رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 13 فبراير، 2012 0 تعليق

التخريب المتعمد لمقدرات البلد والعصيان المدني.. هل يكونان آخر المحاولات الفاشلة للقوى الاشتراكية لتدمير الدولة في مصر؟!

 


ما زالت المحاولات الدؤوبة التي تبذلها القوى التي تسمي نفسها بالثورية أو الاشتراكية أو الشيوعية -وإن صح التعبير فلنقل «الشيطانية»- لا تزال تلك المحاولات تتوالى على قدم وساق لإسقاط هيبة الدولة المصرية وتقويض أركانها بكل ما أوتوا من قوة، وما تكاد الأمور تهدأ بعد كل حادثة، حتى يخرجوا علينا بأخرى، وقد عبر عن ذلك الكاتب المصري فهمي هويدي في مقال له بجريدة الشروق حيث قال: «إذا ضممنا هذا الذي حدث في بورسعيد إلى جانب حوادث أخرى، مثل اقتحام البنوك والشركات، وخطف أطفال الأثرياء، وتعطيل حركة القطارات والبواخر النيلية. ثم إصابة المصانع بالشلل وتتابع الإضرابات الفئوية ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية، وحصار مجلس الوزراء وإحراق المجمع العلمي، والإعلان عن الاعتصام في ميدان التحرير حتى إسقاط النظام والدعوة إلى محاكمة أعضاء المجلس العسكري.. إذا وضعنا هذه العناوين جنبًا إلى جنب فإنها قد تنبهنا إلى أن الهدف أكبر منها إشاعة الفوضى في البلاد وقد يكون الهدف إسقاط الدولة المصرية ذاتها؛ لذا وجب التنويه والتنبيه».

       وكان نشطاء قد دعوا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» المصريين إلى إعلان حالة العصيان المدني والإضراب العام السبت الماضي والموافق ذكرى تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

       وجاءت تلك الدعوة بحسب النشطاء احتجاجًا على أحداث بورسعيد، وطريقة إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية، وللمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين ومحاكمة رموز النظام السابق وقتلة الشهداء.

       وتضم تلك القوى الداعية للإضراب حركة 6 ابريل، وتحالف القوى الثورية، والاشتراكيين الثوريين، واتحاد شباب الثورة، وشباب حزب المصريين الأحرار، والحزب الشيوعي، وحزب التحالف الشعبي.

الجيش المصري ينشر قواته في البلاد

       هذا وقد قام الجيش المصري بنشر قواته في جميع محافظات البلاد لحماية الممتلكات العامة والخاصة، وتأمين الطرق والمحاور الرئيسة وذلك تحسباً لتلك الدعوة.

       وجاء في بيان للقوات المسلحة أن هذا الإجراء يأتي في إطار جهودها لتأمين المجتمع واستعادة هيبة الدولة ومشاركة أجهزة الشرطة المدنية في حفظ الأمن وعودة الانضباط داخل الشارع المصري.

       وبدأت القوات المسلحة في تأمين طرق مطار القاهرة ومنشآته. وتوجّهت مدرعات وفريق من الشرطة العسكرية من أجل مواجهة أي محاولات محتملة قد تؤثر سلباً على سلامة المطار وأمنه، كما انتشرت العناصر الأمنية للشرطة العسكرية من خلال دوريات ثابتة ومتحركة في مناطق متفرقة من القاهرة.

       من جانبه حث الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس العسكري، المصريين على الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها من خلال العمل والإنتاج، حسب ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

       وفي الوقت نفسه عد رئيس الوزراء كمال الجنزوري في مؤتمر صحافي أن الدعوات للعصيان المدني جزء من مخطط لإسقاط الدولة، وقال: إنه ينبغي أن يتوحّد المصريونللخروج من الأزمة والمخاطر التي تواجه الدولة.

دار الإفتاء المصرية تحرم الإضراب العام

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بـ»تحريم» الإضراب العام، وتعطيل العمل في مؤسسات الدولة.

       وأكدت الفتوى التي أصدرتها أمانة الفتوى بدار الإفتاء الأربعاء، على أن «الدعوة إلى الإضراب العام، بمعنى إيقاف السكك الحديدية، والمواصلات، والنقل، وإيقاف العمل في المصانع والمؤسسات والجامعات والمدارس، والتوقف عن سداد الأموال المستحقة للحكومة حرام شرعاً».

       وأشارت الفتوى إلى أن مثل هذه التصرفات من شأنها أن تفاقم الأوضاع الاقتصادية السيئة، بما يؤدي إلى تعطيل مصالح الناس، وتعريض حياتهم للخطر، ولاسيما ذوي الأعذار منهم، فضلاً عن أنها تؤدي إلى تفكيك الدولة وانهيارها.

 أما شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فقد انتقد الدعوات إلى العصيان المدني وقال في بيان له: «لا تستمعوا لدعاة الهدم وتعطيل العمل والبناء».

موقف الدعوة السلفية

       أعلنت «الدعوة السلفية» رفضها الدعوة إلى «العصيان المدني»، و«الإضراب» الذي دعت إليه بعض القوى السياسية؛ لما في ذلك مِن تعريض اقتصاد البلاد وأمنها لمخاطر جسيمة في هذه الظروف العصيبة التي تواجهها مصرنا الحبيبة.

       وكشفت الدعوة السلفية، في بيان رسمي لها الجمعة، عن أسباب رفضها للعصيان المدني، وقالت: مع وجود المؤسسات المنتخبة التي تم منها - بحمد الله- انتخابات مجلس الشعب، وجار استكمال انتخابات مجلس الشورى، وتحدد موعد فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة، فقد أصبح للشعب نوابه الذين يبلغون مطالبه، ويراقبون تنفيذها، ويشرفون على تحقيق مصالحه، فكل مَن له مطلب؛ فعليه اتباع الوسائل الصحيحة لتحقيقه، دون الحاجة إلى العصيان المدني الذي يضر بمصالح البلاد.

الجماعة الإسلامية

       بدورها، رفضت «الجماعة الإسلامية» الدعوة الموجهة للعصيان المدني، قائلة: إن هذه المرحلة هي من أحرج الأوقات التي مرت بمصر، وإن هذه الإضرابات لا يتم اللجوء إليها إلا إذا وجد خطر داهم على شعب مصر أو نكوص من المجلس الأعلى عن تسليم السلطة فى الموعد المحدد. وعد مجلس شورى الجماعة - في بيان - العصيان مهدداً بكثير من المخاطر منها تحطيم ما بقي من اقتصاد مصر، وإشعال الفتنة في البلاد، وزيادة التوتر الأمني وأعمال البلطجة والنهب.

مجلس أمناء الثورة يرفض

       من جانبه أعلن مجلس أمناء الثورة في مصر رفضه المشاركة في الإضراب العام عن العمل والدراسة الذي دعت إليه العديد من القوى والتيارات السياسية، وأكد المجلس في بيان أصدره على مشروعية تلك المطالب، ويدعمها، كما أكد المجلس موقفه الأصيل بحق الإضراب والاعتصام بوصفه حقاً أصيلاً للتعبير عن الرأي، ووسيلة ضغط من أجل رفع الظلم دون إفساد مرافق الدولة أو الإضرار بمصالح الناس.

       ورأى المجلس أن تنفيذ الإضراب والعصيان بشكل شامل أمر شديد الخطورة على البلاد، في ظل الوضع الاقتصاديوالسياسي والأمني الهش في الفترة الحالية.

النقابات المهنية ترفض العصيان

أعلنت 17 نقابة مهنية، رفضها للعصيان المدني الذي تدعو له بعض القوى السياسية، مؤكدة حق الجميع في التعبير السلمي.

       وأوصت هذه النقابات أعضاءها البالغ عددهم 8 ملايين مواطن بعدم المشاركة في العصيان المدني، وطالبوا بأن يشاركوا في اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، كما أكدوا التعاون المشترك بين النقابات، بعقد لقاءات دورية لسن تشريعات ومشاريع مشتركة.

الـمخطط الشيطاني

       وأخيرًا بعد هذا العرض لتلك الأطياف المختلفة من المجتمع المصري وموقفها من هذا العصيان الآثم يبقى السؤال من هؤلاء؟ يجيب علينا الدكتور وائل الحساوي في مقاله بجريدة «الراي» قائلاً: لا شك أن هنالك أطرافًا خفية تقف وراء تلك الأحداث ولها مخططات وأهداف شريرة، وهي تأمل أن يتكرر ما حدث في الجزائر لكي ينفض الشعب المصري يده من الثورة ويسلم الحكم إلى العسكر أو أن يخوض حرباً أهلية ليس لها ما يسوّغها، فهل ينتبه الإخوة في مصر إلى ذلك التخطيط الشيطاني الذي يدبره الأعداء لهم؟!

 

الشيخ محمد حسان:

 

 

العصيان المدني دعوة للتخريب وإسقاط مصر

       أكد الشيخ محمد حسان أن العصيان المدني دعوة للتخريب وإسقاط مصر، ومن يدعو إليه يحتاج لمراجعة صدق دينه وإيمانه ووطنيته، مشيرًا إلى أن مصر لا تحتمل على الإطلاق هذه الدعوة التي تشل البلد اقتصاديًا، ومخاطباً أصحاب المطالب الفئوية: «إن الصبر مثل اسمه مرٌ مذاقته، لكن عواقبه أحلى من العسل».

الجمعية الشرعية:

العصيان المدني مفسدة وعلينا تغليب المصلحة العامة للوطن

 

       شددت الجمعية الشرعية في بيان لها على أن العصيان المدني غيرُ مناسبٍ في ظروفِنا الحاليةِ؛ لما يَترتبُ عليهِ مِن آثارٍ ضارةٍ بحركةِ البلادِ؛ وذلكَ دَرْءًا للمفسدةِ وتغليباً للمصلحةِ العامةِ للوطنِ.

       

وناشدت كلَّ أبناءِ الأمةِ أنْ يتعاونوا في العملِ الجادِّ لتحقيقِ الاكتفاءِ الذاتيِّ، ودفعًا لمسيرةِ اقتصادِ البلادِ، وضماناً لحريتِها واستقلالِها، ووسيلةً لنهضتِها واستعادةِ مكانتِها اللائقةِ.

جمعية أنصار السنة المحمدية

الدعوة إلى الإضراب العام من أعظم ألوان الفساد

       

في بيان لها أوضحت جمعية أنصار السنة أن من أعظم ألوان الفساد تلك الدعوة الجائرة إلى الإضراب العام والعصيان المدني، التي يدعو إليها ثلة من المتاجرين بالثورة ودماء الشهداء بزعمهم أن الثورة لم تحقق شيئا من أهدافها.

      ووجهت نداء إلى أبناء مصر الشرفاء قائلةً لهم: لا تلتفتوا إلى أقوال المفسدين، ولا تتابعوا دعوات المخربين الذين يسعون إلى هدم هذا البلد الآمن وضرب مؤسساته متمثلة في الشرطة والقضاء والجيش، ثم الدعوة لإجهاض اقتصاده بالإضرابات والاعتصامات والعصيان.

الحرية والعدالة:

البلد لا يحتمل مزيداً من تعطيل الأوضاع والإضرابات

       أكد الدكتور محمد مرسي رئيس حزب «الحرية والعدالة» رفض حزبه المشاركة في الإضراب والعصيان المدني؛ لأنه يرى أن البلد لا يحتمل مزيدا من تعطيل الأوضاع والإضرابات.

       وطالب في بيانه المجلس العسكري، بالالتزام بالجدول الزمني لنقل السلطة، وتحمل المسؤولية كاملة تجاه أمن الوطن ومواطنيه، مشددًا على أن شعب مصر لن يتهاون في حق من حقوقه، وقد برهن على ذلك في انتخابه نوابًا بمجلس الشعب قادرين على التعبير عنه وتحقيق مصالحه، وكشف من يعبث بأمنه وسلامته.

الشيخ ياسر برهامي:

مصر لا تحتمل مزيدًا من التخريب الاقتصادي

       فيما هاجم الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، الدعوات لهذا العصيان قائلاً: «مصر لا تحتمل مزيدًا من التخريب الاقتصادي، والبلد يسير في إطار بناء المؤسسات التشريعية كمجلس الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة، وليس من المعقول أن يفعل أي شخص ما يأتي على هواه، مضيفاً: نحن لن نشارك في العصيان المدني، ولا نأمر أحدًا بالمشاركة فيه؛ لما فيه من ضرر بالغ بالاقتصاد، وتعطيل لمصالح المواطنين وظلم لهم»، مؤكداً على أن الدعوة للإضراب دعوة لإسقاط مصر وإدخال البلاد في مزيد من الانهيار.

الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح:

العصيان المدني لا يجوز شرعًاويستهدف شيوع الفوضى

 

        أوضحت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن إعلان حالة العصيان المدني أو الإضراب العام في ظل ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية طاحنة، أمرٌ لا يُباح ولا يُشرع، ولفتت إلى أنه هناك فرقا واسعا بين إسقاط نظام فاسد، وإسقاط مؤسسات دولة بأركانها.

       وأكدت الهيئة، في بيان لها، أن ما يسعى إليه بعضهم من الاستثارة وتحريك الجماهير باتجاه المصادمات والاستفزازات للجيش المصري وإضعاف القوات المسلحة والداخلية إنما هو سعي لتقويض أمن المجتمع المصري وزعزعة استقراره.

وناشدت الهيئة الشرعية كل مصري يخلص لدينه ويحافظ على وطنه أن يتصدى بكل قوة ممكنة للمتآمرين وأن ينصح للمخدوعين والمغرر بهم من الشباب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك