوت الله، وترويع للمسلمين، وزعزعة للأمن والاستقرار لحياة الناس الآمنين المطمئنين في كل مكان».

ورأى أن الحادث نموذج للإرهاب المبني على الأفكار المنحرفة، والمتطرفة التي لا تمت بأي صلة لديننا الإسلامي العظيم، وشريعته المبنية على التحذير الشديد من القتل وإخافة الآمنين قال تعالى: {إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة:33).

وجدد التجمع التأكيد على أن الإرهاب لم يترك مسلماً أو ذمياً أو طائفة، أو بلدا مستقراً إلا وأذاقه من شره، لذا على الجميع أن يتمسكوا بوحدتهم أمامه صفاً واحداً ولا يتفرقوا.

كيف خيب الله آمال الانتحاري؟

     وقد خيب الله -تعالى- آمال الانتحاري في تفجير مسجد قوات الطوارئ بعسير؛ لأنه كان يستهدف إصابة أكثر من ألف مصل أثناء تأديتهم صلاة الظهر، كما يجري يوميا في المسجد بحسب إمام المسجد العريف عبدالله الشهراني الذي أكد أن صلاة الظهر تحديدا في أوقات الدورات التدريبية، يؤديها أكثر من ألف مصل على دفعتين، تؤدي الدفعة الأولى الصلاة، ويبقى عدد كبير منهم خارج المسجد ينتظرون للصلاة في دفعة ثانية، وبحسب تقارير صحيفة كان الانتحاري يعلم سلفا أنهم سيؤدون صلاة الظهر في المسجد يوم الخميس بالأعداد التي توقعها، وحدث ما لم يكن في حسبانه، بحصول استثناء؛ حيث خرج المتدربون في إجازتهم الأسبوعية قبل صلاة الظهر بوقت يسير.

وفي العرف العسكري يتم ما يسمى بـ(التكميل) قبيل الصلاة؛ حيث يقف المتدربون صفا للتأكد من وجودهم مكتملين ثم ينصرفون للمسجد. ويلي الصلاة تكميل ثان لتفقد جميع العساكر بعد الفراغ من الصلاة.

ويتضح من ذلك أنه كان يريد استهداف أكبر عدد ممكن؛ مما يطرح تساؤلا، لماذا تأخر في التفجير للركعة الثالثة؟

أبرز المعطيات تشير لاختلاف هيئة منفذ العملية عن هيئة الطلبة المتدربين، ولا سيما «قصة الشعر»، فالمتدربون يحلقون رؤوسهم تماما، في حين تشير المعلومات إلى أن المنتحر كان طويل الشعر على غير عادة المتدربين.

والأمر الثاني.. صفاء بشرته وعدم ظهور الاسمرار عليه أو التعب، على عكس حال بقية المتدربين.

والأمر الأهم حالة الارتباك التي كان عليها فور دخوله المسجد، ووفقا لشهود العيان من مصلي الظهر ذلك اليوم، فإنه حمل مصحفا ولم يفتحه، وأعاده مجددا لمكانه، ثم حاول الدخول في منتصف الصف وحيل بينه وبين ذلك، فاتجه إلى الجانب الأيمن من المسجد.

فيما تردد أنه تشتت ذهنه عندما رأى أن المسجد لم يمتلئ بالمصلين، ولا سيما وأن العدد لم يتجاوز الـ 200 مصل.

 

مفتي السعودية: تفجير مسجد عسير عمل إجرامي قبيح

      وقد أصدر سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بيانا وصف فيه حادثة التفجير الغاشم الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير الأسبوع الماضي، ونتج عنه استشهاد سبعة عشر رجلاً من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة وبعض العاملين في الموقع، وإصابة تسعة آخرين وصفه بالعمل الإجرامي المشين والقبيح الذي لا يقبله إنسان ولا دين.

     وقال آل الشيخ في مداخلة مع إحدى القنوات السعودية الرسمية: إن «هذا عمل إجرامي وعمل مشين وعمل قبيح لا يقبله إنسان ولا دين، ويدل على عدم الإيمان عند هؤلاء الذين يقتلون المصلين المطمئنين الذين يؤدون فريضة الإسلام ويفجرونهم تفجيراً, وهذا دليل على فكرهم السيئ والحقد العظيم، ولا يزيدنا هذا إلا تلاحماً وقوة واجتماعاً وتألفاً إن شاء الله وترابطاً بيننا وبين قائدنا».

وأضاف مفتي السعودية «وهذه الأحداث لن تبعدنا عن مبادئنا بل سنكون أشد قوة وتكاتفا وتعاونا على الخير والتقوى , مؤكدا أن هذه الفئة الضالة فئة خارجة عن دين الإسلام فئة حاقدة وفئة مجرمة تعبر عن خبثها، وعلى المسلمين الانتباه والحذر من شرهم».

     ودعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ العلماء إلى كشف هذه الفئة الضالة وقال: «واجب الدعاة والعلماء الكشف عن هذه الفئة وهي فئة ضالة خارجة عن الإسلام والواجب أن نكشفها على حقيقتها، ونحذر شبابنا من هذه الفئة الضالة وأن هذه هي آثارها على المجتمع وأعمالها قتل المصلين في المساجد».

 

الأمن السعودي أحبط أربع محاولات لتفجير المساجد في رمضان

جدير بالذكر أن الداخلية السعودية كشفت إحباطها مخططا لتنظيم داعش في تفجير مساجد عدة في المملكة، منها أربعة مساجد حاولوا استهدافها في شهر رمضان الماضي.

     وقالت الداخلية في بيانها: «ومن العمليات التي تم إحباطها عملية انتحارية باستخدام الأحزمة الناسفة تستهدف الجامع التابع لقوات الطوارئ الخاصة في الرياض الذي يستوعب 3 آلاف مصلٍ، وذلك يوم الجمعة التاسع من رمضان، استغلالاً لوجود المنسوبين لأداء الصلاة فيه بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا».

     وأضافت «كما تم إحباط عمليات انتحارية تستهدف عدداً من المساجد في المنطقة الشرقية بالتتابع في كل يوم جمعة يتزامن معها عمليات اغتيال رجال أمن من العاملين على الطرق، وكان الترتيب الزمني لتنفيذ العمليات الانتحارية وفق التواريخ: الجمعة 18/8/1436، 25/8/1436، 2/9/1436، 16/9/1436، 23/9/1436».

     وأوضحت «من ضمن العمليات أيضاً التخطيط وإجراء مسوح ميدانية لمقرات إحدى البعثات الدبلوماسية لاستهدافها، والعمل على تحديد مقار سكن عدد من رجال الأمن ضمن مخطط لاغتيالهم، وعمليات استهداف منشآت أمنية وحكومية في محافظة شرورة، وإقامة معسكر لهذا الغرض داخل صحراء شرورة لتلقي التدريبات العسكرية المختلفة فيه، والتواصل والتنسيق لتلك العمليات مع العناصر المطلوبة في اليمن».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك