رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. آمنة علي صديق 5 يناير، 2015 0 تعليق

التضاد الميكروبي والتأثير العلاجي لمستخلص نبات اليقطين ضد بعض الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي

الله الذي خلق الكون وما فيه، وكور الأرض وهيأها لحياة الإنسان، وأقام شأنها وأنبت زرعها غذاء ودواء، فسبحانه الخالق الواحد القادر على كل شيء، وقد اهتم الباحثون في شؤون الإعجاز بفوائد الغذاء من علاج ودواء لا سيما فيما خلق الله -سبحانه وتعالى- من النبات في الأرض، وقد عالجت كثير من بحوث الإعجاز الفوائد الطبية والعلاجية للعديد من الأغذية، وفي هذا البحث تستعرض الباحثة الدكتورة آمنة علي ناصر صديق، الأستاذة في قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة التأثير العلاجي لمستخلص نبات (اليقطين) ضد بعض الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي، وفيما يلي نستعرض ما توصلت إليه الباحثة:

     تسبب الميكروبات الممرضة المسؤولة عن حدوث التسمم الغذائي أمراضاً خطيرة للإنسان؛ وذلك نتيجة وجودها أو إفرازها للسموم الميكروبية، وقد تم اختبار التأثير المضاد للمستخلص المائي لثمار نبات اليقطين وبذوره على نمو البكتيريا الممرضة  Staphylococcusaureus وcoliEscherchia والفطر الممرض Aspergillusflavus، وقد أظهرت النتائج تأثيرات مثبطة معنوية للمستخلصات المائية ضد الميكروبات الثلاثة المختبرة؛ حيث ثبط التركيز 0,2% نمو بكتيريا aureus S. وE. coli بقطر 02,18 و12,15 على التوالي بعد 24 ساعة من التحضين، بينما ثبط نفس التركيز نمو الفطر الممرض A . flavus بقطر 33,21  بعد 6 أيام من التحضين ، فضلا عن ذلك تم تأكيد النتائج بدراسات تطبيقية لمعرفة التأثير العلاجي لمستخلص ثمار اليقطين على مجموعتين من الجرذان، حقنت المجموعة الأولى داخل التجويف البريتوني بمعلق الفطر A. flavus وحقنت المجموعة الثانية بمادة الأفلاتوكسين ب 1، ثم تم معالجة المجموعتين بجرعة مقدارها (02,0/ كجم من وزن الجسم) لمدة 15 يوم. وقد أظهرت نتائج الفحص النسيجي لأنسجة الكبد والتحليل لأنزيمات الكبدأنها مماثلة للطبيعية؛ مما يدل على إمكانية استخدام اليقطين مضاداً طبيعياً لتثبيط نمو الفطر الممرضA . flavus والحد من الأضرار الناتجة عنه.

     ويحدث التسمم الغذائي الميكروبي عن طريق تناول الأغذية الملوثة بالسم الناتج عن نمو الأحياء الدقيقة الممرضة وتكاثرها فيها مسببة أضرار صحية للإنسان والحيوان، ليس فقط في أعراض التسمم المعروفة من قيء وإسهال وارتفاع في درجة الحرارة التي تظهر بعد فترة طويلة كتليُف الكبد، والكليتين، اختلال الجهاز الهضمي، الدوري  والعصبي والأورام الخبيثة.

     ومن أكثر السموم الغذائية انتشارا هو التسمم الغذائي العنقودي الناتج عن نمو وتكاثر بكتيريا Staphylococcus aureus، التي تنتقل إلى الغذاء عن طريق الإنسان والحيوان؛ حيث توجد هذه البكتيريا في التجاويف الداخلية للأنف، والفم، وعلى جلد الإنسان، كما أن الدمامل والجروح الملوثة قد تكون من مصادر هذه البكتيريا، فعند هضم السم المعوي Enterotoxin المتواجد في الغذاء، ولاسيما في اللحوم ومنتجاتها: الأسماك، والألبان، فإنه يؤدي إلى حدوث اضطرابات معوية أو انتفاخ الغشاء المعوي، وتعد هذه البكتيريا من أخطر ملوثات المستشفيات، ولاسيما السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، وهي ما يطلق عليها البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة لعقار الميثيللين Resistant Staphellococcusar  areus MRSA  Metgicilli Farr et al.

 2001 ، وقد وضحت الدراسات أن المضاد الحيوي الفعال الذي تتأثر به هو Vancomycin، الذي اتضح تأثيرة الآمن عند معاملة الجرذان به Rahman et al 2006, وكما تعد بكتيريا Escherchia coli 2006 جزءا من الفلورا الطبيعية في الأمعاء الغليظة للإنسان والحيوان، إلا أنها تسبب عدوى معوية وعدوى القناة البولية والجروح، فضلا عن التسمم الغذائي؛ حيث يعد تلوث الغذاء بالبراز ولاسيما باللحوم ومنجاتها، والخضروات الطازجة هي الوسيلة الأكثر أهمية في انتشار الميكروب (عيسى وأحمد 2007م) فقد استطاعوا Gi er al 2009 أن يعزلوا 39 سلالة لبكتيريا E. coli الممرضة من عينات للحوم والبقر والدجاج والخنازير، تم تحديد 14 سلالة، منها تسبب التيفوئيد، وأكدوا أن اللحوم الملوثة بها تعمل على نقل المرض عند استهلاكها، وبالمثل تستطيع الفطريات النمو على مختلف المواد الغذائية منتجة السموم Mycotoxins، التي تؤدي إلى حدوث مرض التسمم الغذائي نتيجة لهضمها، ومن أكثر السموم الفطرية قدرة على إحداث تأثيرات سرطانية الأفلاتوكسينات، ومنها B1, B2, G1, G2، التي تنتج بواسطة الفطريات A. flavus Penicillium Puberulum, A. Parasiticus، والنامية على حبوب الحنطة والفول السوداني وعلى الأوساط الغذائية المختلفة (عبدالحميد 2000م)، ويتعرض الإنسان للتسمم بالأفلاتوكسينات، إما مباشرة نتيجة نمو الفطريات المنتجة للسموم على غذائه، أو عن طريق غير المباشر عند استعمال مكونات ملوثة في تصنيع الأغذية، أو عند تناول أغذية حيوانية سبق تغذيتها بأعلاف ملوثة بها؛ مما يؤدي إلى تفاعل هذه الأفلاتوكسينات مع الجهاز الهضمي وملحقاته مسببة له أمراض متعددة كسرطان الكبد (عيسى وأحمد 2007م)، وقد عرفت بعض النباتات بقدرتها العلاجية لكثير من الأمراض؛ حيث تستخدم كمصادر لاستخراج العديد من المركبات الدوائية (برهام 2002م)، ويتميز نبات اليقطين Cucurbitn بمحتواه الكيميائي من الزيوت الثابتة غير المشبعة؛ حيث تشكل 30٪ من مكونات البذور، كما تدخل فيها أحماض عدة، مثل حمض اللينوليك، والأوليك، والأحماض الدهنية، ومركبات الكوكوربيتاسين، وفيتامينات أ، ب، ومعادت من أهمها الزنك والمغنيسيوم، أما ثماره فتحتوي على فيتامينات وحوامض مثل اللوسين، والنيروزين، والبيبوريزين، فضلا عن المواد السكرية، النشا، والبروتينات (القحطاني 2007م)، ويمكن استخدام اليقطين ملينا للبطن، وفي علاج الصداع وفي الوقاية من العطش نتيجة احتوائه على 96٪ من وزنه ماء، كما يمكن استخدامه حمية في تخفيف الوزن، فقد ثبت أن 100جم من اليقطين يعطي 14 سعر حراري Acosta-Patino(2001م)، فضلا عن أنه يعطي وقاية من أمراض القلب، وزيادة الكولسترول، وفي حالات ارتفاع ضغط الدم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك