رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 19 يونيو، 2014 0 تعليق

البيئة الداعمة للمراهق (7) ما الحالات التي ينبغي على الكبار أن يتدخلوا فيها لمساعدة المراهق؟


الدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح الدائم في كل جوانب الحياة

نحن لا نريد لأبنائنا أن يحيوا فحسب، بل نريدهم أن يستمتعوا بحياتهم

الإدمان على شيء يحرم المراهق من عالم جميل يسكن خارج غرفته

 

4- انخفاض مفاجئ في الأداء المدرسي

يقضي المراهق أغلب سنواته الأولى على مقاعد الدراسة، وتستهلك المدرسة وأنشطتها الصفية واللاصفية الجزء الأكبر من وقته، ويكون التفوق الدراسي بمثابة تحد للمراهق، ونلحظ ذلك من خلال فترة الامتحانات وما يصحابها من قلق وتوتر، حتى إن الأهل يشعرون المراهق بأن التفوق والتحصيل الدراسي أهم شيء في هذه المرحلة، بل ويهتمون بالجانب الدراسي أكثر من غيره.

والأصل أن تكون الدراسة ممتعة بالنسبة للمراهق؛ لأنها طريق النجاح، ولا أبالغ إن قلت إنها من أمتع لحظات الحياة، ولا يعرف متعتها إلا من مرّ بها والتحق بغيرها، متعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة ولاسيما لو ارتبطت عند صاحبها بالعبادة، فطالب العلم عابد لله.

لكن عندما يكون المراهق متفوقا دراسيا، ومتميزا في التحصيل الدراسي، ومتقدما على أمثاله، ثم فجأة ينخفض أداؤه المدرسي، ويهبط من التميّز إلى الضعف، عندها يجب أن نتدخل لتقديم المساعدة ومعرفة الأسباب.

5- فقدان المتعة عموما

البحث عما يروح النفس حاجة إنسانية، والمراهق السوي عادة ما يقتطع جزءا من وقته لممارسة ما يهواه ويحبه من ألعاب وهوايات.

كما نجد أن المراهق يميل إلى ممارسة لعبة معينة أو أكثر دون غيرها، لماذا؟ لأن هذه اللعبة أو تلك الهواية تحقق له المتعة، وهذا ما يحلظه الآباء عندما يراقبون أبناءهم وهم يلعبون، أو يشاركونهم اللعب.

     لكن في بعض الحالات تزول الرغبة في اللعب من نفس المراهق، ويفقد المتعة عموما، وتظهر واضحة أثناء ممارسته لهواياته وألعابه المفضلة، أو الخروج مع أصحابه، وتظهر عليه مشاعر الملل والضجر، وعدم الاستمتاع بالجلوس مع العائلة، أو عدم استمتاعه بخصوصياته وأشيائه التي يملكها.

فإذا شعرنا أن المراهق بدأ يفقد المتعة في فعل الأشياء التي يحبها ولاسيما الهوايات، فهذا موشر آخر يدفعنا للتدخل.

6- الإدمان

متى لاحظنا أن المراهق مدمن على شيء، ولا يستطيع الإقلاع عنه أو تركه، عندها يجب أن نتدخل لمساعدة المراهق.

الإدمان هو: «الدوام على الشيء، والمواظبة عليه، وعدم الإقلاع عنه، أو قلة الصبر عند تركه»، ولا يشترط في الإدمان أن يكون على شيء سلبي أو خطأ أو حرام، بل قد يكون على أمر مباح شرعا.

فمثلا: قد يدمن المراهق على الدخول إلى الإنترنت، أو قد يدمن مشاهدة التلفاز، أو ممارسة ألعاب معينة ولاسيما الألعاب الألكترونية، أو قد يدمن على حب سماع الأغاني والموسيقى، وقد يتعلق ببعض النجوم والشخصيات المشهورة تعلقا يدفعه إلى تقليدهم ومحاكاتهم.

7- التخلي عن الأصدقاء

عندما نلحظ أنه قد ترك أحد أصدقائه، وتخلى عنه دون مسوغ، يجب أن ندرك أن المراهق يمر بمرحلة غير طبيعية تتطلب منا التدخل.

الصداقة، الصحبة، الشلة، كلمات لا تكاد تخلو منها حياة مراهق؛ لأن الانتماء إلى جماعة أصدقاء يعد حاجة نمائية أساسية للإنسان، وتتأكد هذه الحاجة في مرحلة المراهقة.

حيث يسعى المراهق إلى إشباعها من خلال قضاء أكبر وقت مع أصدقائه المقربين، ومشاركتهم في نشاطاتهم المختلفة، وكذلك البحث والتعرف على أصدقاء جدد.

8- فقدان الشهية

قد يكون السبب وراء التقلل من الطعام هو الخوف من السمنة، أو محاولة الحفاظ على الرشاقة وجاذبية الجسد، أو الخوف من الإصابة ببعض الأمراض، ومهما كانت الأسباب فإن علينا التدخل لمساعدة المراهق.

{كلوا وأشربوا ولا تسرفوا} (الأعراف:31).

الطعام والشراب من الحاجات الفسيولوجية (المادية) التي يحتاجها كل إنسان للبقاء على قيد الحياة، ولممارسة نشاطاته المختلفة بفاعلية ونشاط.

وهناك معايير علمية لمعرفة مدى حصول الإنسان على الكميات الكافية من الغذاء، وذلك من خلال مقارنة الطول والوزن، ومراقبة وظائف الأجهزة في الجسم.

ولسبب ما قد يفقد المراهق شهيته للطعام، أو يبدي عدم الرغبة في الأكل، أو يكتفي بالقليل من الطعام؛ مما يودي إلى النحافة المبالغ فيها، وظهور الجسم بصورة غير طبيعية.

إذا ما لمسنا أن فقد شهيته  للأكل زائد ومتواصل، لأن تغاضينا عن هذا السلوك الغذائي الخطأ، قد يصيب المراهق بما يسميه الأطباء بـ«فقد الشهي العصبي».

9- عادات سلبية

قد تظهر لدى المراهق بعض العادات السلبية التي لم تكن ضمن سلوكياته، وهذه مؤشرات خطيرة لمعاناة نفسية بدأت ولا ندري نهايتها إن أهملناها، ومن هذه المؤشرات:

قضم الأظافر، نتف شعر الرأس، مص الأصابع، ضرب الأسنان أثناء النوم، كثرة البكاء، رفض المدرسة.

تدل هذه الأعراض على حاجة المراهق الملحة للمساعدة، وينبغي أن يكون هذا واضحا للآباء والأمهات دون مكابرة أو عناد.

 

قصة

 أب مكابر يدفع الثمن غاليا

 

تحكي لي أم جاءتني متحسرة للنتيجة السيئة التي وصلت إليها ابنتها التي فقدت الشهية وأصبحت هيكلا عظميا، ولم ينفع معها علاج الطب النفسي؛ لأن عرض البنت على الطبيب المعالج جاء متأخرا.

     تقول الأم: لاحظت على ابنتي بداية فقدانها للشهية وانعزالها، وعرفت من أم صديقتها أن ابنتها تعاني المشكلة نفسها، وأنها جاءتك في استشارة مع ابنتها، وأخذت معك جلسة استشارية هي وزوجها، ثم جلستين مع البنت، والحمدلله تماثلت البنت للشفاء: وعادت لحياتها الطبيعية متفوقة، وتضيف الأم متأسفة: أقنعت والدها بصعوبة شديدة حتى يأتي معي عندك، وطلبت موعدا معك، وكنت ألح على الأخت ثريا بشدة أن الحالة مستعجلة، وحصلت على موعد معك بعد أقل من شهر، وتوجهت مع زوجي وجلست أنتظر وهو غير مقتنع وينتقد ويقول: هل أنا لا أعرف تربية ابنتي؟ هل هذا الدكتور هو من سيعلمني كيف أتعامل معها؟! ثم بدأ ينتقد العلاج النفسي والدكاترة وبصوت عال خفت أن يصلك، وفي الأخير رجعنا البيت دون أن ندخل ونعرض الحالة عليك، وبعد أيام أصبحت البنت تدخل الحمام بعد كل وجبة أكل وتسترجع كل ما أكلته رغم قلته، حتى شحب وجهها، وهزل جسمها وأبوها يكابر وينتقدها ويصرخ، ثم أصابها هبوط في الضغط وفقدت وعيها وأخذناها للطوارئ وتم تحويلنا إلى الطب النفسي الذي صدمنا بالحقيقة أن الوقت فات ولا يمكن علاجها في الكويت، والحل الوحيد هو السفر بها إلى لندن، وأكدوا لنا بالطب النفسي بالفعل لو جئنا بها قبل أن تحتد حالتها لأمكن علاجها، تقول الأم: لا أدري كيف طاوعت زوجي يومها ونحن على دقائق من الوصول إليك، وهو في قمة ندمه، ويلوم نفسه بشدة، ويريد مقابلتك.

 

 

تذكر

 الإيجابية تعني التصرف بعقلانية بعيدا عن الأنانية والمكابرة والاعتراف بوجود مشكلات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك