التغريب والعلمنة وأثرهما على المجتمعات المسلمة (6) مظـاهـر التغـريـب
البحث الفائز بالمركز الأول في المسابقة البحثية الأولى للمركز
عقد مركز ابن خلدون للدراسات الإستراتيجية المسابقة البحثية الأولى وكانت تحت عنوان: (التغريب والعلمنة وأثرهما على المجتمعات المسلمة)، وقد فاز بالمركز الأول البحث المقدم من الباحث رامي عيد مكي بحبح من جمهورية مصر العربية، وتعميمًا للنفع تنشر مجلة (الفرقان) هذا البحث على حلقات، واليوم نستكمل الحديث عن مظاهر التغريب.
- الاختلاط في التعليم وفي المصالح الحكومية وفي الشركات حتى في المواصلات والأسواق, الأمر الذي أدى إلى ظهور الانحرافات الخلقية، والفساد، والانحلال المجتمعي في أغلب البلاد الإسلامية.
- كتابة أسماء المحلات التجارية بلغات أجنبية, كما أن أغلب لوحات المحلات في الدول الإسلامية، مستوحى من الحضارة الغربية؛ الأمر الذي يخترق وعي المجتمع ويؤثر في الذهن, كما أن لهذه اللافتات تأثيرا نفسيا واجتماعيا وفكريا كبيرا على النشء, ولا ينكر أحد أن الأسماء العربية أخذت تتناقص شيئاً فشياً أمام الأسماء الأجنبية الدخيلة.
- انتشار الموسيقى في كل مكان حتى في نغمات العاتف.
- انتشار صالونات التجميل على الطريقة الغربية التي تتردد عليها النساء والشابات والفتيات الصغار في المناسبات كالأفراح وفي غير المناسبات.
- انتشار النصب التذكارية والأعياد التذكارية على الطريقة الغربية.
- ترك التقويم الهجري والعمل بالتقويم الميلادي.
- انتشار البنوك الربوية بصيغها الاستثمارية والخدمية والتمويلية على الطريقة الغربية التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
- إحياء الأعياد الغربية الدخيلة على أمتنا الإسلامية, كيوم الحب, ويوم الأم, ويوم العمال, إلى غير ذلك من الأعياد التي لا تعبر عن ثقافتنا ولا عن ديننا, بل لقد وصل الأمر بأن يحتفل المسلمون بالأعياد النصرانية كعيد الميلاد, وإعطاء بعض الحكومات الإسلامية لجميع مواطنيها أجازة في هذه الأعياد النصرانية!
رابعًا تعدد مظاهر التغريب
تعددت مظاهر التغريب في شتى نواحي الحياة في المجتمعات الإسلامية, منها التشريع والتعليم واللغة والإعلام, حتى العمارة الإسلامية لحقها التغريب, ويمكن التعريج على ذلك سريعاً فيما يلي:
مظاهر التغريب في التشريع
من مظاهر التغريب في التشريع تطبيق الحكومات في معظم الدول الإسلامية للقوانين والتشريعات الغربية الوضعية وفرضها؛ فقد طبقت هذه القوانين الوضعية القاصرة بديلا للشريعة الإسلامية, وقد نال الغرب ما رجاه، وأصبح الحكمُ حكمَ الجاهلية, قال -تعالى-: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة:50)؛ ولقد تجلت مظاهر التغريب في التشريع تجليا كبيرا في الدول العربية والإسلامية, ومنها: تطبيق الأنظمة والقوانين الوضعية الغربية, وهذا يعد اعتداء على شرع الله رب العالمين، لاستقاء حقوق الإنسان من المواثيق الدولية، وتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تحارب الشريعة.
مظاهر التغريب اللغوي
أدى التغريب إلى الانفتاح اللغوي على الألفاظ الأجنبية؛ مما أدى إلى نقل هذه الألفاظ إلى الحروف العربية, وضياع اللغة الفصحى, وازدواجها مع العامية؛ قد غابت الفصحى عن ألسنة القادة ورجال الإعلام والمثقفين وأساتذة الجامعات, وأصبح من المعتاد الحديث بالعامية مع إدخال المصطلحات الأجنبية.
مظاهر التغريب في التعليم
لم يقتصر الأمر في تغريب التعليم على المناهج التعليمية، بل تعداها إلى أسلوب التربية وفلسفة السلوك؛ فلقد طُبق الاختلاط بين الذكور والإناث في المدارس والجامعات, كما أدخلت التقاليد الغربية المنافية للإسلام في صلب النظام الجامعي؛ إذ شُيِّدَت معاهد عليا وكليات لتعليم الرقص والتمثيل والنحت والموسيقى في البلاد الإسلامية, ويمكن إجمال مظاهر التغريب في التعليم في النقاط التالية:
- بث ثقافة الاختلاط في مناهج التعليم وتطبيق سياستها في المدارس والجامعات.
- الترويج لأبطال الغرب وقياداتهم في المناهج الدراسية, مع تجاهل علماء المسلمين والعرب ودورهم في النهضة الحضارية.
- تضمين المناهج للنظريات والفلسفات التربوية الغربية ذات التوجه اللاديني واللا أخلاقي.
- كثرة الموضوعات المتعلقة بالثقافة الغربية, مع تغييب الموضوعات ذات الطابع الإسلامي.
مظاهر التغريب في العمارة
أدى التغريب إلى تحول مدننا الإسلامية إلى خليط من أساليب العمارة التي لا هُوِيَّة لها؛ فلا هي تقليدية حافظت على الطابع القديم, ولا هي عملية ناتجة عن مقتضيات البيئة, إنما هي خليط من التقليد الأعمى للغرب.
لاتوجد تعليقات