رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 29 ديسمبر، 2014 0 تعليق

التطور التاريخي لعلم البصمات

البصمات ذلك العلم المكتشف أي لم يخترع من قبل شخص معين، وإنما ظهر إلى الوجود بعد أن مر بمراحل كثيرة، بدءاً من ملاحظات الإنسان البدائي ورسماته على الكهوف، وبعد الدراسات والاكتشافات التي قام بها عدد كبير من الخبراء في العالم شرقا وغربا ولم يحتل مكانته الحاضرة في شهر أوسنة من الزمن، بل امتد ذلك لنحو قرن ونصف القرن من الأبحاث تقسيما وتصنيفا وملاحظة لمعرفة مزيد من الخصائص والمميزات لها.

     وأثبتت تلك المراحل والدراسات أن  الأساس العلمي لعلم البصمات أثبت أن البصمات تولد مع الإنسان، وتظل على شكلها دون تغير حتى مماته ما لم يطرأ عليها طارئ كمرض جلدي، أو تتأثر بجرح عميق أو حرق قد يؤدي إلى تغير للشكل طبياً وتشريحياً، ثبت بعد إجراء البحوث العلمية والدراسات الطبية لبصمات لأصابع أن الخطوط الحلمية نتيجة للبروز الموجود في الطبقة الداخلية للجلد وهي ثابتة لا تتغير، فقط بتغير حجم هذه الخطوط واتساع المسافة بين الخط الحلمي والخط الغائر تبعا لنمو الجسم، إلا أن أشكالها تظل ثابتة لا تتغير، ومثال ذلك: لو طبعت بصمة إصبع لطفل حديث الولادة وكانت للسبابة اليمنى مثلا والشكل منحدر، وتم عد الخطوط الحلمية المحصورة بين نقطتي الزاوية والمركز (حسب قاعدة العد) فكانت أحد عشر خطا، ولو عدت بعد الكبر فإنها تظل كما هي، هناك ثلاثة افتراضات يرتكز عليها علم تحقيق الشخصية بواسطة البصمات كالآتي:

الخطوط الحلمية للأشكال

التي تجعل البصمات مختلفة من شخص لآخر، وكذلك من إصبع لآخر في اليد الواحدة الخطوط الحلمية للبصمات:

وأشكالها ثابتة ولا تتغير إطلاقا طيلة الحياة إلا في الحجم أثناء النمو؛ بحيث إن الخط المستدير يظل مستديرا ومثله المنحدر، والمقوس يظل منذ الصغر والخط والنقطة وغير ذلك.

مميزات الخطوط الحلمية

     ينفرد كل إصبع في مميزات خطوطه الحلمية، كما تختلف أشكال البصمات في حدود معينة ليكون بالإمكان إيجاد نظام للتصنيف حسب أشكال البصمات، ولاسيما أن خبراء البصمات في الماضي كانوا يميلون إلى تقديم الأدلة لإثباتها وذلك على اعتبار أنه لا توجد بصمتان متطابقتان، ولا شك أن هذه حقيقة ثابتة.

     ولكن لإثبات ذلك فعلياً يجب إثبات أن جميع البصمات الموجودة في جميع أنحاء العالم قد قورنت مع غيرها، وأنه لا يوجد تطابق بينها، ومن البديهي أن ذلك لم يحدث حتى الآن، بل من الممكن أن نجد أن جميع البصمات الموجودة في إدارة واحدة لم تقارن مع غيرها، فقد رتبت معادلة التصنيف على حسب نظام حسابي أو على أساس يخضع لأنواع الأشكال أو النماذج الموجودة في الأصابع العشرة وأخيراً نقول: إن هذا الإعجاز الرباني وهذا التحدي سيبقى، قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ } (فصلت: 53).

     عدم انطباق بصمتين لشخصين بل في إصبعين لشخص واحد ونكرر هذا ما أكدته الدراسات والبحوث والتجارب والإحصاءات العلمية أنه لا يمكن أن تنطبق بصمتان في العالم لشخصين مختلفين كما أنه لا يمكن أن تنطبق بصمات أصابع اليد الواحدة، وبما تمتاز به فإن لكل شخص تنوعاً لا حد له؛ بحيث تتميز بصمات كل شخص بعلامات مميزة خاصة، ينفرد بها دون أي شخص آخر، وهذه الحقيقة هي التي تضفي على البصمات أهميتها بعدها دليلا قاطعا في تحقيق الشخصية.

أكد الباحث (جالتون) في نظريته أنه بإجراء عملية حسابية وفق العناصر التالية:

- ثبت أنه لا يمكن أن تنطبق بصمتان تمام الانطباق إلا بين 64 ألف مليون بصمة.

- تعداد العالم حالياً يتجاوز 6 آلاف مليون نسمة بقليل ورغم ذلك لم نسمع بتطابق بصمتين.

- وطبقا لآخر البحوث التي أجريت في هذا الشأن، فإنهم وضعوا احتمال تطابق بصمتين في نقطة مميزة واحدة بنسبة 1:10، وعلى ذلك يكون احتمال تطابق بصمتين في اثنتي عشرة نقطة مميزة هو (10)  12 أي (10) مكرر  (12) مرة  (أكثر من مليار) ولما كان تعداد العالم حسب آخر إحصاء أجرته هيئة الأمم المتحدة لم يتجاوز بكثير (6 مليارات) شخص لذا يتضح استحالة هذا التطابق. وبناء على ذلك، فإنه لا بد من مرور مليون قرن من الزمن لكي تنطبق بصمتان ولكن ذلك لن يتحقق انطلاقاً من التحدي في الآية الكريمة: {بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (القيامة: 4).

- وقد دلت التجارب العملية طوال ما يقرب من قرن من الزمان على اكتشاف البصمات والعمل بها في جميع أنحاء العالم، أنه لم يحدث أن اكتشف تطابق بصمتين لشخصين مختلفين بل ولا حتى لإصبعين لشخص واحد محلياً وإقليمياً ودولياً.

- منذ اكتشاف علم البصمات وحتى الآن لم يكتشف ضمن ملايين البصمات المأخوذة بواسطة خبراء وفنيين تحقيق الشخصية في جميع أنحاء العالم انطباق بصمتين لشخصين مختلفين أو لشخص واحد، بل ثبت تنوع البصمات بالنسبة لكل شخص على مستوى كل المعامل الجنائية دوليا؛ حيث لو حصل مثلاً، فإن ذلك سبق إعلامي تسارع إليه وكالات الأنباء إلى نشرات الأخبار خوصصاً مع التطور الإعلامي الحالي.

وعند المقارنة لابد من وجود عدد من العلامات المميزة لتطابق البصمة، والخبير هنا يستند عند مضاهاته بين بصمتين إلى عدد من العلامات المميزة يجب أن تتوافر في كل منها قبل أن يقطع بتطابقها.

- استقر الر أي عالمياً على أنه يجب أن يتوافر عدد 12 علامة مميزة بشرط أن تكون هذه العلامات واضحة تماما ولا يدخل فيها أى شك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك