التعريف بكتاب – الثبات في الأمر كله
- الثبات حماية ووقاية للمسلم من الوقوع في الفتن
- الثبات يعد مظهرا من مظاهر قوة الشخصية والشكيمة والعزيمة عند الإنسان
- بالثبات والديمومة يجني المرء ما يود الحصول عليه سواء من أمور دنياه أم من أمور آخرته
بين أيدينا كتاب جديد يضاف للمكتبة الإسلامية، وهو بمثابة إهداء خاص لكل ثابت على الحق، يطلب استزادة من الثبات، وإهداء لكل مقدام جسور في الثبات على مبادئ الدين، إلى كل من يرغب أن يثبت نفسه مستعينا بالله هكذا أهدت صاحبة كتابنا اليوم د. هيام الجاسم إصدارها الذي أسمته (الثبات في الأمر كله)، ويقع الكتاب في 66 صفحة، وكتبت المؤلفة في نهاية الإهداء فقالت: «نقدم هذا الإصدار، ونسأل الله القبول لهذا الجهد المتواضع خالصا لوجهه الكريم».
أوضحت المؤلفة في مقدمتها أن الثبات رأس المبادئ والقيم والأخلاق جميعها، وأنه قيمة شرعية تربوية ودليل قوة النفس وقوة الإرادة عند المرء، كما أضافت أن الثبات يعد مظهرا من مظاهر قوة الشخصية والشكيمة والعزيمة عند الإنسان، ثم بينت عملها في هذا المؤلف بقولها: «إن ثبات القلب والعقل والجوارح على ما يرضي الله -تعالى- إنما هي نعمة كبرى يثبت الله بها العبد الصادق، ومن خلال هذا البحث العلمي الشرعي المتواضع، حاولت جاهدة أن أبسط بالشرح والتفصيل كل ما يمت بصلة بهذه القضية الرئيسة التي هي رأس الأمر كله في أمور معاشنا وديننا؛ فبالثبات والديمومة يجني المرء ما يود الحصول عليه، سواء من أمور دنياه أم أمور آخرته، والترادف ظاهر بين الثبات والاستمرار والديمومة».معنى الثبات لغة واصطلاحا
تعرضت المؤلفة لمعنى الثبات في اللغة والاصطلاح، فكان مما ذكرته في معنى الثبات: «نقول ثبت الشيء إذا دام واستقر، وإذا ثبت الأمر إذا صح، ثبتُ الجنان: ثابت القلب، والثبات ضد الزوال فالثبات رديف الاستمرار والديمومة والاستقرار. وكان مما ذكرته المؤلفة في معنى الثبات اصطلاحا: ورد في موسوعة نظرة النعيم أقوال لأهل العلم في الثبات: قال المناوي: الثبات التمكن في الموضع الذي شأنه الاستنزال. قال السيوطي: الثبات من بركت الإبل أي ثبتت على الأرض. قال ابن حجر: الثبت الحجة.الآيات القرآنية في الثبات
نقلت المؤلفة العديد من الآيات القرآنية التي جاء فيها لفظ الثبات بمشتقاته، وبلغت سبع عشرة مرة، منها على سبيل المثال: قوله -تعالى-: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة: 250)، وقوله -تعالى-: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (سورة الفرقان: 32)، وقوله -تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} ( إبراهيم: 27)الأحاديث النبوية الواردة في الثبات
ثم انتقلت المؤلفة -بعد ذكرها الآيات القرآنية التي جاء فيها لفظ الثبات بمشتقاته- إلى ذكر الأحاديث النبوية الواردة في الثبات، فذكرت العديد من هذه الأحاديث، وكان منها على سبيل المثال: - عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - أنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثباتَ في الأمر، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك شُكْر نعمتك، وحُسْن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تَعلَم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم». - قالَت أم سلمة -رضي الله عنها-: «كانَ أَكْثرُ دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ» قالَت: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، «ما أكثر دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ! قالَ: يا أمَّ سلمةَ، إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ، فمَن شاءَ أقامَ، ومن شاءَ أزاغَ، فتلا معاذٌ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} - قالت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عمل عملا أثبته، وكان إذا نام من الليل، أو مرض، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، قالت: وما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام ليلة حتى الصباح، وما صام شهرا متتابعا إلا رمضان.الأسباب المؤدية للثبات
وفي هذا المبحث اللطيف تناولت المؤلفة العديد من الأسباب التي ينبغي على راغب الثبات تطبيقها والأخذ بها وكان من تلك الأسباب:- المرابطة والتسابق على فعل الخيرات.
- استشعار الافتقار لله -تعالى- والاطراح بين يديه -عز وجل- ونسبة الفضل لله -تعالى.
- الإقبال على كتاب الله -تعالى- تلاوة وتدبرا وتفقها ورقية والتداوي به ونشره.
- طلب الهداية دوما من الله -تعالى- إلى صراطه المستقيم.
- التمسك بالسنة.
- صحبة الأخيار.
لماذا يُعد الثبات نعمة عظيمة للمسلم؟
في هذا المبحث بينت المؤلفة الدوافع والمحفزات التي بالتعرف عليها ترتفع همة المسلم لتحصيل نعمة الثبات على الدين، فذكرت العديد من المحفزات والدوافع ومنها:- العبرة بالخواتيم لا بالبدايات للالتزام والانضباط الذاتي والمجتمعي.
- الثبات يولد الاستقرار والسكينة في النفس، وينشئ الاستقرار النفسي.
- الثبات يعد منة وعطية من الله للعبد تستحق الحمد والثناء والشكر، وتحمي المرء من الوقوع في ملمات كثيرة.
- المرء الثابت دليل على تمسكه بالصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي والصبر على أقدار الله -تعالى-.
- الثبات حماية ووقاية للمسلم من الدخول في الفتن.
المعيقات التي تمنع المرء من الثبات
المعيقات التي تمنع المرء من الثبات منها:- ضعف اليقين بما عند الله من الجزاء على الصبر والتحمل.
- ضعف الإرادة والعزيمة في قلب المرء.
- خشية الخسارة لمكتسبات من حوله.
- الوهم النفسي أنه غير قادر على الثبات.
- في حال عدم رسوخ العلم الشرعي في قلبه وذهنه.
متى يكون الثبات واجبا؟
- إذا كان في ثوابت الدين من فعل واجب وترك محرم. قال -تعالى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}( الحشر: 7)
- إذا كان في مجال التعامل مع الناس بالأخلاق الإسلامية، عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» رواه الترمذي وحسنه الألباني.
متى يكون الثبات محرما؟
- في حال ثبات المرء على الكفر أو الشرك؛ إذ قال -تعالى عن حال من يصر ويثبت على الكفر والشرك-: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
- في حال كون المرء سيئ الأخلاق وسوقيا في تعامله مع الناس، فلا يحق له ولا يحل له الاستمرار والإصرار على ذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - : «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» متفق عليه.
التعريف بالمؤلفة
هيام عبدالوهاب عبدالعزيز أحمد الجاسم، حاصلة على درجة الدكتوراة في الإدارة التربوية وسياسات التعليم، وحصلت على درجة الماجستير في الإدارة والقيادة التربوية، ودبلوم تربية، وليسانس آداب من جامعة الكويت، عملت معلمة سابقا لمدة عشرة سنوات، ومرشدة تربوية في إدارة التوعية والإرشاد في قطاع الرعاية الاجتماعية، ورئيس قسم الدراسات الشرعية في قطاع الرعاية الاجتماعية، وهي كاتبة حاليا في مجلتي المعلم والفرقان، كما لها االعديد من المؤلفات منها: (كتاب ثغرات وعبرات في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة)، وكتاب (إرشاد الآباء في هداية الأبناء)، وكتاب( الإيمان بين الزيادة والنقصان)، وكتاب (الهيبة الوالدية).
لاتوجد تعليقات