رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 6 مايو، 2014 0 تعليق

البيئة الداعمة للمراهق


إذا انتزعت الحب من العالم، فسيصبح العالم قبرا

(روبرت براونينج)

البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان، بل هي كل ما يحيط به

أفضل طريقة لدعم المراهق إيجابياً، هي أن تنظف البيئة المحيطة به من السموم

التعبير عن المشاعر والأفكار فن تفتقر إليه بيوتنا ومدارسنا ومؤسساتنا التربوية

 

- ما البيئة الداعمة؟

- البيئة الداعمة باختصار، هي: «مجموعة الظروف الحقيقية التي يعيش فيها الفرد، وتؤثر فيها»، والظرف الحقيقي الذي يعيش فيه الفرد لابد أن يتكون من زمان، ومكان، وأحداث، وأشخاص، وأفكار، ومواقف، ومثيرات، واستجابات، وردود أفعال.

فكل مكان يوجد فيه المراهق ويقدم له الدعم والإسناد، نستطيع أن نطلق عليه بيئة داعمة، سواء أكانت آثار هذا الدعم سلبية أم إيجابية.

- البيئة الداعمة نوعان:

البيئة الداعمة قد تكون إيجابية بناءة، وقد تكون سلبية مدمرة.

ونستطيع أن نميز بين البيئتين من خلال آثارهما على شخصية المراهق وسلوكه وأفكاره.

فالبيئة الداعمة الإيجابية هي التي تساعد المراهق على تكوين صورة إيجابية عن ذاته، وتدفعه إلى تقبل ذاته والرضا به، ثم السعي إلى تطويرها والارتقاء بها.

كذلك هي البيئة التي تدعم نمو المراهق وتلبي له الاحتياجات الفطرية الإنسانية الأساسية، كماً ونوعاً، وأي بيئة تحطم هذه الصورة أو لا تدعمها، فإنها لا تعد بيئة داعمة، وإنما بيئة هدامة، أو بيئة قاتلة.

مواصفات البيئة الداعمة التي نريد

أولاً بيئة قائمة على الحب:

إذا أردت أن تغير من سلوك ابنك فامنحه الحب الصادق.

إذا أردت أن تؤثر إيجابيا في حياة ابنك فامنحه مساحة واسعة من قلبك.

إذا أردت أن يحبك ابنك، فأحبه أنت من كل قلبك.

الحب هو أول ما يحتاجه الأطفال عموما، والمراهق على وجه الخصوص، ولن ننجح في التربية أو نحدث التأثير المطلوب في المراهق، ما لم نمنحه الحب الكافي.

فأول سمة من سمات البيئة الداعمة البناءة، أنها بيئة تقوم على الحب والود والحنان؛ لذا فإن أي بيئة تقوم على القساوة والشدة والغلظة في التامل، وتفتقر للود والحب، لا تعد بيئة داعمة، وإنما قد تكون بيئة محبطة أو قاتلة للنمو الإيجابي لدى المراهق.

(11) وصفة: الطريق إلى الحب:

1 - أنعش مشاعر الحب بتكرار اللقاء ودوام التواصل.

2 - سيحبك ابنك إذا عبرت له عن محبتك، فما فائدة حب لا يعبر عنه؟

3 - سيحبك إذا كنت القدوة الحسنة له، والمثل الأعلى الذي يقتدي به.

4 - سيحبك إذا كنت له بمثابة الصديق الحميم، الذي يحفظ سره، ويفضي إليه بهمومه.

5 - سيحبك إذا شاورته وحاورته وأخذت برأيه.

6 - سيحبك عندما يلمس فرحك بقدومه، وتلهفك لغيابه.

7 - سيحبك إذا صفحت عن إساءته، وتفهمت خطأه، ومنحته فرصة جديدة.

8 - سيحبك عندما يتلفت فيجدك دوما بجانبه، تسانده وتمنحه الحب والطمأنينة.

9 - سيحبك إذا داعبته ومازحته، وشاركته شيئاً من ألعابه وهواياته.

10 - سيحبك إذا تذكرت مناسباته التي يحبها.

11 - سيحبك إذا شعر بالقرب منك، فلا تبخل عليه بعناق أو قبلة أو مسح على الرأس.

مواصفات البيئة الداعمة

 

ثانياً: بيئة قائمة على الحوار:

البيئة الداعمة تسمح للمراهق بالتعبير عن مشاعره وأفكاره بطلاقة، وتحاوره فيما تراه خطأ، وكل بيئة (مدرسة أو بيت) تقوم فقط على لغة الأوامر والنواهي والمواعظ المجردة، هي بيئة محبطة أو قاتلة أو مدمرة للنمو الإيجابي لدى المراهق.

ومن المهم أن نشير هنا إلى أننا وإن كنا نذكر بأهمية إفساح المجال للمراهقين للتعبير عن مشاعرهم والإنصات لهم.

     فمن الأهمية بمكان أن نعلمهم كيفية التعبير عن مشاعرهم، وطرق الإفصاح عن أفكارهم، والسبل السليمة للحوار البناء الإيجابي؛ لأن المراهق ربما يخطئ في التعبير عنها، أو ينظر إلى الأمور والأحداث من زاوية معينة تتسم بالقصور، فيأتي دور البيئة الداعمة لتعلمه كيفية التعبير الصحيح والدقيق عن الأفكار والمشاعر، وطرق الحكم على الأحداث والأشخاص والمواقف.

في كتابي (مهارات الحياة الوجدانية) منهج متكامل في التعامل الإيجابي مع المشاعر، فهما وتعبيرا وضبطا وتحكما واختيارا، ويمكن الرجوع إليه من خلال حوار يومي لمدة تتراوح بيم 20 و30 دقيقة.

 

إضاءة

 جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتقّبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة» رواه البخاري في الأدب المفرد.

     قال عتبة بن أبي سفيان لعبد الصمد مؤدب ولده: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، علمهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم، وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء، وجنبهم محادثة النساء، وتهددهم بي وأدبهم دوني، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء، ولا تتكل على عذري، فإني قد اتكلت على كفايتك، وزد في تأديبهم أزدك في بري إن شاء الله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك