رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مركز ابن خلدون للدراسات الإستراتيجية 31 ديسمبر، 2019 0 تعليق

التغريب والعلمنة وأثرهما على المجتمعات المسلمة (13) وسائل مقاومة التغريب


البحث الفائز بالمركز الأول في المسابقة البحثية الأولى للمركز

  عقد مركز ابن خلدون للدراسات الاستراتيجية المسابقة البحثية الأولى وكانت تحت عنوان: (التغريب والعلمنة وأثرهما على المجتمعات المسلمة)، وقد فاز بالمركز الأول البحث المقدم من الباحث: رامي عيد مكي بحبح من جمهورية مصر العربية، وتعميمًا للنفع تنشر مجلة (الفرقان) هذا البحث على حلقات، واليوم نستكمل الحديث عن وسائل مقاومة التغريب.

المستوى الثاني: وسائل الأسر لمقاومة التغريب

     أهم وسائل الأسر لمقاومة التغريب هي (التربية الإسلامية الصحيحة)؛ فالأسرة هي أول مؤسسات التطبيع الاجتماعي وتكوين الشخصية, أي أن مجموعة السمات الثابتة نسبياً التي يسلك بها الفرد في المواقف المختلفة تُسْتَمَدّ من الأسرة؛ فالأسرة هي أولى الجهات وأعمق المؤسسات وأنشط الوسائط في التربية, وتكون التربية الإسلامية الصحيحة في محيط الأسرة عبر السبل التالية:

(1) أن يكون كبار الأسرة – الأجداد والوالدان والإخوة الكبار – على فهم جيد بالإسلام، فهماً خالياً من البدع, وأن يكونوا على دراية بأهداف التربية.

(2) أن يكونوا قدوة في الكلمة والسلوك, والمعاملة والعبادة, والمظهر والجوهر, والسر والعلن.

(3) أن يشيع في الأسرة جو الروحانية الصافية التي يبدو فيها التعلق بالله في أوضح صُوَرِهِ وأقوى مظاهره, كالحرص على الصلاة في جماعة, واحترام القيم الدينية، والتمسك بالفضيلة، والأمانة، والصدق، والإخلاص.

(4) أن يكثر من الأحاديث الدينية عن النبي[ وصحابته -رضوان الله عليهم- وتابعيهم, وأن تقدم المعلومات الدينية للأطفال بالأسلوب المناسب لمداركهم.

(5) أن تكون دعوة الأولاد قائمة على الموعظة الحسنة، والكلمة الطيبة بتلقائية وبساطة, وبهدوء ورفق, وباحترام وتقدير, وبحنان ودفء, وبعاطفة وولاء, قال -تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (النحل:125)؛ مما يُكسبهم قيماً في نفوسهم ويُدعِّمها ويعززها، ومن ثَمَّ يصعب نزعها.

(6) أن تكون المعاملات وفق الأخلاق الإسلامية الأصيلة، دون تقليد، أو ادعاء، أو تمثيل.

(7) أن تكون الأسرة على دراية بوسائل التغريب الموجهة للأطفال, لتقوم بحمايتهم من روافد التغريب، والمتمثلة في وسائل الإعلام المختلفة، كالقنوات الكرتونية الغربية, والحضانات، والمدارس الأجنبية, والخادمات، والمربيات الأجنبيات غير المسلمات, مع تقديم البدائل الإسلامية عن روافد الغزو الفكري، وملء وقت فراغهم بالنافع المفيد.

تيسير أمر الزواج

(8) تيسير أمر الزواج المبكر للشباب والفتيات؛ وذلك بمساعدة الآباء لأبنائهم الذكور في تكاليف الزواج, مع تيسيرهم في مهور بناتهم؛ فإن لذلك آثاراً عظيمةً على الشباب والفتيات وعلى المجتمع كله, ومن فوائد الزواج المبكر: ضمان العفة النفسية والجسدية، والوقاية من الانزلاق إلى الشهوات، والاستقرار النفسي والعقلي للشباب؛ مما يدفعه للبناء والإنتاج والعطاء، والسعادة في الحياة الزوجية؛ حيث يمهد الزواج المبكر فرصة للتفاهم بين الزوجين وموائمة طباعهما لبعضهما بعضا، ومجال لمباشرة تربية الأبناء؛ وذلك لقرب الأجيال من بعضها بعضا, كما يكون الأب في أوج نشاطه وشبابه وعطائه التربوي لأبنائه.

خطوة فعالة

    وإن لتيسير أمر الزواج خطوة فعالة في مقاومة التغريب الذي يضرب باستمرار على وتر الشهوات، مثيراً للغرائز بكل الوسائل, مع حرصه على تأخير سن الزواج, ووضع العقبات في طريق العفة والحلال, مع تسهيل الانحلال والحرام, والتهوين من أمر الفاحشة؛ مما يعد خطوة محكمة لغزو الأسرة المسلمة، إن تيسير أمر الزواج مسؤولية مشتركة بين كل من الأسرة، والحكومات، وأجهزة الدعوة والإعلام, إلا أن القسط الأكبر من المسؤولية يقع على الأسرة التي تُعد المُخَاطَبَ الأوَّل في أمر الزواج، كما أن تيسير أمر الزواج المبكر يُفَوِّتُ الفرصة على دعاة التغريب الذين يركزون على الشهوات، والغرائز من أجل الوصول إلى تحطيم الأسرة المسلمة, ومن ثم تحطيم المجتمعات المسلمة.

تعدد الزوجات

9- تغيير فكرة الأسر والمجتمعات حول (تعدد الزوجات )؛ حيث إن في نشر ثقافة تعدد الزوجات حماية للكثير من المجتمعات من انتشار الرذيلة؛ لأنه سيسهم في زواج الملايين من النساء اللاتي يعشن دون زواج، كالمطلقات، والأرامل، ولاسيمافي بمناطق الحروب.

دور الأسرة

ويمكن إجمال دور الأسرة في التربية فيما يلي:

(1) البناء العقدي: بتلقينهم كلمة التوحيد, وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

(2) البناء العبادي: بتعليمهم الصلاة، والصيام، وتلاوة القرآن.

(3) البناء الاجتماعي: بتعليمهم الآداب الاجتماعية، واختيار الصحبة الصالحة.

(5) البناء الأخلاقي: بآداب الاستئذان والصدق والحياء.

(6) التهذيب الجنسي: بأمرهم بغض أبصارهم، والاستئذان، وستر العورات، والتفريق في المضاجع، وإبعادهم عن الاختلاط والمهيجات الجنسية، ومساعدتهم على الزواج المبكر.

المستوى الثالث:

وسائل الحكومات لمقاومة التغريب

- إدخال مقرر دراسي تحت مسمى (التغريب)، يُدرَّس للطلبة في المدارس والجامعات، يشرح لهم تاريخ حضارة الإسلام, وأسباب ذبول هذه الحضارة، وكيفية عودتها, وتاريخ التغريب والعوامل والأسباب الداعمة له وسبل مواجهتها.

- اعتماد إدخال الأسرة في مناهج التعليم في المرحلة المتوسطة والثانوية للبنين والبنات؛ بحيث يشتمل هذا المنهج على بيان قيمة الأسرة ومكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الشرعي للعلاقة بين الرجل والمرأة، مع عرض تاريخي للجهود الدولية الهادفة لإفساد الأسرة والمرأة المسلمة.  

- طباعة الكتب والمطويات التي تتناول التعريف بالتغريب، وتاريخه، وآثاره، وخطره، وسبل مقاومته, وتوزيعها على الشباب والفتيات.

- دعم الباحثين وتوجيههم نحو دراسة الموضوعات المتعلقة بالتغريب كافة، وسبل مواجهتها.

- دعم الجامعات الإسلامية وتطويرها، والعمل على تقدمها والارتقاء بمستواها العلمي والبحثي.

- إعادة صياغة مناهج العلوم؛ بحيث تتوثق الصلة بين المواد كلها وبين أهداف المواد الشرعية, ولا يقتصر ذلك على المناهج فقط، بل يتعداه إلى المعلمين أنفسهم، حتى يحدث ربط بين الدين والحياة عند الأطفال من بداية حياتهم.

- ضرورة إعادة تأهيل معلمي التربية الدينية بأساليب جديدة، تركز على إكسابهم مهارات كيفية دراسة نفسية الطلاب؛ وفهم مشكلاتهم، والمشاركة في إقناعهم، والرد على استفساراتهم.

- إدراج برامج لمناقشة موضوع التغريب وكل الموضوعات المتعلقة به، لاسيما خطره وسبل مواجهته؛ وذلك بمراكز الشباب والمنتديات.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك