رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبو عمر حاي الحاي 22 نوفمبر، 2011 0 تعليق

التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة-أحاديث ضعيفة في الحج

عن علي بن أبي طالب ] قال: قال رسول الله [: «من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً؛ وذلك لأن الله تعالى قال في كتابه: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً}»، رواه الترمذي، وقال: غريب وفي إسناده مقال والحارث يضعف وهلال بن عبدالله الراوي له عن أبي إسحق مجهول، وسئل إبراهيم الحربي عنه فقال: من هلال؟ وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وليس الحديث بمحفوظ، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الترمذي: مجهول وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال.

        قال الحافظ في التقريب: متروك، والحارث هو ابن عبدالله الأعور الهمداني، كذبه الشعبي ورمي بالرفض، التقريب صـ 146 (رقم1029).

        وله شاهد لكن لا يفرح به لوجود متروكين فيه وهو: عن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله [: «من مات ولم يحج حجة الإسلام في غير وجع حابس أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر، فليمت أي الميتين شاء، إما يهودياً أو نصرانياً»، رواه ابن عدي، من طريق عبدالرحمن الغطفاني عن أبي المهزم وهما متروكان.

قلت: وهذه الطرق لا تقوي الحديث وذلك لضعفه الشديد، بل إن ابن الجوزي أورده في الموضوعات.

        أما قول الشوكاني: وهذه الطرق يقوى بعضها بعضا وبذلك تتبين مجازفة ابن الجوزي في عدّة لهذا الحديث من الموضوعات، فإن مجموع تلك الطرق لايقصر عن كون الحديث حسنا لغيره!! وهو محتج به عند الجمهور، ولا يقدح في ذلك قول العقيلي والدارقطني: لم يصح في الباب شيء؛ لأن نفي الصحة لا يستلزم نفي الحسن. ا هـ.

قلت: وهناك مراسيل للحديث وآثار لكنها لا تقوي المرفوع.

قال الحافظ ابن حجر أبو الفضل رحمه الله تعالى كما في تلخيص الحبير: (2/221).

        والصحيح من الروايات رواية الحسن المرسلة، ثم قال: واذا انضم هذا الموقوف إلى مرسل ابن سابط علم أن لهذا الحديث أصلاً ومحمله على من اسْتحل  الترك وتبين بذلك خطأ من ادعى أنه موضوع، والله أعلم.

        قلت: وقد ذكر طرقه العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى- في أضواء البيان (5/124-127)، قال: وله طرق أحدها: أخرجه سعيد بن منصور في السنن وأحمد وأبو يعلى والبيهقي من طرق عن شريك عن ليث بن أبي سليم عن ابن سابط عن أبي أمامة بلفظ: «من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر فلم يحج، فليمت...».

        عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله [: أأحج عن أبي؟ قال [ «نعم، إن لم تزده خيراً لم تزده شراً».

        حديث ضعيف، أخرجه ابن ماجة (رقم2904) كتاب المناسك باب الحج عن الميت، والطبراني في المعجم الكبير (رقم13009)، (12/245) وأبو نعيم في الحلية (4/100).

وقال: غريب من حديث يزيد، تفرد به الثوري عن الشيباني.

        وضعفه الإمام الحافظ أبو عمر بن عبدالبر -رحمه الله تعالى-، حيث قال: أما هذا الحديث فقد حملوا فيه على عبدالرزاق لانفراده به عن الثوري من بين سائر أصحابه، وقالوا: هذا حديث لا يوجد في الدنيا عند أحد بهذا الإسناد إلا في كتاب عبدالرزاق أو في كتاب من أخرجه من كتاب عبدالرزاق، ولم يروه أحد عن الثوري غيره، وقد خطؤوه فيه وهو عندهم خطأ. انظر الاستذكار (12/64) والتمهيد (9/129).

        وكذلك قال عن الحديث: إن لفظ الحديث منكر لا يشبه ألفاظ النبي [ إذ كيف يأمر بما لا يدري هل ينفع أم لا ينفع؟! انظر الاستذكار (12/63) والتمهيد (9/129-130).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك